«الجارديان»: زيارة «الحريري» للقاهرة وباريس خطوة فارقة فى الأزمة اللبنانية

قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن تيار المستقبل دعا سعد الحريري لإجراء اجتماع عاجل، اليوم الأربعاء، لبحث تداعيات الأزمة والسيناريوهات المتوقعة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحريري اتهم إيران بشكل مباشر بأنها السبب وراء استقالته، وعقب الجهود المصرية الفرنسية الكبيرة عاد الحريري مرة أخرى إلى لبنان، لبحث الوضع مع الرئيس اللبناني، وهو الأمر الذي يعتبر تغير كبير فى الأزمة وخطوة نحو الحل.

وذكرت أن هذه المرة الأولى التي يستقيل فيها مسئول لبناني وهو فى الخارج، وهو الأمر الذي أثار قلق اللبنانيين عن إمكانية عودته مرة أخرى.

وأوضحت أن عودة الحريري إلى لبنان لا تعني عدوله عن الاستقالة بشكل تام، إنما تأجيل الإعلان عنها والتريث فى قراره، هو فقط سيناقش الوضع مع الرئيس اللبناني، فالدستور اللبناني لا ينص على ضرورة تقديم رئيس الوزراء استقالته لرئيس الجمهورية إلا أن العرف فى لبنان جرى على هذا النحو.

وقالت إنّه لو كان الرئيس اللبناني قبل استقالة الحريري، كان سيتم إجراء مشاورات عاجلة لاختيار رئيس جديد للوزراء، ومن ثم إعادة تشكيل الحكومة بالكامل.

وأضافت أن هذه العملية ستسغرق وقت طويل فى لبنان قد تمتد إلى شهور، بسبب الانقسامات الداخلية، فلبنان منقسمة إلى معسكرين، الأول التابع للحريري وهو المؤيد للعرب السنة، والثاني مؤيد لإيران وحزب الله.

وأكدت أن القيادات السياسة فى لبنان دائمًا مع تبحث عن التوازن بين الطوائف الدينية والسياسية العديدة الموجودة فى البلاد، أي أن استقالة الحريري ستربك الوضع السياسي بصورة كبيرة، حيث ينص الدستور على أن يكون رئيس الوزراء مسلم سني ورئيس الجمهورية مسيحي ماروني ورئيس البرلمان من الشيعة.

وتابعت الصحيفة البريطانية أن هناك عدد من العوامل التي ستنتج فى حال استمر الحريري فى منصبه، وهي تغير وضع حزب الله فى لبنان، حيث اشترط الحريري انسحاب الحركة من الصراعات الإقليمية فى المنطقة وخصوصًا سوريا، من أجل العودة لمنصبه مرة أخرى.

وتوقعت أنه فى حال فشلت المفاوضات بين الحريري وعون، سيكون على الحريري اختيارين إما العودة مرة أخرى أو اختيار شخصية بارزة لقيادة المجلس، أي أن المخرج الوحيد للبنان هو عدول الحريري عن قراره.

وأكدت الصحيفة أن عون يميل إلى وجود الحريري فى منصبه الذي عمل على إنهاء الجمود السياسي فى لبنان والذي استمر لمدة عامين ونصف.