المحتوى الرئيسى

محمد فودة يكتب: الشعراوى 'خط أحمر ' والتجاوز فى 'حقه' مرفوض شكلاً وموضوعاً

11/20 15:22

ما كل هذا العبث وما كل تلك الفوضى التى يشهدها المجتمع من تجاوزات فاقت الحدود متضمنة تطاولاً غير مقبول وغير مبرر على فضيلة الشيخ الراحل محمد متولى الشعراوى والتشكيك فى وطنيته.

هذا الشيخ الجليل الذى تربينا على احاديثه التى شكلت وجداننا حيث اتسمت بالبساطة فى الاسلوب وهو يقدم لنا تفسيراً عصريا للقرآن الكريم ، تفسيراً يفهمه المواطن البسيط ويعى ما به من معان تنظف العقول وتنقى القلوب ..فقد انعم عليه الله سبحانه وتعالى بنعمه البصر والبصيرة فجعل فى كلامه منطقاً يخاطب العامة والخاصة على حد سواء، وهو ما كان يعتبره البعض بمثابة منحة هبطت عليه من السماء للتأكيد على رضى الله عليه حيث منحه العلم من اوسع الابواب.

وعلى الرغم من ذلك فقد سمعنا وقرأنا مؤخراً عن تلك التجاوزات فى حق الرجل بقصص وروايات ومزاعم لا اصل لها واعتقد أن خطورة هذا الهجوم الضارى على الشيخ الشعراوى أنه يكمن فى كونه يتعرض لحياة شخص غير موجود بيننا حتى يتمكن من الرد على تلك الافتراءات فهو الآن فى دار الحق بينما نحن فى دار الباطل المليئة بكافة أشكال الحقد والغل والكراهية .

فهل وصلنا الى هذا الحد من الانفلات الاخلاقى .. وهل اصبح الهجوم على الرموز أمراً طبيعياً .. وهل حرية التعبير تعطى الحق لأى شخص مهما كانت مكانته ومستواه الفكرى أن يتناول شخصاً فى قيمة وقامة الشيخ الشعراوى على هذا النحو من التجريح ونقف أمام هذا "التطاول"صامين وننسى كل ما قام به هذا الشيخ الجليل لخدمة الاسلام والمسملين .

ان خطورة ما تعرض له الشيخ الشعراوى من تجاوزات فى حقه ليس بالأمر السهل أو الهين فهو فى تقديرى جزء من حملة ممنهجة تستهدف الاعتداء على الرموز وهدم القيم التى تربينا عليها وهذا الأمر نعلم جميعاً أنه يندرج تحت حروب الجيل الرابع التى تستهدف مجتمعاتنا من خلال هدم الرموز والاستهانة بهم والتشكيك فى صدق ما قدموه من اعمال خالدة ، فهل ننكر أن الشعراوى قد حقق لنفسه مكانة مرموقة فى سجل التاريخ وكتب اسمه بحروف من نور فى قائمة الخالدين باعمالهم التى انارت الطريق للمجتمع ككل.

وبعيداً كل كل هذا وذاك فإن الشيخ الشعراوى ليس منزها وليس معصوماً من الخطأ ولكن ليس هذا مبرراً لأن يكون عرضة للتجاوز من كل " من هب ودب" دون ان يكون هذا التناول مستنداً على حقائق وبراهين .

وللاسف الشديد فإنه من الصعوبة اثبات صحة تلك الاتهامات التى بكل تأكيد لا أساس لها من الصحة خاصة حينما نمعن النظر وندقق فى طبيعة شخصية من يتطاولون على فضيلة الشيخ الشعراوى فهم غالبا إما من نوعية الاشخاص مرضى الشهرة والظهور الاعلامى او هؤلاء أصحاب الاجندات الخارجية الذين يحاولون بشتى الطرق تشويه صورة علمائنا الافاضل الذين تأثرت بهم وسارت على دربهم اجيال متعاقية مستنيرين بعلمهم وتفسيرهم المتعدل للدين وسماحة الاسلام .

أما التشكيك فى وطنية "إمام الدعاه" فهو أمر غير مقبول على الاطلاق فالحديث عن "سجدة الشكر" التى قام بها فى اعقاب نكسة عام 1967 فهى موضوع بين يدى الخالق عز وجل هو الذى يعرف ما فى الصدور وعلى الرغم من ذلك فقد فسر بعد رجال الدين الافاضل هذا التصرف بأنه سجد شكرا لله عند هزيمة مصر 1967 وذلك من منطلق إعتقاده كرجل ازهرى أن "النكسة" في ظل نظام اشتراكي شهد تهميشاً متعمدا للمرجعية الدينية أفضل لمصر وللإسلام وهذا من وجهة نظر فضيلته التى بناها مستنداً الى غيرته على الدين .. ولكنه عاد ليكرر نفس التصرف ذاته فى اعقاب نصر أكتوبر عام 1973 وسجد شاكراً الله ابتهاجا بانتصار وطنه وسط هتافات "الله أكبر".

وفى تقديرى فإن هذا الكلام وإن كان نقلاً عن شيوخ أفاضل ادلوا بدلوهم فى هذا الموضوع الا أنه يظل فى نهاية الأمر شيئا فى علم الغيب لأن صاحبه بين يدى خالقه بينما يظل الشئ المؤكد أنه لا يمكن بأى حال من الأحوال التشكيك فى نواياه وفى حبه واخلاصه للوطن.

وانطلاقاً من حبى للشيخ الجليل رحمه الله فإننى أقول لكل من شكك او حتى سمح بانتشار هذا التشكيك فى وطنية الشعراوى والخوض فى حياته الشخصية محاولاً تشويه صورته فى عيون الناس .. اقول لهؤلاء " حسبى الله ونعم الوكيل" وأن هناك "رب عادل" سوف يقتص له يوم القيامة من كل شخص تجاوز فى حقه.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل