المحتوى الرئيسى

لبنان يستعد للاحتفال باليوم الوطني ولا يزال يكافح من أجل الاستقلال

11/22 04:31

يحتفل لبنان اليوم الأربعاء بعيد الاستقلال في وقت يجد فيه سيادته مهددة كما كانت دائما بجداول أعمال دول أخرى شكلت تاريخه منذ انتهاء الانتداب الفرنسي في العام 1943.

وأشعلت الاستقالة المفاجئة لسعد الحريري من رئاسة الوزراء أزمة لم يسبق لها مثيل حتى بمعايير البلد الذي انقسمت فيه الولاءات بين دول مثل إيران والمملكة العربية السعودية إقليميا والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا عالميا.

ويعتقد كثيرون أن السعودية دفعته للاستقالة واحتجزته في الرياض لأنه لم يكن يخدم أهدافها. وتنفي الرياض ذلك.

وسيشارك الحريري في احتفالات عيد الاستقلال في بيروت بعدما تدخلت فرنسا، القوة المستعمرة السابقة للبنان، ليغادر السعودية إلى باريس في مطلع الأسبوع.

وقال أنطوان معوض (65 عاما) وهو موظف بمؤسسة خيرية "هل اللبنانيين يقدروا يتصرفوا كما يريدون؟ هل اللبنانيين الأحرار بيقدروا ياخدوا قرار ويمشوا فيه؟ ممنوع يمشوا فيه، لأن في قوى خارجية هي بتقرر إذا بتمشي ولا لأ".

وأضاف جوريج الباشا (58 عاما) وهو حلاق عاطل عن العمل في حي الأشرفية في بيروت "ما عم نحس في استقلال".

ويرى بعض اللبنانيين أن أحدث فصل من هذا التاريخ المضطرب لبلدهم يحاكي أصداء استقلاله في العام 1943 عندما اعتقلت فرنسا الرئيس ورئيس الوزراء. وأجبرتها الضغوط الدولية والاحتجاجات الشعبية على إطلاق سراحهما في نهاية المطاف.

وعقدت إحدى المحطات التلفزيونية اللبنانية الكبرى هذه المقارنة مع وضع الحريري في بداية الأزمة.

وكثيرا ما تعاملت دول أخرى مع البلد الصغير على أنه ساحة للتنافس فيما بينها واستغلت الشقاق بين الطوائف المسلمة والمسيحية التي تملقت أيضا التدخل الأجنبي لمساعدتها في صراعاتها مع بعضها البعض.

وعلى مدى سنوات كان الصراع بين إسرائيل، التي احتلت جنوب لبنان من العام 1982 حتى 2000، وسوريا، التي كانت تحتفظ بوجود عسكري كبير في مناطق كبيرة من لبنان من العام 1976 حتى 2005، هو الذي يدور على أرض لبنان. وكانت منظمة التحرير الفلسطينية أيضا تسيطر على مساحة كبيرة من البلد قبل 1982.

وفيما يعكس أكبر خصومة في الشرق الأوسط في وقتنا الحالي، فإن كثيرا من الاتهامات بالتدخل الخارجي تنبع من التنافس بين السعودية وإيران.

ويعتبر منتقدو حزب الله أن الجماعة الشيعية المدججة بالسلاح هي أداة للسياسة الإيرانية.

وفي المقابل يعتبر معارضو الحريري، الذي دخل عالم السياسة بعد اغتيال والده رفيق في 2005، رئيس الوزراء المستقيل أداة للسياسة السعودية.

غير أن المطالبة بعودته وحدت اللبنانيين من مختلف الطيف السياسي. ويقول سياسيون مقربون من الحريري إن الرياض احتجزته رغما عنه وأجبرته على الاستقالة بهدف تقويض حكومة ائتلافية تضم جماعة حزب الله.

وعلقت ملصقات تطالب بعودة الحريري إلى لبنان، حتى في مناطق يهيمن عليها أكبر خصومه السياسيين، فيما يعكس غضبا واسع النطاق من التدخل الأجنبي الملحوظ.

وقال وزير الداخلية نهاد المشنوق العضو بتيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري اليوم الثلاثاء بينما كان يضع إكليلا من الزهور على قبر رفيق الحريري "في بلد مثل لبنان الاستقلال معركة دائمة لا تتوقف".

نفى الحريري أيضا احتجاز السعودية له، وفي خطاب استقالته ألقى باللوم في الصعوبات التي يواجهها لبنان حاليا على إيران وجماعة حزب الله.

وسيقام استعراض يوم الاستقلال غدا الأربعاء قرب ساحة الشهداء في وسط بيروت حيث لا تزال أعمال إعادة الإعمار جارية بعد الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان بين 1975 و1990.

وفي الميناء البحري القريب ترسو سفن لقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) التي تأسست بعد الغزو الإسرائيلي الأول في 1978 وجرى توسيعها بعد حرب 2006 بين إسرائيل وجماعة حزب الله.

وقال سامي عطا الله من المركز اللبناني للدراسات وهو مؤسسة بحثية في بيروت "ما شاهدناه في الأيام العشرة أو الأسبوعين الماضيين يمثل تدخلا فجا في واقع الأمر".

وأضاف قائلا "عندما يكون هناك رئيس وزراء يعلن استقالته من عاصمة بلد آخر، هذا يشي بأن شخصا آخر يصدر الأوامر".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل