المحتوى الرئيسى

من خطاب ملكة! | المصري اليوم

11/21 01:01

قبل أيام ألقت الملكة رانيا، قرينة الملك عبدالله الثانى، عاهل الأردن، كلمة فى منتدى مسك الخيرى، الذى أسسه ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، ويقام للمرة الثانية هذه السنة فى الرياض!.

قرأتُ نص الكلمة المنشور، فتوقفتُ أمامه، لقوة معانيه، وسلاسة عبارته، ووضوح مقاصده، ورأيت أن أفضل طريقة لوضع هذا كله أمامك هو أن أنقل عدة عبارات من نص الكلمة كما هى، دون أدنى تدخل من جانبى.. فالتدخل بالشرح فى مثل هذه الحالة يفسد المعانى!.

قالت: أليست مفارقة أن يتضور الناس جوعاً فى عصر الوفرة، وأن نجد ملايين الأطفال خارج المدارس فى عصر التعليم المجانى، وأن نفقد الاتصال بقضايانا فى عصر التواصل؟!

وكانت الملكة قد عادت من زيارة الى مسلمى الروهينجا، الذين فروا إلى بنجلاديش، هاربين من وحشية جيش ميانمار، فقالت فيهم: استباحت الحرب حياتهم، كما استباحت حياة الملايين من العرب، فى عالم تُمتهن فيه الكرامة، وتهان فيه الحياة، وكأنها لا شىء!.. وقالت: واقع هؤلاء وغيرهم ممن يحاربون المرض، والفقر، والجهل، والإقصاء فى عالمنا العربى، لم تغيره التقدمات العلمية، ولم ترفع الابتكارات مأساتهم!.

وتساءلت: كيف سنواكب التغييرات فى أنماط التعليم، ونرتقى به فى مدارسنا، إذا كان ثلاثة عشر مليون طالب عربى محرومين من المدارس أصلاً، وأغلبية الباقين يتلقون تعليماً عفا عليه الزمن؟!.

وقالت: ما نحن بحاجة إليه اليوم هو تكنولوجيا لها قلب، وقلبها علينا.. تكنولوجيا لا تقاس سعتها بالبت والبايت، بل بقدرتها على ردم الفجوات التى تقف بيننا وبين تحقيق ذاتنا كشعوب.. فجوة الأمان.. فجوة التعليم.. فجوة الأمل.. فملايين العرب لفظتهم أحضان أوطانهم، وهربوا بحياتهم وأحلامهم!.

وقالت: الأمان ليس السلم من الحرب فحسب، بل هو السلم من الخوف، وهو الثقة فى المستقبل.. وتساءلت: كم من عربى ينام ويصحو متمنياً أن تسنح له فرصة خارج وطنه؟!.. كم من عربى يعيش فى وطنه ويحلم بوطن آخر؟!.. وطن يحتضن أحلام أولاده ويستثمر فى عقولهم؟!.. وكم من شابة أو شاب يحلم بتحقيق ذاته بأن يتعلم ويعمل؟!.

وقالت: كيف سنتبادل الخبرات ونحن غير قادرين على أن نتقبل اختلافنا، ولا على أن يحاور بعضنا البعض؟!.. كيف وهناك دائماً «آخر» نحاربه، ونتعالى عليه، ونهاجم اختلافه عنا؟!.. إذا كان الاختلاف أول ما نراه فسيبقى الأمان آخر ما ننعم به!.

وقالت: إن العالم يعيش حالة من شُح الأمل!.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل