المحتوى الرئيسى

"نهاية أسطورة البخاري".. الجدل يتجدد من المغرب.. والفضول يقتل الآلاف

11/23 10:57

أثار كتاب جديد صادر عن كاتب عربي ردود فعل غاضبة حول طبيعته ومضمونه واسمه، على الرغم من أن الكتاب في طبعته الأولى نفدت في أقل من شهر، وحققت أرقاما عالية في نسب المبيعات، وتجري دار الطباعة التي قامت بنشر الكتاب، بالتجهيز للطبعة الثانية في غضون أيام قليلة.

وكان رشيد أيلال، وهو كاتب مغربي وفقيه وعالم- كما يدعي- ومؤلف الكتاب الذي أثار الجدل، والذي حمل عنوان "صحيح البخاري.. نهاية أسطورة"، قام بتأليف الكتاب في الطبعة الأولى في شهر أكتوبر الماضي، وقامت دار النشر بطباعة الكتاب في نسخته الأولى، وتوزيعه.

وقد أعلنت دار النشر، في بيان لها، بأن الكتاب حقق مبيعات عالية فاقت توقعاتها في الوطن العربي، وأنها تشرع خلال نهاية نوفمبر الجاري بطباعة الكتاب في نسخة ثانية، وتوزيعه، بعدما وصلتها طلبات بالآلاف عن الكتاب.

ويتناول الكتاب الذي وضعه "إيلال" نقد كتاب "صحيح البخاري" والذي صنف من جانب علماء السنة النبوية بأنه أصح كتاب بعد القرآن الكريم، حيث يطرح الكاتب خلاله فكرته التي تقول بأن صحيح البخاري "يتناقض مع العلم والعقل ويتضمن العديد من الخرافات".

وأخذ الكاتب عبر كتابه الناقد لصحيح البخاري، يسوق الأدلة على ما يدعيه، قائلا: "خير دليل على صحة ما يقول من أن كتاب البخاري يتناقض مع العقل والعلم، بأن الحقيقة العلمية تؤكد أن "تعاقب الليل والنهار يأتي نتيجة لدوران الكرة الأرضية حول نفسها، في المقابل هو الصحيح والمعروف علميا عنها، فيما نجد أن البخاري ينسب في أحاديثه كلاما إلى الرسول يعتبر فيه بأن "الشمس تذهب وتسجد عند عرش الرحمن في الغروب وتظل ساجدة حتى يأذن لها الله تعالى بأن ترفع رأسها لتعلن عن شروق الشمس".

فيما تناول الكاتب عبر كتابه، وعلى حد وصفه- بأن صحيح البخاري يتناول عدة أحاديث تتعارض مع النص الديني، ومنها قوله تعالى "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" بينما نجد حديثا في "صحيح البخاري" منسوب إلى الرسول يقول: "جئتكم بالذبح"، أو قوله تعالى: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"، أو: "فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر"، وأجد حديثا آخر في "صحيح البخاري" ينسب إلى الرسول يقول: "أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله".

في المقابل، استنكر الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، وأستاذ علم الحديث الشريف بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، تلك المحاولات التي يسعى فيها الطاعنون في صحيح البخاري، إلى نشر طعنهم وافتراءاتهم على رجل شهد له التاريخ بأنه كان من أدق الناس، وأكثرهم حرصا على تنقية السنة النبوية الشريفة.

وقال "هاشم" إن الإمام البخاري لم يكن يأخذ بأي حديث يسمعه، بل كان يصول ويجول ويبحث في الأرض حتى يجد راويا من الرواة الثقات حتى يأخذ عنه الحديث، مؤكدا على أنه وبتجربة منه شخصيا قام بقراءة كافة الأحاديث الورادة في كتاب صحيح البخاري وأتمها كاملة فلم يجد ما يشوبها، أو يدل على أنها تتعارض سواء مع العلم أو النص.

وقال عضو هيئة كبار العلماء، بأن مثل تلك العقول التي يقتصر فهمها عن فهم الأحاديث النبوية، لا يجب أن تطعن في إمام من أئمة المسلمين، ولا يجب أن يتم تجريحه بهذا الشكل، مؤكدا أن مثل هذا الكتاب لن توافق الحكومة ولا الرقابة ولا الأزهر الشريف على دخوله مصر، وسوف نتصدى له، وننقد هذا الكتاب وندحض فكره المسموم.

فيما يؤكد الدكتور جمال حسوب، أستاذ الحديث بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، على أن كتاب الإمام البخاري، هو كتاب صحيح ولا يمكن التشكيك فيه، فالإمام البخاري ضرب الأرض طولا وعرضا حتى يستدل على صحة أحاديثه الشريفة، ولم نر في أحاديثه ما يشوبه شائبة.

وأشار أستاذ الحديث الشريف إلى أن الإمام البخاري قد استغرق في تحريره ستة عشر عاما، واختار أحاديثه من بين ستمائة ألف حديث جمعها، وهو كتاب يحتل مكانة متقدمة عند أهل السنة، لأنه أحد الكتب الستة التي تعتبر من مصادر الحديث عندهم، وهو أول كتاب مصنف في الحديث الصحيح المجرد، فكيف يتم نقد الكتاب في غضون سنوات لم تتعدى أصابع الكف الواحد.

ومن الجدير بالذكر أن كتاب "صحيح البخاري" كان من أكثر الكتب التي تعرضت للعديد من الهجمات والانتقادات التي طالته وشنعت عليه ونالت من أحاديثه النبوية، واتهمته بأن أحاديثه غير صحيحة.

وكان من أبرز الذين هاجموا "صحيح البخاري" الكاتب إسلام بحيري، والذي وصفه بأنه كتاب يحوي خرافات، وأن الأزهر يقدس كتاب البخاري، أكثر مما يقدس النبي صلى الله عليه وسلم، بالإضافة للشيخ محمد عبدالله عبدالعظيم، والشهير بـ"الشيخ ميزو" من أبرز المهاجمين لصحيح البخاري.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل