المحتوى الرئيسى

«الدستور» تحاور «فرنسية» تقود حملة لتطهير النيل

11/22 11:51

أحلم بنيل خالٍ من المخلفات

«ماري دريبكورت».. الشابة الفرنسية التي تركت بلادها وجاءت لتعيش إلي جوار إرث المصريين القدماء ونهر النيل.

خلال 4 سنوات قضتها تلك الفرنسية علي أرض الأقصر، منحت خلالها الوطنية المصرية الخالصة، وباتت تتحدث العامية المصرية بطلاقة، وتسعي هنا وهناك متطوعة لتنفيذ برامج خدمية تهدف إلي تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، بالتعاون مع المؤسسات الخدمية والجمعيات الخيرية بالأقصر، إلي جانب مساعيها الحثيثة للتواصل مع المسؤولين لدعم أفكار مبادراتها.

وأخيرًا.. أعلنت «دريبكورت» مبادرتها للحفاظ علي مياه النيل، من خلال إزالة المخلفات منه، خاصة فى السنوات الأخيرة التي سجلت خلالها أعلي معدلات تلوث بمياه النيل.

- كيف جاءت فكرة المبادرة؟

مبادرتي لتطهير مياه النيل من المخلفات لم تكون وليدة لحظة أو موقف بعينه، فعلي مدار 4 سنوات متواصلة قضيتها علي أرض الأقصر، بات لدي ارتباط كبير بهذا البلد وشعبه، ولذلك كنت أحرص دائما على المشاركة فى الحملات الخدمية عن طريق التطوع، وشاركت فى الكثير الحملات الخيرية التي نظمتها جمعية زاد للأعمال الخيرية، هذا إلي جانب مشاركتي لبعض المبادرات المقامة من جانب المؤسسات الخدمية الأخرى المعنية بشأن رفع المستوي المعيشي والخدمي للمواطنين.

أما عن فكرة المبادرة الخاصة بتطهير مياه النيل ورفع المخلفات عنه فكانت نتاج أحداث متراكمة، فمشهد قيام البعض بإلقاء القمامة بمياه النيل، إضافة إلي ما لاحظته من وجود حيوانات وطيور نافقة داخله، أصابني بالاستفزاز، وشعرت بحجم الكارثة البيئة التي تحيط بالمصريين والتي لم يدركوا مدي خطورتها، فتلوث مياه النيل بهذا الشكل لن تجدي معه أي وسائل لتطهير المياه، إضافة إلي الأمراض التي قد تصيب المواطنين إثر تناولهم للسمك النيلي الذي يتغذي علي تلك المخلفات، ولذلك قررت أن أضع حدًّا لكل هذه التصرفات غير المسؤولة.

- كيف بدأت فى تنفيذ فكرة مبادرتك علي أرض الواقع؟

بدأت فى تنفيذ الفكرة من خلال التعاون مع بعض المواطنين المصريين، بعضهم يعمل بالقطاع السياحي وآخرون رغبوا فى الانضمام للمبادرة لشعورهم بقوة وسمو الهدف منها، كما تم التنسيق مع سلطات محافظة الأقصر الذين دعمونا من خلال توفير عدد من عمال النظافة لمعاونتنا فى رفع المخلفات والتخلص منها فى مكبات القمامة.

- ما هي آليات تنفيذ المبادرة؟

آليات تنفيذ المبادرة بسيطة للغاية، فكل ما نحتاج له هو قوة بشرية للتعاون فى رفع المخلفات عن مياه النيل، إضافة إلي توعية المواطنين حول أهمية الحفاظ علي مياه النيل نظيفة آمنة بعيدًا عن التلوث، وهذه هي الرسالة التي أحاول أن أوصلها للمصريين الذين لم يقدروا حجم كارثة تلوث مياه الشرب.

- هل المصريون يقدرون أهمية نهر النيل؟

أعتقد أن الإجابة سوف تكون بـ «لا»، فلو كانوا يدركون الأهمية التي يمثلها نهر النيل لما ألقوا بمخلفاتهم داخله، بل كانوا حافظوا علي النيل بكل ما لديهم من قوة، فالمصريون لديهم مشكلة حول ثقافة النظافة، ففكرة النظافة لديهم يتم تطبيقها داخل ممتلكاتهم الخاصة، سواء من منزل أو مكان عمل، أما بالنسبة للأشياء العامة فإنهم لا يأبهون بها ولا بنظافتها، والدليل علي ذلك أن الكثير منهم لا يبدي اهتمامًا برجل النظافة، رغم أهميته فى الحفاظ علي نظافة البيئة، كما أن البعض منهم يمتلك حججًا لتلويث البيئة، فإنهم دائما ما يتركون مسؤولية الحفاظ علي نظافة الشوارع لرجال النظافة، فى حين أنهم المتسببون فى تلويث تلك الشوارع.

- هل تحاولين تطوير مبادرتك؟

أسعي لذلك فعلًا، فأنا أسعي حاليًا إلي الاعتماد علي أسلوب إعادة تدوير المخلفات، تلك الفكرة التي تم تنفيذها منذ 40 عامًا فى فرنسا، وما يقرب من 60 عامًا فى ألمانيا، وهناك بعض المحافظات المصرية التي حاولت تطبيقها، فقد شاهدت تلك الفكرة مقامة بمحافظة الإسكندرية، وفى إحدي مناطق القاهرة، وأتمني أن يتم تطبيقها فى الأقصر.

- كيف كانت ردود الفعل حول مبادرتك؟

ردود الفعل كانت متباينة للغاية، فالبعض كان يشجعني للاستمرار، والبعض الآخر وصف مبادرتي بـ «الفاشلة»، وهذا ما أصابني بالإحباط، إلا أنني واصلت فى تنفيذ مبادرتي، وأطمح أن يتم تنفيذها مستقبلًا بأيدي المصريين فى كافة البلدان المصرية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل