المحتوى الرئيسى

صحف مصر «القومية».. تأييد كامل للزيارة وإشادة بخطاب «السادات» فى البرلمان

11/19 11:08

حالة من التأييد الكامل أظهرتها الصحف المصرية لزيارة الرئيس السادات للقدس، والتى أعلن عنها فى يوم التاسع من نوفمبر لعام 1977 خلال افتتاح الدورة البرلمانية لمجلس الشعب المصرى، فى ظل غياب الصحف المعارضة، والتى لم تكن مصر قد عرفتها فى ذلك العام، فنشرت «الأهرام» على سبيل المثال فى اليوم التالى لخطاب السادات فى «مجلس الشعب» فى صفحتها الأولى عنواناً ضخماً جاء فيه: «مستعدون للذهاب إلى جينيف دون اعتبار لمشاكل الإجراءات»، ثم «السادات يتحدى: مستعد للذهاب إلى آخر الدنيا حتى لا يُقتل أو يُجرح أحد من أولادى الضباط والجنود ومن مركز القوة أستطيع الذهاب حتى إلى الكنيست لأواجه إسرائيل بتحرير الأرض وحقوق الفلسطينيين».

حالة من الهدوء عاشتها جريدة «الأهرام»، عقب خطاب السادات فى مجلس الشعب لعدة أيام، قبل أن تكسر هدوءها بمانشيت رئيسى فى عدد الأربعاء 16 نوفمبر، جاء فيه: «الرئيس يؤكد اعتزامه التوجه إلى إسرائيل فى أقرب وقت»، تلاه عنوان آخر: «توقعات إسرائيلية بأن تتم الزيارة خلال الأسبوع المقبل أو فى نهاية نوفمبر»، وجاء فى متن الخبر أن «السادات» أعلن فى التليفزيون الأمريكى أن هدفه من مواجهة الكنيست أن يعرف العالم أجمع أن مصر تريد السلام لأن البديل الوحيد شىء رهيب سوف تدفع الإنسانية كلها ثمنه، فيما أعلن «بيجين» فى ذات البرنامج أنه مستعد لتأجيل زيارته لبريطانيا لاستقبال الرئيس السادات يوم الاثنين التالى، وفى جزء خاص برأى جريدة «الأهرام» داخل صفحاتها عقبت داخله على تصريحات «السادات» بالذهاب للقدس، قائلة: «نحن لا نخاف هذه المواجهة ولا نخشى عواقبها، لا نخاف من مواجهة بيجين فى عقر داره ولا نخشى عواقب السلام إذا تحقق السلام، ولكنها مبادرة سوف تثبت للعالم أجمع أن مصر ذهبت إلى آخر الشوط، وبذلت المستحيل -بمعنى كلمة المستحيل- لكى تحصل على سلام عادل، ويبقى على إسرائيل أن تتحمل عواقب ذلك كله أمام شعبها وأمام العالم وأمام التاريخ».

«الجمهورية» تؤكد تأييد مجلس الشعب لمبادرة السادات للسلام: «ملايين المصريين خرجت لاستقباله».. ورئيس تحريرها: أجرأ قرار اتخذه السادات.. وضرب مثلاً رائعاً فى الشجاعة والاستعداد لتحمل المخاطر

عدد 20 نوفمبر الذى كان فى مقدمته «السادات فى إسرائيل من أجل سلام دائم»، وفى نفس العدد حمل رأى «الأهرام» اليومى عنوان «تحملنا أهوال الحرب فلنتحمل مخاطر السلام»، قالت الجريدة فيه: «يذهب الرئيس السادات إلى القدس فى رحلته التاريخية من أجل السلام، يحمل فى قلبه وعقله هموم مصر والأمة العربية كلها طوال ثلاثين عاماً من مشكلة الصراع العربى الإسرائيلى، كما يحمل آمالها وأحلامها فى سلام دائم وعادل»، مؤكدة أنها «خطوة جريئة فى مرحلة دقيقة لا يقدم عليها إلا زعيم سياسى وُهِب بُعد النظر وشجاعة القرار، ويمضى فيها مسلحاً بتأييد شعبه، مزوداً بطاقة من الإيمان واليقين بعدالة قضيته»، واختتمت الجريدة مساندتها للرئيس قائلة: «فلتمضِ يا سادات إلى غايتك.. نحن وراءك فى السلم كما كنا فى الحرب، وكما سنكون دائماً».

«السادات: السلام رهن بالانسحاب والقدس العربية والدولة الفلسطينية» كان ذلك هو المانشيت الرئيس الذى حملته جريدة «الأهرام» فى عدد 21 نوفمبر، أعقبه باقى خطاب السادات فى الكنيست ومنه: «جئت بقدمين ثابتتين وإرادة واعية أبلغكم رسالة السلام»، و«اللهم فاشهد أنى قد بلغت»، وكان ختامها فى يوم الثلاثاء 22 نوفمبر بـ«مصر تستقبل السادات فى أروع مظاهرة تأييداً لرسالة السلام».

وبدأت جريدة «الجمهورية» التى كان يرأس مجلسى إدارتها وتحريرها الكاتب الصحفى محسن محمد، فى متابعة زيارة السادات للقدس منذ يوم الجمعة 11 نوفمبر بمانشيت «بعد خطاب الرئيس.. إسرائيل فى ورطة»، مؤكدة أن إعلان الرئيس أنور السادات عن استعداده للذهاب إلى الإسرائيليين فى بيتهم وإلى الكنيست ذاته لتحقيق الانسحاب والوطن الفلسطينى، تسبب فى ردود فعل عنيفة فى الحكومة الإسرائيلية.

وفى يوم الأربعاء الموافق 16 نوفمبر، كان مانشيت الجريدة: «سأذهب إلى الكنيست فى أسرع وقت»، وكتب «محسن محمد» رأيه بالجريدة على مساحة نصف صفحة تقريباً بعنوان «العبور إلى القدس»، قائلاً: «تصريح واحد فى جلسة واحدة فى مجلس الشعب المصرى قلب كل الخطط وغيّر كل الموازين وجعل التفاؤل يحل محل التشاؤم بإمكانية تحقيق السلام فى الشرق الأوسط»، مؤكداً أن أنور السادات قال فى افتتاح مجلس الشعب المصرى «سأذهب إلى الكنيست» ووقف العالم كله مذهولاً، مضيفاً أنه يذهب للقدس محارباً فى سبيل الله بسلاح السلام، يصلى فى المسجد الأقصى ويلتقى بعرب فلسطين وعرب الأرض المحتلة ويقول لإسرائيل نداء السلام، وأوضح «رئيس تحرير الجريدة» أن السادات فى هذا جرىء غاية الجرأة، بل هو أجرأ قرار اتخذه، وهو فى هذا يضرب مثلاً رائعاً فى الشجاعة والاستعداد لتحمل المخاطر.

«الأهرام» تصف الزيارة بـ«التاريخية» وتكتب فى رأيها «فلتمضِ يا سادات إلى غايتك.. نحن وراءك فى السلم كما كنا فى الحرب وكما سنكون دائماً»

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل