المحتوى الرئيسى

بالصور| اليونانيون.. حكاية أكبر جالية أجنبية أحبت مصر وشعبها

11/23 11:47

يقول الأستاذ أحمد أمين في كتابه: قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية، إن "الأروام" هم اليونانيون، وهم طائفة كبيرة في مصر امتازت ببعض مهن، كفتح القهاوي والبارات ومحلات البقالة، والخمارات كما امتازوا بالنشاط وجمع المال ولذلك جمع بعضهم ثروات هائلة،وكان لهم من النشاط العجيب ما مكنهم من الانبثاث حتى في القرى النائية وبين الفلاحين، وهم على معرفة بعادات الناس من فلاحين وغير فلاحين وتقاليدهم، فلذلك تكون مداخلهم أعمق، وأساليبهم أدق، ومما يؤهلهم لذلك أنهم سرعان ما يتخلقون بأخلاق أهل البلد ويتعودون عادتهم ويتكلمون بلغتهم.

وفي تقرير لمجلة المصوّر نشر بتاريخ 20 يناير 1956 يؤرخ للجالية اليونانية في تاريخ مصر الحديث يقول التقرير:

"الجالية اليونانية فى مصر تستطيع أن تفخر بأمرين عظيمين، الأول هو أن رجالها قد نجحوا كأفراد أولاد وكجماعة ثانيا، نجح كل منهم في أن ينشىء كيانا اقتصاديا محترما، عرف كيف يشق طريقه فى الغربة بجهد ذراعه، بالصبر والكد والجلد والأخلاق، ونجحوا كجماعة لأنهم عرفوا كيف يكوثون وحدة متضامنة متعاونة في سبيل الخير، والأمر الثاني أنها تتمتع من أهل هذا البلد بحب عظيم، لأنها في كفاحها نحو الحياة أدت له ولأهله من الخدمات شيئا عظيما، ويكفي للدلالة على مدى التوفيق في الناحية الثانية أن المصري لا ينظر إلى اليوناني على أنه أجنبي، لقد أصبح جزءا لا يتجزأ من كيان هذا البلد، والصداقات القائمة بين اليونان كأفراد وبين المصريين، وبين مجموعة اليونان كجالية والشعب المصرى أعظم دليل على ذلك، وهجرة اليونانى الى مصر قديمة جدا، انها ترجع الى فجر التاريخ المصرى القديم، فمن الثابت الان أن أول من سكن دلتا النيل مهاجرين من جزائر بحر أيجه.

وفي العصور الحديثة عرفت مصر اليونان من أوائل القرن السابع عشر، وعندما نهضت مصر في أوائل القرن التاسع عشر، كان اليونان من أكبر العاملين على نقل الحضارة الغربية إلى مصر أو نقل مصر إلى الحضارة الغربية، وفي سنة 1840 كانت جالياتهم في مصر قد اتسعت وزادت وتولت من الأعمال في الميدانين الصناعي والتجاري ما جعلها موضع الرعاية والحب والعناية من كافة المصريين.

• من القاهرة إلى أسيوط:

وفي سنة 1843 تأسست في الإسكندرية جماعة الجالية اليونانية في مصر، أسسها نفر ممن وقفوا في الميدان الاقتصادي وعلى رأسهم ميشيل توسيتاس وأخوه، وأعقب ذلك تأسيس جمعيتهم في القاهرة وبورسعيد والإسماعيلية وميت غمر وأسيوط وغيرها من البلدان، وهذه الجمعيات اليونانية ترمى إلى هدفين جليلين، الأول هو النهوض بأفراد الطائفة ورعاية مصالحها، وهذا طبيعي، والثاني خدمة الوطن المصري عن طريق العمل الصالح المنتج، وتأييد القضية الوطنية المصرية، وما من مرة قام المصريون بحركة إلا كان اليونان أول المؤيدين لها، وربما كان نجاح تلك الجمعات اليونانية في النهوض بأفراد طائفتها درسا عظيما نستطيع أن نفيد منه نحن المصريين.

وأنشأت أكثر من ثمانين مدرسة ونحو عشرة مستشفيات كبرى ونحو 55 كنيسة عدا عشرين مؤسسة خيرية تقدم شتى المعاونات للفقراء والمحتاجين، وهذه المنشآت كلها قامت بأموال المتبرعين، هذا كله أنشأ نفر قليل ممن أغناهم الله فى هذا البلد، فقاموا بما يفرضه عليهم الواجب الإنساني من معاونة الفقير والمريض والمحتاج، وقصص أهل الخير من اليونان في مصر طويلة ، نود أن يقراها المواطنون حتى يروا أى مدى يستطيع القادرون معاونة غير القادرين ، دون ضغط أو اضطرار.

هناك ميشيل توسيتا، أول عميد للجالية اليونانية في الإسكندرية، فقد أنشأ من ماله مدرسة ومستشفى وكنيسة، فأما المدرسة فتعد من غير شك من أعظم معاهد العلم في هذا البلد، وبناؤها آية من آيات الفن، وأما المستشفى، فلا يزال قائما يؤدي لأهل الإسكندرية يوناني وغير يونان أجل الخدمات وهناك جورج أفيروف الذي جمع في مصر مالا طائلا، ثم أقبل يوزعه على أعمال الخير في اليونان ومصر على السواء فأما في اليونان، فقد أنشأ لأهل أثينا كلية هندسة كبرى ومؤسسات خيرية أخرى، واسم جوريج أفيروف اسم عالمي، نجده في دوائر المعارف، السيدة أنجليكا بانايوتاتو، عميدة أطباء اليونان في مصر.

وفي سنة 1908 أنشأت عائلة سالفاجو من أموالها مدرسة الصناعات في الإسكندرية، ثم أضيفت إليها أخيرا مدرسة تجارة، من ريع قرن أيضا وأنشأ زرفودا كى مدرسة ثانوية ابتدائية في الثغر ووقف عليها الأوقاف الواسعة، وأوصى بندلي فاميلياوس بأن ينفق 3300 جنيه وتم بناؤها بعد قليل، وهي تعد من أجمل مباني الثغر المصري الكبير.

أما يونانو القاهرة، فيبلغ مجموع ما تبرعوا به لأعمال الخير نصف مليون من الجنيهات، فقد أنشأوا ملجأ للعجزة يكاد يكون الوحيد من نوعه في مصر وأنشأوا ملاجئ للأيتام مثل ملجأي بناكي وكانيز كيري يبدأ أن أعظم منشآت الخير التي قامت على أكتاف يوناني مصر هو المستشفى العظيم الذي أنشأه تيوخارى كوتسيكا.

وهناك المدرسة اليونانية المعروفة في باب اللوق في القاهرة، أنها آية من آيات الهندسة والجمال والتنظيم، وهي دائما في زيادة وأتساع وهناك أيضا المدرسة العبيدية في القاهرة، وهى مدرسة لها قصة طويلة فقد أنشأتها أسرة يونانية تسمى أسرة "أييت" تمصر أفرادها وأتجذوا أسم عبيد، وأوقفوا على هذه المدرسة أموالا جليلة، وقد حصل نزاع على تركة الأسرة وعلى المدرسة أيضا بين اليونان والأقباط لأن اليونان يرون أن ذلك كله ينبغي أن يكون تحت أشرافهم.

أما الأقباط فيرون أنهم أحق وأولى، لأن أسرة عبيد قد أصبحت قبطية بعد تمصرها، ونظام هذه المدرسة كان وما يزال نموذجا من نماذج الإدارة الخيرية الموقفة، فالمدرسة لا تكتفي بتعليم الصغار بل تقدم للمحتاجين منهم الملابس والطعام كثير من الأحيان ويطول بنا الأمر لو مضينا نفصل في منشآت الخير اليونيانية في عاصمة البلاد، فهناك من المستشفيات والملاجئ ما يضيق عنه الحصر، وما يعد مفخرة للجالية اليونانية في مصر.

* مصانع سرباكس لصناعة النشا والجلوكوزمثل صالح، مسيو سكلاريدس، أشهر رجال الجالية اليونانية في مصر وأوسعهم ثراء وحينما تمشي فى نواحى مصر تصادفتك المنشآت اليونانية ففي المنصورة والإسماعيلية عشرات منها، وفي صغار مدن الدقهلية تجد مدارسها ومستشفياتها وكنائسها في كل مكان تقريبا، أنها كلها تقوم مثلا حيا على ما يستطيع أهل الخير أن يفعلوا إذا حسنت نياتهم، لقد ضرب يونان مصر المثل الصالح في العمل والاتحاد والخير، أنهم نموذج ينبغي أن يضعه الناس نصب أعينهم نموذج الكفاح والجد والنجاح، نموذج التعاون والإخاء، ونموذج للعرفان بالجميل نحو مصر، لقد حققوا مبدأ العهد الجديد منذ زمن طويل، وساروا على قواعد الاتحاد والنظام والعمل، من عشرات السنين، مصانع سرباكيس منظر لخزانات الذرة في قاعة صنع النشا الكبرى كان أول من أدخلها إلى مصر السيد أسكندرس سارباكس ومنذ أسست مصانع سرباكس عام 1942.

