المحتوى الرئيسى

اتفاق روسي تركي إيراني على عقد مؤتمر وطني سوري في سوتشي

11/22 20:19

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ختام القمة الثلاثية التي جمعته في سوتشي اليوم الأربعاء (22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017) مع الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني وافقا على عقد مؤتمر يجمع النظام السوري والمعارضة في منتجع سوتشي الروسي. 

وأضاف بوتين أن "الرئيسين الإيراني والتركي دعما مبادرة عقد مؤتمر وطني سوري" في سوتشي في جنوب غرب روسيا، معتبرا أن هذا المؤتمر سيشكل "حافزا" لتسوية النزاع في سوريا في إطار محادثات السلام التي تجري في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة.

وكشف بوتين أن الزعماء الثلاثة أصدروا أوامر للأجهزة الدبلوماسية والأمنية والدفاعية في بلادهم بالعمل على تحديد شكل المؤتمر وموعده. وأكد الرئيس الروسي لضيفيه أن النظام السوري ملتزم بعملية السلام والإصلاح الدستوري وإجراء انتخابات حرة. وقال إنهم اتفقوا على تكثيف الجهود للقضاء على الجماعات الإرهابية في سوريا.

إرسال فيسبوكƒ تويتر جوجل + Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

وكان بوتين اعتبر لدى بدء أعمال القمة الثلاثية أن هناك "فرصة حقيقية" لإنهاء النزاع في سوريا، مشددا في الوقت نفسه على إن التسوية تفترض تقديم "تنازلات" من كل الأطراف. وقال بوتين أمام نظيريه رجب طيب أردوغان وحسن روحاني "ظهرت فرصة حقيقية لإنهاء هذه الحرب الأهلية التي تعود إلى سنوات عدة"، وذلك قبل أيام من بدء جولة محادثات جديدة في جنيف بإشراف أممي.

وقال بوتين "يعود إلى الشعب السوري أن يحدد بنفسه مستقبله (...) من البديهي القول إن العملية (...) لن تكون سهلة وتتطلب تسويات وتنازلات من جميع الأطراف، ومن بينهم الحكومة السورية". وأوضح أن موسكو وطهران وأنقرة "ستبذل الجهود الأكثر فاعلية لجعل هذا العمل مثمرا بأكبر قدر ممكن".

بدأت قوى المعارضة السورية مفاوضات في الرياض سعيا لتشكيل هيئة مفاوضات ينبثق عنها وفد جديد إلى محادثات جنيف، في وقت يتحدث محللون ومعارضون عن ضغوط تمارس للقبول بتسوية تستثني مصير الرئيس بشار الأسد. (22.11.2017)

بعد لقائه المفاجئ مع الرئيس السوري بشار الأسد، يجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي نظيريه التركي رجب طيب اردوغان والإيراني حسن روحاني "للعمل من أجل تسوية بعيدة الأمد للنزاع" في سوريا. (22.11.2017)

من جهته قال الرئيس التركي طيب أردوغان الأربعاء إن تركيا وروسيا وإيران اتفقت على إجراء عملية تتسم بالشفافية من أجل التوصل إلى حل سياسي في سوريا. وأضاف أن عملية التوصل إلى حل تعتمد على موقف الحكومة والمعارضة السورية مضيفا أن استبعاد "الجماعات الإرهابية" من العملية أولوية بالنسبة لتركيا.

وأضاف أردوغان أن حل ما وصفها بـ "السلبيات" في منطقة عفرين السورية، وذلك في إشارة إلى سيطرة المقاتلين الأكراد عليها، سيكون خطوة حاسمة في حل الأزمة السورية. وأكد أن "النتائج التي تحققت (في أستانا) مهمة لكنها غير كافية بالنسبة إلينا. لا بد لنا من تقديم مساهمة مهمة للوصول إلى تسوية سياسية" للنزاع".

أما روحاني فقال إن "دور المجتمع الدولي هو مساعدة الشعب السوري" مضيفا "لا بد من التخفيف من عذابات الشعب السوري لتأمين عودة اللاجئين".

وتشرف الدول الثلاث على مفاوضات أستانا عاصمة كازاخستان، التي أتاحت قيام أربع مناطق "خفض توتر" على الأراضي السورية. والمعلوم أن روسيا وإيران تدعمان النظام السوري في حين أن تركيا تدعم المعارضين له.

ع.أ.ج/أ.ح (أ ف ب، د ب أ)

يبقى اندلاع الحرب بحد ذاتها مؤشراً على خسارة كبيرة لحقت بالنظام السوري. اليوم تتواجد جيوش وميليشيات تابعة لأكثر من ثمان دول على التراب السوري. بيّد أن الأسد استفاد من الدعمين الروسي والإيراني في استعادة مناطق كثيرة داخل سوريا كان قد خسرها سابقاً. مما حدا بعدة أطراف كانت تشترط رحيله قبل الشروع بأي مفاوضات إلى البدء في تغيير مواقفها.

كسب الأكراد الكثير في السنتين المنصرمتين، وبدأ صوتهم بالارتفاع ونفوذهم بالتزايد، مقارنة بحالهم في السابق. إذ أنهم سيطروا على مناطق كبيرة غنية بالنفط في شمال شرق البلاد. وتعاظمت قوتهم العسكرية؛ فهم يشكّلون العصب الرئيسي لـ"قوات سوريا الديمقراطية" التي حرّرت الرقة بدعم من "التحالف الدولي". كما أقام الأكراد "إدارة ذاتية" في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

ظهرت المعارضة السورية في البداية بديلاً محتملاً لنظام الأسد، إذ سيطرت على مساحة شاسعة من سوريا. غير أنها عادت وخسرت الكثير منها. تعاني المعارضة من التشتت في الرؤى والمواقف، فضلاً عن تعدّد الداعمين وتنوّع أهدافهم. مما حدا بالبعض لإطلاق كلمة "معارضات" سورية عليها. كما تعرضت المعارضة لضربة كبيرة بعد دخول التنظيمات الإرهابية كـ"داعش" و"النصرة" على الخط واستيلائها على الأراضي التي كانت تحت سيطرتها.

قبل أكثر من سنتين بدأ التدخل الجوي الروسي في سوريا. اليوم يتواجد آلاف الجنود الروس في أكثر من قاعدة عسكرية في سوريا، أهمها "قاعدة حميميم". يتحدث مراقبون عن أن الساحل السوري منطقة نفوذ روسية. سياسياً استطاعت موسكو فرض نفسها كلاعب سياسي أساسي في المشهد السوري؛ فهي عرابة "محادثات أستانا" و"مناطق خفض التصعيد" مع كل من تركيا وإيران. كما تدعم تيار في المعارضة يُدعى "منصة موسكو".

تعوّدت واشنطن على تحقيق سريع لرهاناتها العسكرية في الشرق الأوسط كما حدث في العراق وأفغانستان، لكن لم يتكرر الأمر في سوريا؛ فالتحالف الذي قادته ضد "داعش" تأخر كثيراً في تحقيق أهدافه. الرؤية الأمريكية لمستقبل دورها في سوريا غير واضحة وتتجاذبها أطراف عدة داخل المؤسسات الأميركية. بيّد أن واشنطن ربحت على الأقل قواعد عسكرية لها في البلاد.

لم تتخل إيران عن حليفها الأسد في سوريا طوال سنوات الحرب، وأبدت تصميماً كبيراً على بقاء النظام، موفرة دعماً عسكرياً ومالياً وغيرها من أشكال الدعم، الذي أثر بشكل كبير في تطورات الحرب. ويبدو أن طهران حصدت مؤخراً ثمار جهودها، فنفوذها تعاظم داخل سوريا بشكل أثار حفيظة خصومها في المنطقة، خاصة تل أبيب والسعودية، وفق ما نشرته تقارير إعلامية.

قدم الرئيس التركي للمعارضة كل أشكال الدعم من سياسي وعسكري ولوجستي وغيرها. لكن تداعيات هذه الحرب أرهقت النظام التركي كثيراً، إذ لم تتحقق رهاناته في سقوط بشار الأسد، ولم يستطع الحد من تعاظم دور الأكراد في سوريا. كما اتخذ "داعش" تدخل أنقرة في سوريا ذريعة لتنفيذ هجمات إرهابية بالأراضي التركية.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل