المحتوى الرئيسى

منظمة التحرير الفلسطينية.. تاريخ نضال يبحث عن تصريح عمل أمريكي

11/21 21:51

مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن

"إعادة تنظيم الشعب الفلسطيني وإبراز كيانه شعبًا موحدًا".. كانت هذه العبارة هي نص الدعوة التي تقدمت بها وزارة الخارجية المصرية في إحدى جلسات جامعة الدول العربية في نهاية الخمسينيات، بهدف تجميع حركات المقاومة الفلسطينية في كيان واحد.  

وسعت الدول العربية عبر اجتماعات الجامعة إلى تأسيس كيان للمقاومة والنضال الفلسطيني بخلاف تمثيل فلسطين داخل الجامعة في هيئة مندوبين مثل أحمد الشقيري وأحمد حلمي عبد الباقي وموسى العلمي، وبعد نحو 10 سنوات من دعوة تشكيل كيان فلسطيني موحد، تأسست " منظمة التحرير الفلسطينية" عام 1964.

وعمل مسؤولو المنظمة على إنشاء مكاتب لكيان المقاومة الفلسطينية في عدة دول، واليوم ترفض الإدارة الأمريكية تجديد تصريح عمل مكتب منظمة التحرير في واشنطن، الأمر الذي دفع المنظمة إلى تهديد الخارجية الأمريكية بتجميد كافة الاتصالات معها.

كان الدافع الرئيسي وراء تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية هو إعادة صفوف نضال ومقاومة الحركات الفلسطينية في إطار قانوني يصب في مصلحة القضية، خاصة وأن جميع قرارات جامعة الدول العربية المتعلقة بفلسطين لم يتم تفعيلها.

وفي يوليو/ تموز 1962 تقدم مجموعة من خبراء الجامعة العربية باقتراح لتأسيس كسان فلسطيني قائم على أساس وطني، ومنبثق من جميع الكيانات الفلسطينية. وتضمن المقترح ملامح الكيان بحيث يعمل في إطار المقاومة السياسية والعسكرية.

وفي المقابل، وقف بعض مندوبي الدول العربية أمام هذا المقترح، وبعد وفاة رئيس حكومة عموم فلسطين أحمد حلمي، تولى أحمد الشقيري دعوة تكوين كيان موحد للدفاع عن القضية الفلسطينية، متبنيًا ميثاق الجامعة الخاص بفلسطين كونه المندوب الرسمي لدي الجامعة.

ويعد ميثاق الجامعة النقطة الأولي لتأسيس المنظمة بشكل رسمي، حيث نص على أن الشعب الفلسطيني صاحب الحق الشرعي لتقرير مصيره، إضافة إلى إبراز الكيان بالانتخابات وإنشاء جيش التحرير الفلسطيني.

وخرج الشقيري بعد مباحثات مع مصر والأردن والبحرين والعراق والكويت وسوريا ولبنان في المؤتمر الأول للقمة العربية 1964 باتفاق حول ملامح منظمة التحرير الفلسطينية، واتفق مندوبو الجامعة على إجراءات التشكيل، معلنين عبر مؤتمر قومي تأسيس "منظمة التحرير الفلسطينية".

4 دعائم أساسية قامت عليها منظمة التحرير، من أجهزة عسكرية وتنظيمية وسياسية ومالية، ليصبح حمل السلاح متاحا في إطار المقاومة، فضلًا عن الدور الرئيسي للتحدث باسم الشعب الفلسطيني.

ولعبت المنظمة دورا هاما في المقاومة الفلسطينية منذ 1964 وحتى هزيمة 1967، خاصة وأن هذه الفترة كانت بداية للإعلان عن حركة فتح في العمليات الفدائية ضد قوات الاحتلال على الحدود الفلسطينية – الأردنية.

وساهمت طبيعة أعضاء اللجنة المؤسسة لمنظمة التحرير في تعميق دورها وقيادة العمل النضالي في غزة ورام الله بداية من أغسطس/ آب 1964، خاصة بعد اعتراف الأمم المتحدة بالمنظمة كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني داخل وخارج الأراضي الفلسطينية.

وخلال السنوات الأولي لعمل المنظمة، ركز المؤسسون على وجود كيان للفلسطينيين داخل القدس والمنطقة العربية، ونجحت المنظمة في الحصول على اعتراف رسمي من الحكومات العربية بدورها في القضية كهيئة رسمية للمقاومة.

الدعم العربي والدولي.. أسباب رئيسية ساهمت في استمرارها، رغم التضيق الذي مارسته قوات الاحتلال ضدها، ولكن توسع المنظمة بمكاتب في الدول العربية وتشكيل هيئات كجيش التحرير الفلسطيني ومجلس إدارة الصندوق القومي والمجلس الوطني تثبت أقدامها عربيًا ودوليًا، والتركيز على العمل الساسي والعسكري معًا، والاهتمام بطرح القضية الفلسطينية في المحافل الدولية جعل لمنظمة التحرير طابع مختلف عن باقي حركات المقاومة وقتها. نظرًا لتجاوز المنظمة كافة الاضطرابات السياسية في المنطقة وترسيخ عملها في القضية الفلسطينية.

اكتسبت منظمة التحرير أهمية لعدة أسباب، حيث ترأس الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قيادة المنظمة بجانب قيادته لحركة فتح في الفترة من 1969 وحتى 2004، ليستلم الرئيس محمود عباس الراية بعده حتى وقتنا الراهن.

بينما في بداية تأسيسها، حصلت المنظمة على مقعد "مراقب" بالأمم المتحدة كجزء من الاعتراف الدولي بها كيانا رسميا ممثلا للمقاومة الفلسطينية، وفي الوقت نفسه، ضمت بداخلها فصائل وحركات مقاومة عديدة، ما جعلها المنظمة الأولي في الدفاع عن القضية لخمس عقود متتالية.

كما طرحت المنظمة خيار إقامة الدولتين، مع ضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين في عودتهم لمنازلهم وفقًا لحدود 1967.

ومنحت اتفاقية أوسلو 1993 اعتراف دولة الاحتلال بالمنظمة كممثل شرعي لفلسطين ليعترف عرفات وقتها رئيس المنظمة بإسرائيل، ما دعم تأسيس السلطة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل