المحتوى الرئيسى

خبير: حقبة ميركل شارفت على الانتهاء إلا إذا فعلت التالي..

11/20 18:47

جاء إعلان رئيس "الحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي)، كريستيان ليندنر، صباح يوم الإثنين (20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017) عن فشل مفاوضات تشكيل ائتلاف "جامايكا" ليثير بذلك العديد من الأسئلة ويخلق أزمة سياسية قد لا تستطيع ألمانيا ومستشارتها "الحديدية"  الخروج منها بسرعة وبخسائر قليلة.

DW عربية حاورت رشيد أوعيسى، أستاذ العلوم السياسية في "مركز دراسات الشرق الأدنى والأقصى" في "جامعة ماربورغ" الألمانية، عن أسباب ما حدث وتداعياته على صورة ألمانيا ومستقبل انغيلا ميركل السياسي، وأفق حل الأزمة السياسية.

DW عربية: كيف سيؤثر ما حدث على صورة ميركل التي اكتسبت بريقاً في أعين العرب، وخاصةً بعد فتح الأبواب للاجئين؟

رشيد أبوعيسى: صورة ميركل في العالم العربي إيجابية وستبقى إيجابية بسبب موقفها التاريخي مع اللاجئين العرب. ظهور ميركل بصورة أنها دفعت ثمن موقفها الشجاع في استقبال اللاجئين سيرفع من مكانتها في العالم العربي.

وكيف ينعكس ما حدث مؤخرا على صورة ألمانيا كقاطرة للاتحاد الأوروبي؟

مما لا شك فيه أن ما حدث بالأمس سيضر بصورة ألمانيا في الاتحاد الأوروبي وسيشكل مشكلة كبيرة لأوروبا أيضاً؛ إذ أن ألمانيا تلعب دوراً رائداً في الكثير من الملفات الأوروبية وتأخر تشكيل الحكومة سيعيق عمل مؤسسات الاتحاد. بدون ألمانيا لا يمكن حل أي مسألة في الاتحاد.

أستاذ العلوم السياسية في "مركز دراسات الشرق الأدنى والأقصى" في "جامعة ماربورغ" الألمانية رشيد أوعيسى

وما هي تأثيرات الفشل على صورة ألمانيا في العالم؟

لن يكون له تأثيراً كبيراً؛ فالنظام الديمقراطي الألماني قوي، وماكينة السياسية ما زالت تعمل. على سبيل المثال وزير الخارجية (زيغمار غابرييل) كان بالأمس في زيارة  خارج البلاد (بالرغم من الأزمة الحاصلة). بيّد أنه لا بد من الإشارة إلى أن قدرة الحكومة على اتخاذ قرارات كبيرة أصبحت محدودة.

ما هي الأسباب الجوهرية لفشل المفاوضات؟

لب المشكلة هو جمع أربعة أحزاب متباعدة ايديولوجياً عن بعضها البعض، أي كمن يجمع الصيف والشتاء تحت سقف واحد. وهذا يحمل معه مخاطر تحول المفاوضات إلى بازار؛ أي بمعنى أعطني شيئاً وخذ بمقابله شيئاً آخر. تخلي أي حزب عن مبادئه في سبيل الوصول لتسويات وتوافقات قد يؤدي إلى تهديد الحزب على المديين المتوسط والطويل. التباعد كان كبيراً بين "حزب الخضر" و"الحزب المسيحي الاجتماعي" (البافاري).

يسود الحديث عن أن سبب فشل المفاوضات هو موضوع اللاجئين، ما رأيك بذلك ؟

هذا خطأ. الكل يتحدث عن ملف اللاجئين ولمّ الشمل كسبب الفشل. بالتأكيد ذلك سبب أساسي؛ غير أن هذا الأمر ليس السبب الوحيد. لا بد من الإشارة إلى أن هناك أيضا ملفات كبيرة أخرى قادت للفشل كملف التربية والطاقة والبيئة.

يدور الحديث اليوم عن أن ألمانيا أمام ثلاث سيناريوهات محتملة للخروج من الأزمة وهي كما يلي:

أولا: تشكيل حكومة أقلية تحت قيادة ميركل مع "حزب الخضر" أو "الحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي). مع الأخذ بعين الاعتبار أنها ستكون كالبطة العرجاء ولن تستطيع تمرير قرارات سياسة كبرى في البرلمان؟

هذا الأمر ليس من التقاليد السياسية الألمانية وأجده مستبعداً ولن يكون هو الحل.

الألمان ينظرون للأمور قبل كل شيء من الناحية الاقتصادية. تكلفة الانتخابات توازي 94 مليون يورو. ولن تؤدي نتائج أية انتخابات جديدة بشكل أتوماتيكي إلى نتائج جديدة.

ثالثا: تشكيل ائتلاف مع شريكهم في الائتلاف الحالي(المنتهية ولايته) "الحزب الاشتراكي الديمقراطي"؟

الاشتراكيون الديمقراطيون يرفضون حتى الآن ذلك. غير أن الرئيس فرانك شتاينماير قادر على الضغط في هذا المجال، وهو له ثقله في الحزب.

ما وصلني من المناقشات الداخلية في صفوف "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" هو أنه قد يتفاوض لتشكيل ائتلاف مع "الحزب المسيحي الديمقراطي" ولكن ليس مع شقيقه "الحزب المسيحي الاجتماعي" البافاري. وهنا قد يبرز تقليد جديد في السياسة الألمانية: هل سيقبل "الحزب المسيحي الديمقراطي" بالتخلي عن تحالفه التاريخي مع شقيقه البافاري؟ وإن حصل ذلك فإني أجده حلاً جيداً. وقد يكون الحل هو رئاسة للحكومة بالتساوي، بمعنى عامين لميركل وعامين للاشتراكيين. كما فعلها شولتس في البرلمان الأوروبي. ودستورياً لا يوجد ما يمنع ذلك.

الفترة الذهبية لميركل كانت بتحالفها مع "الحزب الاشتراكي الديمقراطي"؛ فهي من الجناح اليساري في "الحزب المسيحي الديمقراطي" وبالتالي قريبة من الاشتراكيين. كما أن الحزبين معاً يمثلان قطاعاً كبيراً من المجتمع الألماني.

إرسال فيسبوكƒ تويتر جوجل + Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

بالرغم من خسارتهم الكبيرة في الانتخابات، يملك الاشتراكيون الآن أوراق بيدهم؛ إذ أن الرئيس منهم. كما أن حزبهم يمكن أن ينقذ الوضع في حال موافقته على الائتلاف مع حزب ميركل، هل توافقني الرأي؟

هذا صحيح، إلا أنه يسود رأي في الحزب بضرورة البقاء بعيداً عن الحكم ليعيد تنظيم صفوفه. ويرى ذلك الرأي أن مشاركة الحزب في الحكم أفقدته الكثير من طاقاته وضيعت فلسفته السياسية. بالطبع، هناك قطاع آخر في الحزب أكثر براغماتية وقد يسعى للحكم من جديد.

هل يمكن أن يضحي "الحزب المسيحي الديمقراطي" بميركل في سبيل التوصل لتسوية مع الاشتراكيين؛ إذ أن شخصية ميركل الطاغية تغطي على كل الشخصيات السياسية في ألمانيا؟

لا أظن ذلك. ميركل هي أكثر شخصية مقبولة في حزبها من قبل الاشتراكيين؛ فهي تنتمي إلى الجناح اليساري من "الحزب المسيحي الديمقراطي". ولكن قد يستغل الأكثر محافظة في حزبها ذلك للتخلص منها. بقي أن نشير إلى أنه وفي واقع الحال لا توجد شخصية منافسة لميركل حتى اللحظة في الحزب تستطيع إبعادها.

ولا حتى وزيرة الدفاع، أورزولا فون دير لاين؟

بالتأكيد، لا؛ فهي "ابنة" ميركل سياسياً. إذا تم التخلص من ميركل، فلن يحل محلها إلا شخصية من المحافظين داخل حزبها.

ما هي الأوراق المتبقية بيد ميركل؟ وهل شارفت حقبة ميركل السياسة على الانتهاء؟

بالتأكيد فقدت ميركل الكثير من أوراقها. أظن أن ما حدث بالأمس هو بداية نهاية كل من ميركل ورئيس "الحزب المسيحي الاجتماعي" البافاري، هورست زيهوفر. إلا إذا ما تشكل ائتلاف مع الاشتراكيين.

قبل قليل، رحب حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي بفشل المفاوضات، قائلاً: "الائتلاف كان سيبقي الوضع كما هو"، وأضاف أن "ميركل فشلت".

هل سيؤدي ما حدث إلى ارتفاع أسهم اليمين الشعبوي والأجنحة الأكثر محافظة في الحزبين المسيحي وربما الاشتراكي؟

بكل تأكيد. ولكن هذا سيقود إلى تشكل كتلتين كبيرتين في البرلمان والحياة السياسية في ألمانيا: كتلة المحافظين وكتلة اليساريين والخضر. وقد يؤدي ملف اللاجئين والملفات الاجتماعية الحادة إلى استقطاب إيديولوجي حاد.

أخذ الكثيرون على ميركل أنها كانت بارعة في إبعاد منافسيها وخصومها، بحيث لم تسمح ببروز خليفة لها يحمل تراثها ويكون استمراراً لها. هل تدفع ميركل اليوم ثمن مع جنته يداها؟

هذا صحيح، غير أن الصف الثالث من الحزب فيه أسماء كبيرة يمكن أن تحل محل ميركل. بيد أن هذا يعني عملياً الانتظار أربع سنوات ليعيد "الحزب المسيحي الديمقراطي" ترتيب صفوفه، بما يسمح ببروز تلك الشخصيات.

الانتخابات المحلية عرفت تراجعا لحزب ميركل في عدة ولايات، وهذا الأمر يؤثر على زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي والمستشارة أنغيلا ميركل، وكذلك على نائبها وشريكها في الائتلاف الحاكم زغمار غابرييل، زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

المستشارة ميركل المعروفة بتركيزها على التوافق تواجه مهمة غير سهلة أمام حزبين شريكين في الحكم: الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة زغمار غابرييل. وزعيم الاتحاد الاجتماعي المسيحي، هورست زيهوفر، صاحب المشاكسات السياسية. وترد ميركل في الغالب بموضوعية صارمة تعكس شخصيتها كأخصائية في علوم الفيزياء.

قضية اللاجئين تشغل أنغيلا ميركل التي لا تتردد في أخذ صور شخصية أثناء تفقدها لدور اللاجئين والمدارس، على غرار الصورة التي أخذتها هنا مع لاجئ سوري عام 2015 في مركز إيواء اللاجئين برلين مارتسان.

منذ مدة تروج تكهنات الصحفيين والسياسيين حول حركة يدي المستشارة ميركل عندما تقف لأخذ صورة، ويتساءل الجميع ماذا تريد المستشارة قوله أو إبلاغه بتلك الحركة التي باتت مشهورة.

المستشارة ميركل تجيب على أسئلة الصحفيين عقب قمة الاتحاد الأوروبي في براتيسلافا عاصمة سلوفاكيا. ميركل تتوسط رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكه وعلى يمينها رئيس وزراء بلجيكا شارل ميشيل. في هذه القمة تعرضت سياساتها لانتقادات من بعض قادة دول الاتحاد، وخاصة من رئيس الوزراء الإيطالي.

غالبا ما يرتبط الأمر بالشخصية التي تقابلها من جنس الذكور: هنا لحظة نادرة تظهر فيها ميركل مبتسمة أمام دعابة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند على هامش اللقاءات السياسية الرسمية.

أعلنت أنغيلا ميركل أن الإنترنيت وعالم وسائل الإعلام الإلكترونية مجال غريب بالنسبة إليها. فهي تفضل استخدام موقع توتير للتواصل. لكن سبق لها في 2015 أن أجرت باهتمام حديثا خلال مأدبة غذاء لمنتدى الأمم المتحدة مع مؤسس موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي مارك تسوكربيرغ.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل