دير الأنبا سمعان في أسوان.. استراحة الحجاج المغاربة إلى مكة قديما (صور)

دير الأنبا سمعان أو دير هدرا السائح الأثري كما كان يطلق عليه، واحد من أشهر وأقدم الأديرة المسيحية الموجودة في مصر، ويعود تاريخه إلى القرن الخامس الميلادي، ويعد دير الأنبا سمعان من الآثار القبطية القديمة الباقية فى محافظة أسوان والمقام بالبر الغربي للنيل على مساحة 6 أفدنة، بارتفاع 5.5 متر، ويضم مباني من حجر الجرانيت والطوب اللبن.

ونظرًا للأهمية التاريخية للدير، يقول الأثري حسن جبر، مدير منطقة آثار أسوان الإسلامية والقبطية، في تصريحات خاصة لـ"التحرير"، إنه كانت هناك جهود تجرى لوضعه ضمن الخريطة السياحية لمحافظة أسوان باعتباره من أجمل وأقدم الأديرة التاريخية القديمة فى مصر، فضلا عن أنه يمثل طرازا فريدا للمعمار القبطي.

ويضم دير الأنبا سمعان مداخل من ناحية الشرق والغرب، وهو مقام على جزءين، السفلي منه كان مخصصا لإقامة الشعائر الدينية المسيحية، أما الجزء العلوي فيمثل قصرا خاصا بإقامة الرهبان قديمًا، كان دير الأنبا سمعان يستقبل رحلات الحجاج المسلمين القادمين من بلاد المغرب العربي قديما، والمارين عبر مصر فى طريقهم إلى بلاد الحجاز كما كان يطلق عليها فى السابق، وذلك حسبما ذكر المؤرخ القبطى بأسوان "نجيب نصيف".

وكان الحجاج المغاربة يصلون عبر الصحراء إلى منطقة أسوان وتحديدا بدير الأنبا سمعان، ثم وصولا إلى منطقة وادي العلاقي جنوب أسوان، والتى يعبرونها إلى منطقة سواكن بالسودان ثم الأراضي الحجازية، وكان الحجاج المغاربة أثناء استضافتهم بالدير يحفرون أسماءهم على جدرانه الداخلية ليمثل ذلك قمة الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط.

وهناك رواية أخرى خاصة ببناء الدير، حيث أوضح بشرى فهمى خليل، أحد رجال الكنيسة بأسوان، أن الروايات التاريخية والأثرية، ترجح أن الدير بني على أطلال قلعة رومانية قديمة، واستدلوا على ذلك بكثرة الأبراج الموجودة في السور الذي يحيط بالدير، وكان النظام الباخومي هو المقرر في هذا الدير الذي يعتمد على الرهبنة الجماعية، إذ كان يوجد كل خمسة رهبان في قلاية واحدة.

ويعتبر دير الأنبا سمعان الوحيد المتبقي من الأديرة الباخومية في مصر، ونظرًا لأهميته التاريخية يتم سنويا الاحتفال بداخله بعيد نياحة الأنبا سمعان، وذلك في 12 كيهك من كل عام بحسب التقويم القبطي، حيث يصلى الأنبا هدرا مطران أسوان الحالى، صلاة القداس الإلهى فى الكنيسة الأثرية غرب أسوان، والتى يزورها الأقباط من مختلف محافظات مصر.