المحتوى الرئيسى

وكالة: "تمساح" زيمبابوي يتأهب لخلافة موجابي

11/20 15:03

اعتبرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أن السياسي الزيمبابوي المُلقّب بـ"التمساح"، إيمرسون منانجاجوا، أفضل من يُخلّف الرئيس روبرت موجابي، زعيمًا جديدًا للبلاد، بعد الإطاحة بالأخير.

وقال الوكالة في تقرير نشرته الاثنين إن "إيميرسون منانجاجوا، الذي انتُخِب الأحد زعيمًا جديدًا للحزب السياسي الحاكم في زيمبابوي وتمركز فى منصبه كزعيم للبلاد، سجّل عودة رائعة بعد إقالته، مُستخدمًا مهارات لا شكّ أنه اكتسبها على يدّ مُعلمه روبرت موجابى".

ولفتت الوكالة إلى أن موجابي حرّك، بدون قصد، الأحداث التي قادت إلى سقوطه، بإقالة نائبه، قبل أسبوعين، في خطوة قيل إنها تمهيد لتعيين زوجته، جريس، رئيسة للبلاد. وبعد ذلك فرّ منانجاجوا خارج البلاد خوفًا من القبض عليه بعد إصداره بيان رنّان وعِد فيه بالعودة لقيادة زيمبابوى.

وخدم منانجاجوا، على مدى عقود، كمُنفّذ لسياسات موجابي، وهو الدور الذي منحه سُمعة بأنه "خادع، قاسٍ، وماهر في التلاعب السلطوي". وبين الشعب الزيمبابوي، كان "التمساح" مُرعبًا أكثر منه محبوبًا، لكنه استراتيجيًا عزِز قاعدة دعم موالية داخل القوات العسكرية والأمنية. وبات شخصية حكومية بارزة منذ استقلال زيمبابوي في عام 1980، إلى أن أصبح نائب الرئيس موجابي في عام 2014.

ونقلت الوكالة عن الخبير في الشؤون الأفريقية لدى مجموعة الأزمات الدولية، بيرس بيجو، قوله: "منانجاجوا، البالغ من العمر 75 عامًا، ذكي وماهر، لكن هل سيملك حلولًا سحرية لمشاكل زيمبابوي؟ هل سييتمتّع بحكم رشيد وإدارة اقتصادية؟ علينا أن ننتظر لنشهد إجابات هذه الأسئلة".

وكتب منانجاجوا، في بيان أصدره في 8 نوفمبر الجاري، يقول "دعونا ندفن خلافاتنا ونعيد بناء زيمبابوي جديدة مزدهرة، بلد يتسامح مع وجهات نظر متباينة، بلد يحترم آراء الآخرين، بلد لا يعزل نفسه عن بقية العالم بسبب شخص واحد عنيد يعتقد أنه كُتِب له أن يحكم هذا البلد إلى الأبد".

ولم يُشاهد منانجاجوا في العلن، فيما يُعتقد أنه عاد إلى زيمبابوي.

وعلى مدى أسابيع، لم يتوانَ موجابي وزوجته جريس في تشويه سُمعة "التمساح"، ما دفعه لإعداد استراتيجية للإطاحة بموجابي. وفي غضون أيام من إقالته، وضع مؤيّدوه في الجيش موجابي وزوجته قيد الإقامة الجبرية، وفق الأسوشيتد برس.

وحينما رفض موجابي الاستقالة، همّ الآلاف إلى شوارع العاصمة، هراري، في تظاهرة ضخمة يوم السبت. ولم تكن انتفاضة عفوية، بحسب الوكالة، في الوقت الذي طُبِعت خلاله مُلصقات مُنتجة بحِرفيّة، تُشيد بمنانجانجوا وجيش زيمبابوي في وقت مُبكر. يقول بيجو إنها "لم تكن عملية اللحظة الأخيرة، لكنها نُظِمت جيدًا".

وفي الوقت نفسه، حشد حلفاء منانجانجوا في حزب "زانو بي إف" الحاكم، جهودهم من أجل الإطاحة بموجابي من زعامة الحزب. وفى اجتماع للجنة المركزية، الأحد، صوّتوا لصالح منانجانجوا زعيمًا جديدًا للحزب الذى قاده موجابى منذ عام 1977.

وفي مقابلة مع "الأسوشيتد برس" قبل عدة سنوات، بدا منانجانجوا موجزًا وحادًا، ما يدعم سُمعته بأنه قليل الكلام، ولكنه حاسم. ويصفه مُطلعون من داخل الحزب بأنه ساحر ولديه أصدقاء من كافة الأطياف.

وشارك منانجانجوا في الحرب ضد حكم الأقلية البيضاء فيما كان يُعرف آنذاك بروديسيا، بينما كان لا يزال في سن المراهقة في عام 1960. وفي عام 1963، تلقى تدريبات عسكرية في مصر والصين.

وباعتباره واحدًا من أقدم مقاتلي حرب العصابات ضد نظام إيان سميث الروديسي، أُلقي القبض عليه وتعرّض للتعذيب واتُهِم بتفجير قاطرة في عام 1965. وحُكِم عليه بالإعدام شنقًا، لكن نظرًا لأنه كان دون الـ21 من العُمر، خُفّفت عقوبته إلى السجن 10 أعوام، وزُجِ به إلى السجن مع قوميين بارزين، بينهم موجابي.

بعد إطلاق سراحه في عام 1975، ذهب منانجانجوا إلى زامبيا، حيث درس القانون. وسرعان ما ذهب إلى الدولة الماركسية المستقلة حديثًا، موزمبيق، حيث أصبح مساعد موجابي وحارسه الشخصي. وفي عام 1979، رافق موجابي في محادثات في قصر لانكستر هاوس في لندن، قادت إلى نهاية روديسيا وولادة زيمبابوي.

وفي الأعوام الأخيرة، عزّز منانجانجوا نفسه كزعيم ذي خبرة، قادر على تحقيق الاستقرار في زيمبابوي. بيد أن وعوده بإعادة الديمقراطية والازدهار في البلاد ما تزال تُرى بعين الشك والريبة من قبل مُراقبين عِدة.

وانقضت ظهر اليوم، الاثنين، مُهلة الـ24 ساعة التي منحها الحزب الحاكم في زيمبابوي لموجابي للاستقالة أو مواجهة إجراءات لعزله، بعد أن أقاله من رئاسته أمس الأحد، دون حديث عن مصير الرئيس البالغ من العمر 93 عامًا، ما قد يُمهّد لنهاية مخزيه لحكمه للبلاد المستمر منذ 37 عامًا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل