المحتوى الرئيسى

أزمات «القاهرة السينمائي» قبل انطلاقه.. و«بلاش تبوسني» الأبرز

11/20 17:05

بدأ العد التنازلى لانطلاق الدورة الـ39 من مهرجان القاهرة السينمائى، وهى الدورة التى تتمتع بالكثير من الخصوصية، نظرا لما أحاط بها من أحداث وضعتها فى بؤرة الاهتمام، فرغم أن كثير من المسئولين عن المهرجان الرسمى الأول فى المنطقة العربية كافة، رفضوا فى تصريحاتهم الصحفية ولقاءاتهم التليفزيونية عقد أى مقارنة بين مهرجان «القاهرة السينمائى» و«الجونة السينمائى» والمهرجان الوليد الذى انطلقت أولى دوراته هذا العام، وقبل شهر من عقد «القاهرة».. فإن أغلب الشهر الأخير شهد تغيرا فى موقف المسئولين تماما، ولن يكون مستغربا أن نجدهم سعداء بهذه المقارنة، التى دفعت الدولة لدعم المهرجان، بعد أن تعرض لهجوم شديد، على أثر النجاح الكبير الذى حققه «الجونة»، والذى نسب إلى أسرة «ساويرس»، التى دعمت ومولت المهرجان الصغير، ليستشعر المسئولون فى الدولة الحرج، بسبب الحفاوة الشديدة بنجاح «الجونة»، وتهديده بسحب البساط من تحت أقدام «القاهرة»، سواء على مستوى التنظيم وإقبال النجوم عليه، واستضافة فنانين عالميين، أو بعرض أفلام هامة فى مسابقاته المختلفة.

وعلى الفور قرر الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة زيادة الدعم المادى للمهرجان، وأعلنت شبكة قنوات dmc رعايتها له، وتقديم كل التسهيلات والخدمات اللازمة لإنجاح هذه الدورة، وسرعان ما بدأ «القاهرة السينمائى» يسير على درب «الجونة»، فبدأت إدارة شبكة قنوات dmc، وعلى رأسها المنتج هشام سليمان رئيس الشبكة، فى الاتصال بعدد من النجوم العالميين لحضور فعاليات هذه الدورة، لكن وقفت شروط هؤلاء النجوم حائلا دون التنفيذ.

وهو ما كشف عنه هشام سليمان بنفسه فى المؤتمر الصحفى الذى عقدته إدارة المهرجان للإعلان عن تفاصيل دورته القادمة، ومن بين هذه الشروط الإقامة فى غرف فنادق غير قابلة للحرق، وطلب الممثل العالمى آل باتشينو طائرة خاصة، وهى أمور لم تستطع الجهة الراعية توفيرها، بخلاف ما فعله ساويرس الذى أحضر ضيوفه بطائرته الخاصة، ووفر لهم الإقامة فى الأماكن وبالطرق التى تحلو لهم.

وبعد أن نجح «الجونة» فى جذب عدد كبير من الفنانين المصريين، أعلنت الجهة الراعية توليها مهمة جذب النجوم للمشاركة، وتم الإعلان أن قناة dmc ستتولى دعوة النجوم المصريين للحضور، ومن المتوقع أن تحدث استجابة كبيرة من الفنانين، نظرا لمكانة القناة محليا، ونجاحها فى الفترة الأخيرة فى استضافة عدد كبير من الفنانين المصريين فى برامجها الفنية المختلفة، وحصولهم على أجور مرتفعة ليحلوا ضيوفا على شاشتها، إلى جانب أنها تشترى مسلسلاتهم لعرضها حصريا وبمقابل جيد، فمن الصعب أن يرفض النجوم طلب إدارة القناة فى الحضور، خاصة أن هذا يجعل موقفهم حرجا، بعد أن لبوا نداء «ساويرس» وسافروا للجونة، وعليه ليس امامهم مفر من تلبية نداء dmc وحضور حفل الافتتاح الذى سيقام فى قاعة «المنارة»، بمركزالمؤتمرات والمعارض الدولية بالتجمع الخامس، لأول مرة بعد أن كان حفل الافتتاح والختام يقام بالمسرح الكبير بدار الأوبرا، لأكثر من 20 عاما، ولم تعلن إدارة المهرجان أسباب هذا القرار الذى تقف وراؤه الجهة الراعية، حسب التكهنات الأخيرة.

وبعد الدعم الكبير الذى قدمته الفنانة يسرا لمهرجان «الجونة»، والذى نسب إليها نجيب ساويرس الفضل فى خروج الدورة الأولى منه بهذا الشكل، فاجأت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الجميع، وقبل أيام من انطلاق الدورة الـ39، بقرار اختيار الفنانة يسرا رئيس شرف هذه الدورة، وهو الاختيار الذى كان محل تساؤلات وشائعات أيضا، رغم أن يسرا ضمن الهيئة العليا للمهرجان، ولكن هناك محاولات من البعض للربط بين اختيارها فى هذا المنصب، وعلاقتها بالجونة، أو بنجاح مهرجان الجونة على وجه الخصوص، إضافة لعلاقتها الطيبة بكثير من الفنانين فى مصر والوطن العربى.

ورغم محاولات إدارة المهرجان والجهة الراعية لتقديم دورة ناجحة وقوية، تدحض بها كل محاولات النيل من سمعة المهرجان ومكانته، فإن المشاكل تحاصر هذه الدورة، بداية من كونها الدورة الأولى على مدار تاريخ المهرجان كله، والذى لا يشارك فى مسابقته الرسمية فيلما مصريا واحدا، وبعد أن اقتنع الجميع بمبرر الناقد والإعلامى يوسف شريف رزق الله المدير الفنى للمهرجان، والذى قال إن «غياب الفيلم المصرى يعكس ازمة السينما المصرية، لكن إعلان مهرجان دبى السينمائى عن مشاركة فيلمين مصريين ضمن فعالياته، هما «طلق صناعى»، و«بلاش تبوسنى»، وضع المسئولين فى «القاهرة» فى موقف حرج للغاية، وفضح كذبهم فى التعامل مع ازمة الفيلم المصرى، خاصة بعد أن انتشرت معلومات تؤكد أن إدارة المهرجان رفضت عرض الفيلم المصرى «بلاش تبوسنى» بطولة ياسمين رئيس، ومحمد مهران وسلوى محمد على، وسوسن بدر كضيفة شرف، والذى تدور أحداثه داخل كواليس فيلم جديد يتم تصويره، وفيه يواجه المخرج الشاب صعوبات فى التعامل مع بطلة الفيلم ومنتجه نتيجة تعارض أفكار الثلاثة ومحاولة كل طرف فرض رؤيته الخاصة على الفيلم، وللأسف فإن سبب الرفض ليس تدنى مستوى الفيلم، بما لا يجعله يرقى للمشاركة فى مسابقة المهرجان الرسمية، خاصة أن نفس المسابقة فى الأعوام السابقة، استقبلت أفلاما مصرية تعرضت لهجوم شديد نظرا لتدنى مستواها، مثل فيلم «البر التانى»، الذى تم عرضه المهرجان العام الماضى، لكن السبب الحقيقى وراء رفض «بلاش تبوسنى»، هو أن الشركة الموزعة لهذا الفيلم، هى ذاتها الشركة الموزعة لـ«البر التانى»، والتى يعمل بها عدد من النقاد، من العاملين ضمن صفوف المهرجان فى نفس الوقت، وعليه خشيت إدارة المهرجان أن تتعرض لهجوم من وسائل الإعلام، بحجة أنها تجامل الشركة الموزعة للفيلمين، أو أن هناك تضارب مصالح، ففضلت أن تتخلى عن وجود تمثيل للفيلم المصرى فى الدورة المقبلة، بدلًا من أن يدفعها الهجوم المحتمل أو شبه المؤكد أن تتخلى عن النقاد الذين يعملون بالشركة.

ومن الأزمات التى تواجهها الدورة المقبلة، أزمة اختيار فيلم الافتتاح، فقد أعلنت إدارة المهرجان عن اختيارها للفيلم الأمريكى Mountain Between Us، وهو من إخراج الفلسطينى هانى أبو أسعد، وبطولة الممثلة البريطانية كيت وينسلت والممثل البريطانى إدريس ألبا.. وقد تعرض هذا الاختيار لهجوم شديد، نظرا لأن الفيلم واجه انتقادات شديدة بأمريكا، لضعف مستواه الفنى، كما أنه فشل فى تحقيق ارباحا كبيرة مقارنة بالمعروض فى السينما الأمريكية، واعتباره فيلما تجاريا لا يرتقى للمشاركة فى مهرجان كبير، فما بالك أن يكون فيلم افتتاح هذا المهرجان، واتُهمت العديد من الآراء إدارة المهرجان بمجاملة المخرج الفلسطينى، باعتباره أحد أعضاء لجان تحكيم الدورة الجديدة، باختيار فيلم يعرض فى دور العرض العالمية منذ أكثر من شهر ونصف، ليفتتح المهرجان العربى الكبير.

بعيدا عن المشكلات والأزمات التى واجهت القاهرة السينمائى خلال الأشهر الماضية، تشهد الدورة المقبلة العديد من الأحداث والافلام، فيشارك فى مسابقاتها وفعالياتها نحو ١٦٠ فيلمًا، من بينها٤٠ فيلما مترجما للغة العربية.

وتتضمن المسابقات 4 أقسام منها قسم المسابقة الدولية، ومسابقة «آفاق السينما العربية» التى تشهد مشاركة 8 أفلام كان لها تواجد متميز فى عدة مهرجانات عالمية، منها «اصطياد أشباح، وعرب شتاء، ومنزل فى الحقول».

ومسابقة أسبوع النقاد الدولى للأفلام الروائية والتسجيلية الطويلة، ومسابقة «سينما الغد» للأفلام القصيرة، وأعلن الناقد محمد عاطف مدير المسابقة، أنه تقرر أن تكون مشاهدة عروض الأفلام فى المهرجان مجانا لجميع طلبة الجامعات، مشيرا إلى أن إجراءات الدخول ستكون أكثر مرونة عن السنوات الماضية، لتسهيل حضور المواطنين ومتابعة الأفلام، وأعلن أن الأفلام المقرر عرضها فى المهرجان ستناقش مشكلة الهجرة، وأن عدد إجمالى الأفلام المنافسة يصل إلى 29 فيلما، من بينها ثلاثة أفلام مصرية هى: «كل الطرق تؤدى إلى روما»، و«حاجة ساقعة»، و«ريد فيلفيت».

إلى جانب هذه المسابقات تتضمن الفعاليات عقد 3 ندوات خلال المهرجان وهى «تحديات السينما المصرية، ومواجهة العنف ضد المرأة يوم ٢٥ نوفمبر، وندوة لشركة Netflix العالمية.

بالاضافة الى عرض 6 أفلام من سينما «الجيل الجديد للمخرجات الفرنسيات»، والأفلام هى «ساحل كینیدى» من إخراج دومینیك كابریرا لعام ٢٠١٦، و«البقاء عاليا» للمخرجة إیمانویل بیركو لعام ٢٠١٥، و«ناس طائرون» للمخرجة باسكال فیران لعام ٢٠١٤، و«صبا» للمخرجة سيلين سياما لعام ٢٠١٤، و«مرحلة هلع» للمخرجة جوستين تريه لعام ٢٠١٤، و«كامى تعود للماضى» للمخرجة نادومى لفوفسكى لعام ٢٠١٢.

كما تتضمن الفعاليات عرض مجموعة من الأفلام المصرية تحت عنوان «السينما المصرية الجديدة» وأفلام إنتاج 2016 و2017 منها «يوم للستات»، و«على معزة وإبراهيم» و«مولانا»، و«الشيخ جاكسون»، و«الأصليين»، و«فوتو كوبى»، و«أخضر يابس»، و«جان دارك مصرية».

يتولى الفنان حسين فهمى رئاسة لجنة تحكيم المسابقة الدولية، ويذكر ان حسين فهمى تولى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى لمدة 4 دورات بعد رحيل سعد الدين وهبه، وتضم عضوية لجنة التحكيم كلا من المخرج الفلسطينى هانى أبو أسعد، والمخرج خيرى بشارة، والكاتب التشيكى بيتر فاكلاف، والمخرج الأسترالى سكوت هیلیر، والمنتج الصينى جاك لى، والممثلة السورية كندة علوش، والممثلة الفرنسية فابيان باب، والممثلة الألمانية فرانزيسكا بيترى.

بينما تتضم لجنة تحكيم مسابقة «سينما الغد الدولية للأفلام القصيرة» كلا من المخرج والكاتب بى بانديل (نيجيرى/ المملكة المتحدة)، والفنانة كيارا كازيللى من (إيطاليا) وشريف البندارى من مصر، وتضم لجنة تحكيم مسابقة «أسبوع النقاد الدولية للأفلام الروائية والتسجيلية الطويلة» كلا من المنتج المصرى حسام علوان، والناقد عبد الكريم واكريم من (المغرب) والمخرجة إفانجيليا كرانيوتى من (اليونان).

وأخيرا تشكلت لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية للأفلام الروائية والتسجيلية» من مدير التصوير أحمد المرسى من (مصر)، والمخرج محمود المساد (الأردن) والممثلة ريم بن مسعود (تونس).

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل