المحتوى الرئيسى

إيران تندد ببيان الجامعة العربية وتعتبره "عديم القيمة"

11/20 17:21

قللت إيران اليوم الاثنين (20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017) من قيمة البيان الختامي الذي اعتمدته الجامعة العربية إثر اجتماع طارئ للوزراء الخارجية العرب أمس الأحد في القاهرة ووصفته بـ "عديم القيمة". وجاء الغضب الإيراني إثر وصف البيان لسياسة طهران بـ "العدائية". كما وجه عدد من الوزراء العرب خلال الاجتماع انتقادات شديدة لإيران متهمين إياها بالتدخل في الشؤون الداخلية العربية.

واتهم الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي السعودية بالتسبب بـ "المشاكل الحالية في المنطقة". وقال إن حل هذه المشاكل لن يكون في "إصدار بيانات عديمة القيمة" وذلك في إشارة إلى البيان الختامي للجامعة العربية. ووصف قاسمي الاتهامات الموجهة ضد ايران بـ "الأكاذيب".

نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية اليوم الأحد عن مصدر مسؤول بجامعة الدول العربية قوله إن السعودية طلبت عقد اجتماع عاجل على مستوى وزراء الخارجية بمقر الجامعة الأحد المقبل لمناقشة التدخلات الإيرانية بالمنطقة. (12.11.2017)

يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا في القاهرة بطلب سعودي بعد إطلاق صاروخ إيراني الصنع علي الرياض من اليمن. من المتوقع أن تحيل الجامعة ملف إيران إلى مجلس الأمن الدولي، فيما قد يغيب وزير الخارجية اللبناني عن الاجتماع. (19.11.2017)

كما دعا السعودية لوقف ما وصفها بـ "سياسة ممارسة الضغط على أشقائها العرب في لبنان وقطر والمنطقة برمتها، ووقف غزو البحرين لكي ينطلق الحوار بين أبناء شعبها ويتوصلوا إلى حل سلمي".

وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير هاجم خلال مشاركته في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بشدة ايران ومن وصفهم بـ "عملاءها"، في إشارة إلى حزب الله اللبناني والمتمردين الحوثيين في اليمن. وقال الجبير إن السعودية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما وصفه بـ "العدوان الإيراني السافر ولن تتوانى في الدفاع عن نفسها والحفاظ على أمن وسلامة شعبها".

ودانت الجامعة العربية في اجتماعها الطارئ إطلاق صاروخ "إيراني الصنع من اليمن" على السعودية في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر واصفة إياه بـ "العدوان الصارخ والتهديد للأمن القومي العربي". وأكد بيان الجامعة العربية على حق السعودية والبحرين "في الدفاع الشرعي عن أراضيها".

ونفت ايران اتهامات السعودية بضلوعها في اطلاق هذا الصاروخ الذي تبنى اليمنيون الحوثيون مسؤوليته وجرى اعتراضه فوق الرياض. وتختلف السعودية وايران التي قُطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما منذ كانون الثاني/يناير 2016، على نزاعات عدة في المنطقة من بينها الحرب في اليمن وسوريا والملف اللبناني.

قطعت السعودية الاحد 3 يناير/كانون الثاني 2016 علاقاتها الدبلوماسية مع إيران ردا على الهجوم على بعثاتها الديبلوماسية فيها وعلى الموقف الإيراني المنتقد بشدة لإقدام الرياض على إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر. وليست هذه هي الأزمة الدبلوماسية الأولى بين البلدين.

شهدت سنة 1943، أول أزمة دبلوماسية بين البلدين إثر إعدام السعودية لأحد الحجاج الإيرانين بعد إدانته بتهمة إلقاء القاذورات على الكعبة وغيرها من التهم الأخرى. وبعد هذا الحادث قطعت العلاقات الدبلوماسية بشكل رسمي عام 1944، لتعود بعد عامين من جديد.

توترت العلاقات بين السعودية وإيران في يوليو تموز عام 1987 عندما لقي 402 حاجا مصرعهم ومن بينهم 275 حاجا إيرانيا، أثناء أدائهم فريضة الحج، في منى في صدامات مع الشرطة السعودية.

خرج محتجون إلى شوارع طهران واحتلوا السفارة السعودية وأشعلوا النار في السفارة الكويتية. وتوفي الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي في طهران متأثرا بجروح أصيب بها عندما سقط من نافذة بالسفارة واتهمت الرياض طهران بالتأخر في نقله إلى مستشفى في السعودية. وهو ما دفع الملك فهد بن عبد العزيز الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أبريل نيسان عام 1988.

اعيدت العلاقات بين البلدين عام 1991 بعد لقاء بين الملك عبد الله بن عبدالعزيزآل سعود بالرئيس الإيراني هاشمي رافسنجاني في العاصمة السنغالية داكار في ديسمبر 1990 خلال مؤتمر القمة الإسلامي السادس، ثم فتحت سفارتيهما في الرياض وطهران في مارس 1992.

زار الرئيس الإيراني محمد خاتمي(يمين الصورة) السعودية عام 1999بعد عامين من توليه منصبه، خلفا للرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني. وكانت تلك أول زيارة يقوم بها رئيس إيراني للمملكة منذ قيام الثورة عام 1979. وتوج البلدان تحسن العلاقات باتفاق أمني في أبريل نيسان عام 2001.

هنأ الملك فهد الرئيس الايراني محمد خاتمي لفوزه في الانتخابات عام 2001 وقال إن هذا الفوز يمثل إقرارا لسياسته الاصلاحية. وكان خاتمي وهو من رجال الدين الشيعة قد سعى من أجل تقارب البلدين بعد فوزه الساحق الأول عام 1997 وإنهاء ما يقرب من 20 عاما من توتر العلاقات بينهما في أعقاب قيام الجمهورية الاسلامية عام 1979.

أبلغت السعودية مبعوثا إيرانيا في يناير كانون الثاني عام 2007 أن إيران تعرض منطقة الخليج للخطر وذلك في إشارة للصراع بين للجمهورية الاسلامية والولايات المتحدة حول العراق وعلى البرنامج النووي الايراني. بعدها وتحديدا في شهر آذار/ مارس من نفس العام قام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بزيارة للرياض لتهدئة الأوضاع بين البلدين.

منذ عام 2012 أصبحت السعودية الداعم الرئيسي لقوات المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد حليف إيران. واتهمت الرياض الأسد بارتكاب "إبادة جماعية" وايران بأنها أصبحت قوة محتلة. هذا فيما اتهمت طهران الرياض بدعم الارهاب.

في 14 تموز/ يوليو 2015 تم في فيينا التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني بعد أكثر من 10 سنوات من المفاوضات. وهو ما أثار حفيظة القيادة السعودية، التي عبرت عن قلقها من هذا الاتفاق، معتبرة أن من شأنه تعزيز نفوذ إيران في المنطقة.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل