المحتوى الرئيسى

"أم القصور".. قرية أسيوطية تطالب بإنشاء مدرسة ووحدة صحية | أسايطة

11/23 13:38

الرئيسيه » بين الناس » “أم القصور”.. قرية أسيوطية تطالب بإنشاء مدرسة ووحدة صحية

كتب- فاتن الخطيب و أحمد صالح:

للذهاب إليها أمامك خياران، إما استقلال المواصلات الخاصة بها من مركز منفلوط، أو استقلال سيارة متجهة لمركز القوصية والاتجاه إلى قرية بنى قرة بالقوصية التى تتداخل معها فى نفس المدخل وهو الطريق الأسهل والأسرع.

إنها قرية أم القصور إحدى قرى مركز منفلوط، فور الوصول إلى قرية بنى قرة تستقل مركبة توك توك لابد أن تمر على شريط لسكة الحديد غير مستوى بالشكل المعتاد لقضبان السكك الحديدية تشعر بأن مركبة التوك توك تصعد مكانا مرتفعا وهى تمر عليه، يطالب أهالي بالقرية بإعادة بناء مدرسة أم القصور الابتدائية ووحدة صحية…”الأسايطة” رصدت شكاوى الأهالي في التحقيق التالي:

جلسة قروية فى مندرة ضيافة الشيخ أحمد جمعت العديد من رجالات القرية ليبدأ محمد يحيى، كاتب، حديث الجلسة الجماعية قائلا: لدينا مدرسة ابتدائية مؤجرة ومتهالكة تعمل فترتين، ومع كل يمر يوم تسوء حالة المبنى أكثر، وهى تخدم مجموعة كبيرة من الطلاب والكثافة بها عالية.

ومنذ فترة قالت هيئة الأبنية إنه إما سيتم نقل التلاميذ لمدرسة أخرى أو بناء مدرسة جديدة ولا حدث هذا ولا ذاك، وهناك قطعة أرض على مساحة كبيرة المفترض أنها لبناء تلك المدرسة وبناء وحدة صحية ولكن ما نمى إلى علمنا هو أن الصحة رفضت بحجة أن الأرض بجوار مقابر، ولو ذهب التلاميذ لمدرسة أخرى سيتكبدون مشقة السير لمسافة 2 كيلو متر ذهابا وإيابا لأن المدارس بعيدة عن بعضها كما أن الكثافة عالية فى بقية المدارس.

تحركت الخطوات صوب مبنى المدرسة القابع فى وسط القرية، وكان اللافت للنظر تلك الفصول الخشبية المُنشأة فى أعلى المدرسة وانقسام المدسة إلى مبنيين متجاورين بلا فناء بلا سور.

الصوت الآن هو صوت أحمد محمد، مدير المدرسة، لينطلق واصفا شكل الحياة من الداخل: التعليم هو أساس كل شيئ، ويوجد فى أم القصور أربعة مدارس جميعها تعمل بنظام الفترتين، ومدرسة أم القصور الابتدائية المشتركة القديمة هى منزل مؤجر منذ عام 1948مساحته ثلاثة قراريط إلا ثلث وغير صالح خضع لأكثر من عملية ترميم وصيانة شاملة من هيئة الأبنية التعليمية، ولكن حالة المبنى لا يُجدى معها أى إصلاحات، وصاحب الأرض حرك دعوى  قضائيه لاستردادها.

يتابع: المدرسة عبارة عن منزلين متلاصقين كى تدخل من مبنى إلى مبنى عليك الخروج إلى الشارع للدخول للمبنى الثانى والمدرسة لا يتوفر بها أى شرط من الشروط القياسية لمبنى مدرسة فالفصل 4 × 4 يضم 50 تلميذا والتهوية سيئة والإنارة سيئة لا ترقى لأن تكون فصلا دراسيا.

دورات المياه متواجدة فى مبنى واحد فقط أى على الطفل أن يتحرك من مبنى لمبنى، ووقت الفسحة لا يكفى أبدا لتوافد التلاميذ على دورات المياه فالمدسة بها 993 تلميذ بالفترتين، أى قرابة 500 تليمذ فى الفترة الواحدة والمدرسة بها حمامين فقط.

فالحل البديل أن يذهب التلميذ لمنزله أو منزل أىٍ من الجيران ونتيجة لذلك يضيع أكثر من نصف الحصة الخامسة.

وبالسؤال أين يقضى التلاميذ وقت فسحتهم وأين يقف الطابور، كانت الإشارة بيده – فى هذا المكان – الذى هو مبنى عبارة عن سور متهالك تُطبق عليه منازل القرية يبعد أمتارا قليلة من المدرسة مُغلق بباب حديدى وأسواره من طوب متآكل، أشار مدير المدرسة أنه مبنى مؤجر مخصص لهدف إقامة طابور الصباح وبعد انتهاء الطابور يصطحب المعلمون التلاميذ إلى الفصول ويمرون بهم فى الشارع  ويتحملون عبء ومسؤولية السير بهم فى شارع عام بالقرية. وفى وقت الفسحة تصعُب السيطرة على التلاميذ بداخل المدرسة لضيق المكان وقلة دورات المياه والفسحة وقتها عشر دقائق فقط فهذا أمر صعب فهؤلاء أطفال. وللأسف يتعرض التلاميذ لمخاطر التواجد بالشارع وقت الفسحة كما أن بقرب المدرسة يوجد سوق.

أما الفصول الخشبية فإضائتها ضعيفة وبها نافذة واحدة والأدراج تكاد تصل إلى السبورة وعدد تلاميذ الفصل ليس بالقليل وعنها أوضح مدير المدرسة أن عددها ثلاث فصول مصممة من الخشب الحبيبى وهو غير مناسب ولكنها لمواجهة الكثافة.

واستأنف حديثه: رغم سوء حالة المبنى وقسوة الظروف بداخلها إلا أن الله رزقنى بأفضل فريق عمل بداخل المدرسة فهم خلية نحل تعلم بانضباط وجهد ولا يوجد لدى أى عجز فى هيئة التدريس.

وما نسعى إليه الآن هو بناء المدرسة وهناك عشرة آلاف متر أملاك دولة تُشرف عليها الوحدة المحلية هى ملك للهيئة العامة لمشروعات التنمية الزراعية بوزارة الزراعة مزمع تخصيص 18قيراط وسبعة أسهم منها للمدرسة و تخصيص 125متر لنقطة شرطة وتخصيص 3600متر كوحدة صحية ومُنشأ بها وحدة مطافئ، ونتمنى أن يتم تخصيصها وبناء المدرسة فأم القصور عموما تحتاج لعدد 38 فصل دراسى إضافى لحل مشكلة الكثافة. وهناك أيضا قطعة أرض كانت مخصصة معهد قراءات على مساحة ست قراريط ولكن صدر قرار بإلغاء معاهد القراءات فلما لا يتم استغلال هذه القطعة لبناء مدرسة بدلا من تركها بدون استغلال؟

قطعة أرض فضاء على مساحة كبيرة مشيد عليها مبنى لوحدة إطفاء حولها حديث من الأهالى يدور فى رحى المطالبة بتخصيص جزء منها كمدرسة وجزء آخر كوحدة صحية ورغم وجود وحدة صحية بالقرية إلا أن للأهالى أسبابهم الدافعة للمطالبة ببناء وحدة صحية جديدة.

الشيخ أحمد محمود، إمام وخطيب، يقول إنه بالنسبة للمدرسة فالدراسة منتظمة وهيئة التدريس جيدة “لكن المبنى زفت” لا يصلح تماما وكل ما تفعله الجهات المختصة هو الترميم.

لم تتوقف يده عن التعبير بحركاتها المتتابعة المُعبرة عن رفضه التام لوضع المدرسة: “عندنا المساحة وعندنا الأرض وانتوا بتصرفوا فلوس على ميت لا ينفع نرجعه ولا ينفع تحييه بالعمليات؟، وملوش أى معنى اللى بيحصل كل اللى بنعمل فيه إننا بنرقع”.

يتابع الشيخ: نحن هنا بالقرية بحاجة لثنائى لا يفترق وهما المدرسة والوحدة الصحية وقطعة الأرض التى نتحدث عنها تكفى لبنائهما وأكثر، فالوحدة الصحية تبعد عن القرية مسافة 2كيلو متر “على بال ما نسعف المريض يكون مات”.

من شهرين مضوا تعرض شاب لأزمة قلبية وحاولنا إسعافه بسرعة “على بال ما لقوا عريبة خاصة ووصلوا الكوبرى كان منتهى”.

ويُعاود محمد يحيى حديثه ولكن هذه المرة حول الوحدة الصحية قائلا: الوحدة الصحية تعتبر خارج نطاق القرية ويشق على السيدات خاصة الوصول إليها وخاصة فى فترة متابعة الحمل والولادة، وكى نصل إليها لابد من استقلال توتوك أو سيارة “واللى ميلاقيش بياخد الحمار”، ولذلك أغلب الحالات لا تذهب إلى الوحدة ويذهبون لطبيب خاص فى القوصية. ولكن العلاج متوفر والأطباء متوفرين وكذا بعض الأمصال ولكن البعض منها غير متوفر بالشكل المطلوب وخاصة أمصال لدغ الثعبان ومنذ أيام مضت شاب فى السابعة عشر من عمره لدغه ثعبان ولأن أمصال الثعبان غير متوفرة فررنا به إلى منفلوط المركزى وحولته إلى مستشفى الجامعة ولكن السم كان قد استشرى وبعد قضاء خمسة أيام بالمستشفى فارق الحياة.

جسر لطريق رئيسى بالقرية يفصل المنطقة المفترض تخصيصها لوحدة صحية ومدرسة عن مقلب قمامة القرية الممتد على مساحة كبيرة ترتفع خلفه مبانٍ سكنيه وتلفه مبانٍ أخرى من الجانبين وحول هذا المكان يقول حسن محمود، لا يعمل، هذا المكان هو مقلب للقمامة يضر بالمنطقة السكنية المحيطة وبنى قرة تُلقى بالقمامة الخاصة به هنا رغم أن هذا ليس من حقها فهى تعتبر مركز آخر ولقد ساهمت القمامة فى انتشار الحشرات والأوبئة حتى إن كثير من الأطفال أُصيبوا بالتهاب رئوى وحساسية، كما أن النيران تشتعل فى القمامة والدخان يخنق السكان المحيطين وأمام المقلب مسجد حينما يشتد الدخان وتشتد الرائحة يُغلق المصلون المسجد ويُصلون بمساجد أخرى.

وتعالى صوت محمد ممدوح، طالب، مطالبا ببناء مركز شباب فوق هذه القطعة ليكون مركز شباب مُلحق ومن ناحية ليُنهى المشكلة.

فيما طالب رجلٌ مار بجوار الجمع الملتف تناثرت كلماته التى قالها وهو سائر إلى أن الحل الأمثل أن تُحاط المنطقة بسور. وأشار آخر إلى أن مقلب القمامة المخصص لأم القصور ببنى عدى.

أما المياه فحولها قال عصام عبيده، لا يعمل، تقطع المياه أغلب الأوقات فمنذ عام مضى حتى اليوم وهى تنقطع الخامسة صباحا حتى الخامية مساءً ويلجأون لتخزين المياه، فيما شكى أهالٍ عدم دخول الصرف الصحى للقرية.

ولفت الجمع من الأهالى فى حديثهم أن القرية تخلو تماما من الخصومات الثأرية.

إلى الوحدة المحلية لأم القصور ليقول منتصر هريدى، رئيس الوحدة المحلية، كل قرية لها مقلب القمامة الخاص بها ولا يجوز إلقاء قمامة أم القصور ببنى عدى وهذا المقلب عمره 15سنة وهى أرض أملاك دولة ومن زحف نحوها هو الأهالى وبنوا حولها، وفيما يخص السور حولها أوضح أنه لا مانع من إدراجه بالخطة. وحول قطعة الأرض المخصصة لمعهد القرءات جارى التنسيق مع رئيس المركز والمدينة لتقنين تعديل قرار التخصيص للغرض المطلوب، مؤكدا على أن الوحدة المحلية تعمل جاهدة على توفير احتياجات ومتطلبات الأهالى.

أما الأبنية التعليمية فجاء رد المهندس مصطفى عبدالفتاح مدير عام منطقة وسط الصعيد بالهيئة العامة للأبينة التعليمية أن بناء المدرسة متوقف على موافقة الصحة والزراعة وأن القرية فى احتياج كبير لمدارس جديدة وفور موافقة الجهات المختصة ستعمل الأبنية التعليمية على الفور على بناء المدرسة.

وإلى مركز ومدينة منفلوط ليقول أشرف فوزى، مساعد مركز ومدينة منفلوط، حول الأرض محل المطالبة بتخصيصها لمدرسة ووحدة صحية: حصلت قطعة الأرض على موافقة الصحة والزراعة لبناء المدرسة وبناء الوحدة الصحية وتم تحويل الأوراق  إلى إدارة التخصيص بأملاك الدولة بالمحافظة لصدور القرار، وسوف يُنشأ عليها مجمع خدمات يضم مدرسة ووحدة صحية ونقطة شرطة، وبالنسبة للأرض المخصصة لمعهد القراءات فتم مخاطبة إدارة المنطقة الأزهرية مرارا منذ عام 2015 ولم يتم الرد وسيتم تعديل القرارا لتكون مدرسة بعد موافقة الجهات المختصة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل