المحتوى الرئيسى

مانشيتات إسرائيل باللغة العربية احتفالاً بـ«السادات».. وجيش من الصحفيين نقل الحدث للعالم

11/19 11:08

«مرحباً بالسادات».. عبارة كانت غريبة سواء بمعناها أو بشكل حروفها العربية عندما ظهرت كـ«مانشيت» لإحدى أكبر الصحف الإسرائيلية المكتوبة باللغة العبرية، وهى صحيفة «معاريف»، التى قدمت تغطية «خاصة جداً» لزيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلى إسرائيل، تحت مانشيت كُتب باللغتين «العبرية ومن تحت العربية» قبل 4 عقود من الآن.

واستحوذت زيارة الرئيس المصرى على الصفحة الأولى من الصحيفة، التى صدرت فى اليوم التالى للزيارة، حيث جاء فيها أن هناك 10 آلاف رجل أمن إسرائيلى يقومون بتأمين الزيارة الغريبة من نوعها، كما نشرت بداخل العدد تقريراً بعنوان «أعضاء الكنيست الإسرائيلى يقفون على أرجلهم لدى دخول السادات. وفى نهاية كلمته يصفقون له»، مشيرة إلى أن الكنيست غيّر عاداته بمناسبة الحدث التاريخى وأن ذلك على النقيض تماماً من الممارسات المقبولة من قبل الكنيست. وتحت عنوان «أعضاء الكنيست يريدون العودة» قالت الصحيفة إن أعضاء الكنيست خارج إسرائيل يبذلون مجهوداً من أجل العودة إلى إسرائيل فى الموعد المناسب، وتحت عنوان جانبى «ألف صحفى» وصفت الصحيفة الصحفيين والمراسلين بـ«الفوضى الكبيرة»، لافتة إلى أنه أعلن نحو 1000 صحفى ومراسل من جميع أنحاء العالم عن نيتهم التوجه إلى إسرائيل، من أجل تغطية الزيارة لقنوات تليفزيونية ومحطات راديو، حيث كانت الأزمة «كيف نوفر مكاناً لهذا الجيش من الصحفيين؟»، وطرحت حلاً للأزمة أن يبث التليفزيون الإسرائيلى الجلسة وكل الشبكات التليفزيونية فى العالم تنقل البث عنه.

تغطية الصحف الإسرائيلية للزيارة: أعضاء الكنيست يقفون احتراماً للرئيس المصرى ويصفقون له بعد الخطاب.. و«بيجن» تمنى دعوته فى القاهرة وإلقاء خطاب بالبرلمان المصرى

وفى عددها الصادر فى 18 نوفمبر 1977، نقلت «معاريف» تحت عنوان «سنقبل طوعاً عرضاً من السادات حول رؤيته للسلام» تصريحات لرئيس الوزراء مناحم بيجن بأنه «منذ إعلان الرئيس أنور السادات عن زيارته لإسرائيل، وكأن هناك نية للوقيعة بين الدول العربية، فنحن دولة صغيرة، تطلب السلام مع كل الجبهات»، وتابع حول زيارة الرئيس الراحل: «سيأتى إلى القدس عاصمة إسرائيل، وسيتوجه إلى الشعب بخطاب فى الكنيست وهذه حالة نادرة، فأنا آمل أن الرئيس السادات يدعونى لزيارة القاهرة وأذهب هناك وأتحدث فى البرلمان المصرى، ونستمر فى محادثاتنا، فهذه محادثات مهمة، ولكن فى البداية علينا أن نسمع الضيف، وبعد ذلك نرد، وأنا آمل أن ذلك يكون بداية لمفاوضات جادة لجيران السلام فى الشرق الأوسط». وتابع للصحفيين رداً على سؤال بشأن استقالة وزير الخارجية المصرى، إسماعيل فهمى، إنه يفترض أن «فهمى» استقال لأنه لم يؤيد قرار الرئيس السادات بزيارة إسرائيل.

وتحت عنوان «عمال يهود وعرب يرفعون علم إسرائيل ومصر فى شوارع العاصمة»، قالت «معاريف» إن البلدية اهتمت بشكل رئيسى بتجهيزات زيارة السادات للقدس وسيتم رفع أعلام مصر وإسرائيل على طول الشوارع، فضلاً عن تنظيف هذه الشوارع بعناية، وقد وُضع مئات من العمال على أهبة الاستعداد لتنفيذ الأعمال التحضيرية فى فترة قصيرة جداً من الزمن، مشيرة إلى أنه من سيلوح بالأعلام العمال اليهود والعرب. فيما ذكرت صحيفة «دافار» أنه منذ زيارة الرئيس السادات ازداد عدد المتقدمين لتعلم اللغة العربية، كما نقل عن مديرة «أولبان» -وهو مكان مخصص لتعليم اللغة العبرية تابع لوزارة الاستيعاب والهجرة وتحت إشراف وزراة التعليم فى إسرائيل- أن عدد المتقدمين إليها لتعلم اللغة العبرية من متحدثى العربية نحو 400 شخص.

من جانبه علق الدكتور منصور عبدالوهاب، أستاذ اللغة العبرية بجامعة عين شمس، قائلاً: إن المجتمع الإسرائيلى وقت زيارة السادات كان يتخلله مزيج من الأحاسيس المختلفة، الإحساس الأول هو إحساس الصدمة تجاه الزعيم العربى الذى قرر بعد الانتصار فى حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 زيارة إسرائيل، أما عن الإحساس الثانى فهو إحساس الخوف تجاه أن يهبط من الطائرة مجموعة من الكوماندوز المصرى والذين سيقومون بدورهم باغتيال زعماء الكيان الصهيونى.

منصور عبدالوهاب: «الصدمة والخوف والسعادة» سيطرت على المجتمع الإسرائيلى.. والحديث كان حول اتفاق سلام «عربى- إسرائيلى» وليس مصرياً فقط

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل