"من يهن يسهل الهوان عليه"... قطر تضع نفسها رهن سخرية نظام إيران

"مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ .. ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ".. هكذا وصف الشاعر العربي أبي الطيب المتنبي قبل قرون عديدة حالة الخانعون، ومدى هوانهم حتي على أنفسهم، واليوم وضعت قطر نفسها رهن إشارة وسخرية النظام الإيراني، على إثر تعنتها الصارخ تجاه مطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، والرامية إلى تغيير نهج سياستها الداعم للتنظيمات الإرهابية بالمنطقة.

طهران تتعامل مع أزمة قطر من منطلق الاستغلال طمعًا لنيل أكبر حصة ممكنة من أموال الدوحة المنهمرة بسخاء، وفي الوقت ذاته تعتبر أن حاجة الإمارة الخليجية الملحة للدعم الإيراني من الحاصلات الزراعية وغيرها، لا يتطلب عناء الاهتمام الكافي والفحص اللازم لتغرق أسواقها بالبضائع الفاسدة، معتبرة إياها بمثابة محافظة إيرانية، تتحكم بها كيفما تشاء.

بداية هوان قطر في أعين مسؤولي إيران، كان في منتصف يوليو الماضي، بعد حديث مسؤول إيراني إن محافظة واحدة من محافظات بلاده قادرة بمفردها على تلبية احتياجات الدوحة، مؤكدًا أن الصادرات الإيرانية إلى قطر ارتفعت "بشكل ملحوظ".

وبحسب وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية، صرح رئيس منظمة التنمية التجارية الإيرانية، مجتبي خسروتاج، أن واحدة من المحافظات الإيرانية يمكنها سد احتياجات قطر، مضيفًا أن قطر وإيران "يتواصلان مع بعضهما إلى حد يمكن القول معه أن الحظر المفروض سابقًا لم يؤثر على العلاقات بينهما" مضيفًا: "يمكن ملاحظة ارتفاع نسبة الصادرات الإيرانية إلى الدوحة خلال الأشهر الماضية".

وأضاف: "أغلب الواردات القطرية سلع غذائية، وإيران تصدر اليوم هذه المحاصيل بشكل منتظم إلى قطر.. لا مشكلة فعلية في الصادرات إلى قطر، وهذا البلد الّذي يقطنه 2.4 مواطن يمكن لإحدى محافظاتنا أن تسد حاجاته".

ويبدو أن وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قد استلهم الاستهزاء بمكانة بلاده من خلال الواقع الذي تكشّف للنظام القطري، على خلفية تصريحاته بكون الدوحة "ساندويتش" بين السعودية وإيران، ذلك الواقع الذي شعر فيه تنظيم الحمدين بضعف حيلته، وتقلّص خياراته وخسارته، لكل الاستراتيجيات التي راهن عليها، والذي ينبع في الأساس من نظرة حلفاء "تنظيم الحمدين" الإيرانيين للدوحة.

وأفادت تقارير عدة، خلال الشهر الجاري، أن التجار الإيرانيين ينظرون إلى قطر بأنها مجرد مكبّ للأغذية الفاسدة والتي تزيد عن حاجة السوق في بلادهم، حيث نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن رضا بديعي فرد، مدير مطار شيراز، توقف التصدير جزئيا إلى قطر بسبب احتواء المواد الغذائية الإيرانية المصدرة لها على بقايا الوحل.

وهو الأمر الذي أكد عليه الباحث في الشأن الإيراني، أحمد فاروق في تصريحات خاصة مع "دوت خليج"، أن "الشعور بأن قطر سترحب بأي بضائع تدخل أراضيها بسبب الحاجة إليها، وهو ما أدى إلى الإهمال في التغليف وزيادة الصادرات الفاسدة من جانب إيران"، مشيرًا إلى أن تصريحات المسؤول الإيراني، رضا بديعي فرد تؤكد على هذا الصدد.

السخرية الإيرانية من حالة قطر، كشفتها تصريحات خبير في الشأن الإيراني حول التواجد القوي لعناصر من قوات الحرس الثوري الإيراني داخل المؤسسات القطرية، على الرغم من عدم وجود قواعد عسكرية لطهران في الدوحة، مشيرًا إلى أن النظام الإيراني يسعي للتنافس عسكريًا مع تركيا وأمريكا في ظل استمرار أزمة قطر مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب.

وقال أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس، الدكتور أحمد لاشين في تصريحاته لـ "دوت خليج"، إن "وجود الحرس الثوري حاليًا بشكل دائم داخل المؤسسات القطرية"، لافتًا إلي عدم استبعاده وجود قاعدة عسكرية إيرانية بالفعل داخل الإمارة، رغم عدم إعلان ذلك رسميًا حتي الآن، على حد تعبيره.

"الحرب فوبيا" و"الدجاجة المذبوحة".. إيران تختطف قطر بصناعة الفتن

"تنظيم الحمدين" يضع قطر بين "ساندويتش" إيران و"شاورمة" تركيا

خليجيون يدشنون حملة سخرية من وزير خارجية قطر.. بهاشتاج "#قطر_ساندويتش"