وهي تتطور هناك صناعة جديدة مدينة بوجودها في مصر إلى جهود قطب يوناني صناعي، تلك هي صناعة النشا والجلوكوز التي وتتحسن حتى جددت تماما عام 1951 وقد بلغ من دقة الآلات الحديثة التي زودت بها المصانع أن أصبح في مقدورنا الاستغناء عن الإنتاج الأجنبي الذي كنا نستورده بالعملات الأجنبية والذي كان يكبدنا مبالغ باهظة لقد جاء إدخال صناعة النشأ في مصر سندا قويا لاقتصادنا القومي ومدعاة فخر لصناعة مصر قبل العالم.

• بورسعيد لن تنس الجالية اليونانية:

شارك اليونانيون المصريون في أعمال المقاومة بالنفس والمال وقدموا النقود والتبرعات وأعلنت الجالية اليونانية في مصر، أن 223 فردا من أفرادها انضموا إلى جيش التحرير كما اقبل الكثير منهم على مراكز التدريب على أعمال التمريض وتطوع بعضهم بتقديم ملابس لجنود مصر.

• مشاهير اليونانيين في مصر:

إسماعيل بن أحمد بن حسن بن يني أو إسماعيل راغب باشا (و. 1819-ت. 1884)، هو سياسي عثماني يوناني وكان رئيس وزراء مصر في الفترة من 17 يونيو 1882 إلى 21 أغسطس 1882 وتقلد العديد من الوظائف الحكومية الأخرى.

• الشاعر اليوناني الشهير كونستانتين كڤافي:

عرف عنه هيامه بالإسكندرية، فقد ولد ومات فيها؛ بل ولقب بشاعر الإسكندرية، وكذلك بيريكليس مونيوديس الذي كتب عن بقايا اليونانية في المدينة، وجيورجيوس سيفيريس الذي فتنه قمر الإسكندرية، والشاعرة أفيجيني بينزوده التي ناجت الإسكندرية وكفاح أهلها، وكتبت عنها إليزابيث تسارس 16 كتابا تمجد تاريخها عبر السنين، ولعل أفضل تعبير عن التأثير اليوناني في مصر ما قاله فورستر: «على حافة البحر واليابس، توسطت المدينة بين المتناقضات، بين مصر واليونان اللتين لا تميل كلتاهما إلى البساطة».

ولد روسوس في حي الأزاريطة بالإسكندرية عام 1946 من أب وأم من أصل يوناني، خسر والداه جميع ممتلكاتهما إثر أزمة قناة السويس، مما اضطرهما إلى مغادرة مصر والعودة إلى اليونان، وعاد مع عائلته إلى موطنهم الأصلي اليونان، وكان يبلغ من العمر 15 عاما.

بدأت علاقته مع الموسيقى في سن الـ10 سنوات، مع عزف آلة "الترومبيت" وتأثر بموسيقى الجاز، وبدأ الغناء في كورال الكنيسة البيزينطية اليونانية بالإسكندرية، وعندما عاد إلى اليونان بدأ بالعزف على الترومبيت بديسكوهات أثينا، والتحق فى سن الـ17 بفرقة "ذي إيدولز" وكان فيها عازف جيتار ومغني فوكال وراء المغني الأساسي.

بدأت شهرة روسوس عند مرض المطرب الأساسي بالفرقة، وقام هو بالغناء بدلا منه، و فؤجئ الجمهور بصوته وأدائه المتميز حتى ذاع سيطه، والتقى بعدها الملحن لاكيس فالفيانوس الذي طلب منه تأسيس فرقة غنائية ويتولى هو الغناء كمطرب أساسي للفرقة، ومن خلالها كوّن فرقته الأولى we five التي أثارت ضجة كبيرة.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل