شكرا أمين باشا سامى | المصري اليوم

بعد مباراة أمس الأول التى فاز فيها الأهلى على الإسماعيلى.. كانت الفرحة الهائلة لجماهير الأهلى بهذا الفوز الكبير على فريق كبير وعنيد ومحترم.. وبينما أتابع تفاصيل هذه الفرحة ومشاهدها.. توقفت فجأة وقررت أن أكتب عن رجل لم يعد يتذكره أحد ولا يعرفه الكثيرون اليوم رغم أنه شريك أساسى فى كل هذه الفرحة وكل فرحة عاشها الأهلى وأبناؤه وجماهيره لأكثر من مائة سنة.. وأحسست أننى مدين لهذا الرجل بالكتابة عنه الآن والاعتذار له بالنيابة عن كل من ينتمى للأهلى.. وهكذا أقدم الشكر العميق والامتنان الأعمق لأمين سامى باشا.. فهذا الرجل الذى كان عضواً بالهيئة التأسيسية للأهلى عام 1907 وقام بشراء خمسة عشر سهماً فى شركة الأهلى ودفع خمسة وسبعين جنيهاً ثمناً لها وظل عضواً بمجلس إدارة النادى حتى عام 1938.. وهو صاحب الاسم الذى لايزال يحمله الأهلى حتى الآن.. النادى الأهلى للرياضة البدنية.. وقد لا تهتم الأجيال الجديدة بكل ذلك، لكن بالتأكيد سيشاركنى الجميع التوقف لتحية أمين سامى باشا الآن حين يعرفون أنه الرجل الذى أدخل كرة القدم للنادى الأهلى.. فى البداية وبالتحديد عام 1908 طلب أمين باشا من الإدارة العليا للنادى السماح للأعضاء بممارسة هذه اللعبة.. وطالب أيضا بإنشاء ملعب صالح لكرة القدم.. واستجابت له الإدارة العليا ودخلت كرة القدم للنادى الأهلى الذى امتلك لأول مرة ملعباً للكرة.. ثم عاد أمين باشا وأصر على تأسيس فريق يلعب كرة القدم مع الآخرين باسم النادى الأهلى.. فتأسس هذا الفريق عام 1911 والذى لايزال حتى اليوم يلعب باسم الأهلى وأعضائه وجماهيره.. وإذا كان عمر بك لطفى هو الذى أسس النادى الأهلى وله كل الاحترام والامتنان لما قام به من جهد وما قدمه من تضحيات ليؤسس ما أصبح الكيان الرياضى الأكبر مصريا وعربيا وأفريقيا.. فإن أمين سامى باشا هو الذى دعا الأهلى ليلعب الكرة وبقى يحارب حتى نجح فى تأسيس أول فريق كروى للأهلى.. كما كان أمين سامى باشا من أوائل من أدخلوا كرة القدم فى المدرسة المصرية فعلى الرغم من دراسته للهندسة إلا أنه فضل العمل بالتعليم.. وبالرغم من أنه من مواليد قرية البرادعة بمحافظة القليوبية إلا أنه كان أول من أدخل الكرة للمنصورة حين أسس مدرستها الابتدائية عام 1879.. ثم انتقل ناظراً لمدرسة الناصرية الابتدائية بالقاهرة التى أدارها خمسة وعشرين عاماً كانت فيها من أفضل المدارس المصرية وأكثرها حرصاً واحتراماً لكرة القدم.. وعلى الرغم من أنه كان عضواً بمجلس الشيوخ والمجلس الأعلى للمعارف ومجمع اللغة العربية.. إلا أنه بقى عاشقاً للأهلى ولكرة القدم.. وأكتب هذا الآن محاولاً رد بعض الحقوق لصاحبها أمين باشا سامى حتى لا يبقى مجرد اسم لشارع أو مدرسة إعدادية فى حى المنيرة بالقاهرة.