المحتوى الرئيسى

هكذا علقت صحف دولية على فشل مفاوضات تشكيل الحكومة الألمانية

11/20 22:32

يبدو أن كبريات وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية أجمعت في تعليقاتها على أن "ميركل ألمت بها وعكة وأنها مريضة، وهو ما يهدد استقرار أوروبا"، وذلك بعدما أعلن كريستيان ليندنر، رئيس الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي)، الانسحاب من مفاوضات تشكيل حكومة جديدة.

بعد فشل محادثات تشكيل حكومة ائتلاف "جامايكا" في ألمانيا، ما هي الخيارات المتاحة لتجاوز الأزمة السياسية الحالية: انتخابات جديدة، حكومة أقلية أم ائتلاف كبير يضم التحالف المسيحي بقيادة ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي؟ (20.11.2017)

بإعلان فشل مفاوضات تشكيل ائتلاف "جامايكا"، دخلت ألمانيا في أزمة سياسية وربما ينتظرها مزيد من الاستقطاب. لماذا وصلت الأمور إلى هنا؟ وكيف يمكن الخروج من عنق الزجاجة؟ وماذا عن مصير صورة ميركل ومصيرها الذي أصبح في مهب الريح؟ (20.11.2017)

وكتبت صحيفة "واشنطن بوست": "قبل بضعة أشهر، كانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تعتبر الأقوى بين رؤساء الحكومات في أوروبا. وذهب البعض إلى القول إنها ملأت الفراغ في السلطة، الذي أحدثه دونالد ترامب، وأنها أقوى شخصية في العالم. لكن الآن لم تعد ميركل حتى أقوى شخصية في ألمانيا". وذلك في إشارة من الصحيفة الأمريكية إلى أن قرار إجراء انتخابات جديدة في البلاد أصبح الآن بيد الرئيس فرانك فالتر شتاينماير.

"الغموض الأكبر هو مستقبل ميركل نفسها" يقول موقع "بوليتيكو" باللغة الإنجليزية، ويضيف "على أية حال، فإن فشلها في تشكيل تحالف مع الخضر والليبراليين زاد من ضعف موقفها داخل حزبها (الاتحاد المسيحي الديمقراطي) الذي تترأسه".

أما صحيفة نيويورك تايمز فقالت إن "انهيار مفاوضات تشكيل الائتلاف بعد أسابيع من المحادثات المكثفة يترك ألمانيا في حالة التراجح وعدم الاستقرار، في وقت تتمنى فيه أوروبا والغرب أن تأخذ برلين زمام القيادة".

وإلى أبعد من ذلك ذهبت صحيفة "إكونوميست" البريطانية فقالت "نهاية عهد ميركل بدأت الآن بالتأكيد، السؤال فقط هل هي مسألة أسابيع أم شهور أم حتى سنوات". وتابعت الصحيفة "أحداث الليلة الماضية تؤكد موقف إيمانويل ماكرون كزعيم أوروبي جديد، ولكن في الوقت نفسه فإن خططه الكبيرة لإصلاح منطقة اليورو، التي يحتاج فيها إلى ألمانيا واثقة من نفسها ومتفرغة للقضايا الخارجية، هي الآن أمر صعب المنال. إن الآثار المترتبة على القرار المثير للشكوك، الذي اتخذه (كريستيان) ليندنر، تتجاوز بالتأكيد حدود بلاده".

وكذلك ترى صحيفة "ليزيكو" الفرنسية أن فرنسا الآن هي القوة الرائدة في الاتحاد الأوروبي، وفي نفس الوقت أصاب ماكرون ضعف بسبب ضعف ميركل، وكتبت تقول: "هذا الفشل يهدد أوروبا، الواقعة في حالة شلل فعلا منذ الانتخابات الألمانية في 24 أيلول/ سبتمبر، (يهددها) بالسقوط في أزمة لم يسبق لها مثيل. ففي السنوات الأخيرة، كان طغت ميركل كشخصية قيادية على الاتحاد الأوروبي".

صحف أوروبية: ميركل سند قوي لماكرون في الاتحاد الأوروبي وغيابها يفقده الكثير

أما صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية فكتبت "إيمانويل ماكرون، الذي كان يريد مع ميركل، تقوية أوروبا وإعطائها دفعة جديدة، يواجه تهديداً بفقدان شريك حاسم لمشاريعه". وترى لوفيغارو هي أيضا أن فشل المستشارة ميركل سيترك ماكرون بلا شريك فعلي.

وبدورها تكتب صحيفة "دير ستاندرد" النمساوية، أن ميركل بدت خلال مفاوضات الائتلاف "كمديرة جلسات المفاوضات وليس كشخصية قوية مبدعة". وحتى "الغارديان" البريطانية لاحظت أن "ميركل تصرفت بشكل سلبي في محادثات جامايكا وتركت الملعب إلى حد كبير للشخصيات السياسية من الأحزاب الأخرى".

تأثيرات سلبية على مفاوضات "بريكست"؟

صحيفة بريطانية: تيريزا ماي تأمل في مساعدة ميركل في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

وتخمن وسائل الإعلام البريطانية بشأن تأثير "عدم وضوح" الوضع في برلين على مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وكتبت "تلغراف" تقول إنه خلال المفاوضات لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، يمكن أن يستفز المتشددون من كلا الجانبين بعضهما البعض. "ولذلك فمن المهم خلال المحادثات أن يفرض الكبار الوصول للتسويات والتوافقات". وتابعت "تلغراف": "في أزمات الاتحاد الأوروبي الأخيرة، كانت المستشارة في كثير من الأحيان هي الناضجة. اليوم يحيط الشك بقوتها، بل وحتى بوجودها في مفاوضات الاتحاد الأوروبي".

أما صحيفة "ذا صن" البريطانية فكتبت "الفوضى في ألمانيا هي خبر سيئ بالنسبة لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، فتريزا ماي(رئيسة الوزراء) تأمل في مساعدة ميركل. غير أن ميركل ستكون ضعيفة وتهاب اتخاذ قرارات لعدة شهور قادمة".

ومثل غيرها من وسائل الإعلام تخشى صحيفة "لاستامبا" الإيطالية أن يؤدي ما حدث إلى تقوية الشعبويين اليمينيين في ألمانيا وخارجها وتابعت: " بعد ماراثون المفاوضات الليلية في برلين لا يسعنا إلا أن نأمل في إيجاد مخرج قريب ومرضي للقضية، وألا يفقد الألمان الثقة في نظامهم السياسي، وذلك على الرغم من التنازلات التي يجب تقديمها".

وتابعت الصحيفة الإيطالية "إن انفعال سريع أو تصرف طائش سيكون هدية ضخمة للمتربصين بالمنظومة: اليمينيين المتطرفين وحزب البديل من أجل ألمانيا الشعبوي".

بعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.

كان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل