المحتوى الرئيسى

التائه... لماذا لا يسير رمضان صبحى على درب صلاح؟

11/22 22:36

قبل عام ونصف العام، خرج رمضان صبحى من الأهلى إلى ستوك سيتى الإنجليزى وسط توقعات بنجاح كبير، لكن موسمه الأول مر دون مشاركة حقيقية أو دور فعّال للاعب الشاب مع فريقه الجديد، رغم ما كُتب عنه وعن موهبته التى عدها البعض من بين أبرز ١٠ مواهب يُنتظر توهجها فى «البريميرليج».

ومع انطلاقة الموسم الجديد، استمرت المبررات ذاتها تلازم رمضان وتدافع عن غياب النجاح المتوقع: «مازال صغيرًا، سيحصل على الفرصة حتمًا».

لماذا لم تحقق موهبة الأهلى الصاعدة النجاح المرجو منها؟، وما العيوب التى يجب أن يتخلص منها رمضان؟، والمميزات التى يستوجب عليه تطويرها؟، وكيف يعود إلى الطريق الصحيح ليصل إلى ما وصل إليه محمد صلاح؟.. هذه وغيرها من التساؤلات تٌجيب عنها «الدستور» فى هذا التقرير.

النجومية المبكرة والاختيار الخاطئ.. «مطبات» عطّلت انطلاقته

على خلاف جميع اللاعبين المصريين الذين خاضوا تجربة الاحتراف الأوروبى قديمًا وحديثًا، خرج رمضان صبحى من مصر يحمل جماهيرية وشعبية فاقت تلك التى حققها كثير من النجوم، بعد سنوات من العطاء والجهد والإنجازات هناك.

ودع الفتى الأهلاوى، صاحب الـ١٩ سنة آنذاك، القاهرة وهو يرى فى نفسه «رامضونا» لا «رمضان»، نجمًا ساطعًا وليس لاعبًا شابًا فى طريقه إلى أصعب الاختبارات، ففقد الحوافز والدوافع التى لازمت زميلًا آخر له، لفظه الأهلى وقال عنه الزمالك لا يصلح، فكان جوابه: «أنا محمد صلاح.. هبة الله لكرة القدم المصرية».

كانت الهالة الكاذبة التى أحاطت احتراف صبحى بالدورى الإنجليزى قبل سنته الـ٢٠، وبمقابل مادى لم يحققه لاعب فى سنه قبل ذلك، بمثابة الدبة التى قتلت صاحبها، فلم ينزعج الشاب عندما غاب عن قائمة فريقه لطالما وجد المبررين له يرصون الذرائع، ولم يعترض على ملازمة الدكة كثيرًا، لطالما قالوا إنه ما زال صغيرًا، ولم يفكر فى الخروج بحثًا عن نسبة مشاركة أعلى فى مكان آخر، ما دام مكانه محجوزًا فى قلوب الملايين، وقبله فى تشكيلة المنتخب.

إلى جانب افتقاره للدوافع وحالة الشغف التى تدفع للنجاح، وقع صبحى فى اختيار الفريق الخطأ، وربما المدرب أيضًا، فلم يكن «ستوك سيتى» ــ ذلك الفريق المدجج بالأجنحة الشابة وصاحب الخبرات أيضًا ــ هو الفريق الأمثل لـ«صبحى»، وكان يجب أن يعرف مبكرًا أن المشاركة بديلًا لأحد النجمين أرناتوفيتش وشاكيرى، أمر محال.

وعانى رمضان أيضًا من انضمامه لفريق فاقد لأى استراتيجية أو هدف، وهو أمر قاتل لا يحفّز على التطور والنضوج، ففريق لا يلعب من أجل مركز متقدم ولا يحيط به خطر الهبوط، ودائمًا يقع فى وسط الجدول، فهو يلعب بلا مبالاة ولا أهداف ولا حوافز، ويعرف أنه سيعوض الخسارة عندما يلعب على أرضه، خاصة أمام الصغار وربما الكبار أيضًا، فمكانه مضمون كما العادة فى وسط الجدول.

أما اللعب مع فريق يمتلك حوافز المشاركة الأوروبية مثل تجربة صلاح مع فورنتينا، فأمر يتيح فرصًا أكبر للمشاركة لوجود عملية التدوير بين البطولات المحلية والقارية، ويزيد من حدة التنافس بين اللاعبين، ما ينعكس عليهم بالتطور الفردى أيضًا، وهذا الأمر الذى لا يجيده مارك هيوز، على ما يبدو، فكان صبحى ضحية لذلك.

الفاعلية أهم من الاستعراض.. و«الكالتشيو» المناسب

بداية، يجب على «رمضان» أن يقيّم ما جرى له ويعيد حساباته مجددًا ويقف فى المكان الصحيح الذى يناسب عمره، بعيدًا عن أوهام النجومية القاتلة، ثم يفكر مليًا ويحدد مستقبله، إذا ما كان سيحصل على فرصة أكبر مع «ستوك»، أم يبحث عن وجهة جديدة تعيده إلى مستواه، وربما تطوره إلى الأفضل.

كل النصائح تقول إن رمضان بات فى حاجة لمحطة جديدة يعيد من خلالها اكتشاف نفسه، ليكرر تجربة صلاح، لكن ما يحتاجه أكثر من ذلك، هو تحديد جوانب النقص فى أدائه، وكيف يطورها.

يتميز رمضان، عن غيره من الأجنحة، بقدراته البدنية العالية، فهو الجناح الأكثر قطعًا للكرات وعطاءً بدنيًا، هذا ما يستطيع تقديمه دفاعيًا، وهجوميًا هو الأكثر قدرة على المراوغة فى المساحات الضيقة وفك التكتلات الدفاعية، لكنه يقل عنهم جميعًا فيما يتعلق بالتسديد والجرأة على المرمى وتسجيل الأهداف واللعب المباشر. فهل أدرك كل ذلك أم ما زال مشغولًا بـ«التهويشة» التى تخطف آهات العشاق، وبالكعب الذى ينال التصفيق، وبالوقوف على الكرة الذى يصنع الانتصارات الواهية؟.

يجب أن يعى «رامضونا» الآن قبل الغد، أن المدرب يريد لاعبًا أكثر فاعلية وتأثيرًا، يريد لاعبًا يذهب إلى مرمى الخصم بأقصر الطرق، يسجل من أنصاف الفرص ويصنع من الهواء، فإذا أراد ذلك فعليه أن يبدأ بمحاولة امتلاك ما ينقصه.

ربما يجد صبحى، على غير المتوقع، مزيدًا من الفرص للمشاركة فيما هو قادم من المباريات، وعليه أن يركز بشكل كبير على علاج ما ينقصه، عليه أن يسدد فى كل فرصة تتاح له، أن يقتحم مناطق الخصم، وأن يقدم التمريرات الحاسمة والعرضيات الخطيرة، عليه أن يظهر بصورة أخرى.

أما الحديث عن محطة جديدة فربما يكون هو الطريق الأفضل، لكن يستوجب ذلك اختيارًا صائبًا، وربما يكون الدورى الإيطالى الأنسب لرمضان فى هذه الفترة، وليته يجد منفذًا للعب ضمن فريق يسعى لحصد مقعد يسهم فى مشاركته أوروبيًا، فالفرصة هناك متاحة للتألق بشكل أكبر، حيث التراجع الخططى والتكتيكى عما عليه الأمر فى إنجلترا، والمساحات التى يحتاجها رمضان لإبراز ما يمتلك من مهارات وتطويرها واكتساب الجديد، كما فعل صلاح مع فيورنتينا.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل