المحتوى الرئيسى

ملاهى الملوك | المصري اليوم

11/18 23:01

«اختص كل ملك من ملوك الأرض القابضين على زمامها فى هذا العصر بلعبة يزيلون بها عن قلوبهم فى وقت الفراغ صدأ عناء الأعمال. فمن عادة الإمبراطور غليوم الثانى أن يقضى ذلك الوقت فى إطلاق الرصاص والرمى بالبنادق. ومن عادة ملك البلجيك أن يقطع أوقات الفراغ بالتحاور والتحادث مع رجل من الأقزام (أى قصار القامة) أصفر اللون، وربما فضل جلالته على فوزه فى البرلمان بمسألة من المسائل السياسية ما يدبره من الحيل بواسطة ذلك الرجل المتهكم على ندمائه وإخصائه.

أما الملك همبرت، ملك إيطاليا، فقد يدل شغفه باللعبة المسماة (الداما).. (لعبة تتقارب مع لعبة الشطرنج، غير أنها تختلف عن الشطرنج فى طريقة لعبها وقواعدها، وقد ظهرت فى عام 1100م فى جنوب فرنسا).

ما منحه للسنيور كرسبى، رئيس وزرائه سابقاً، من الأراضى الواسعة والبقاع الفسيحة، لأنه كان يتجاهل لعبها لكى يتمكن الملك من الفوز والغلبة عليه والإحسان إليه. وقد اشتهر جلالة إسكندر الثالث، قيصر الروسيا، بالإدمان على مطالعة الكتب الحربية والعسكرية والإكثار من تلاوة الجرائد السياسية، ومثله فى هذه الخطة الحميدة جلالة الإمبراطور فرانسوا جوزيف، ملك النمسا، فإنه لا يجيد تسلية له أحسن من تلاوة ما ينتخب له من جرائد جميع أقطار الأرض.

أما المسيو هريمن، رئيس جمهورية الولايات المتحدة، والميكادوا، إمبراطور اليابان، فلعبتهما الوحيدة وتسليتهما الفريدة هى رقعة الشطرنج، واللعبة التى تفضلها جلالة ملكة إنجلترا على غيرها من الألعاب هى (الدومينو)، وقد شغف ملوك الدنمارك منذ أجيال قضت وعصور كرَّت بسماع الأغانى الدينية فى الكنائس أثناء الصلاة.

أما ملك إسبانيا القاصر فإنه ينتهى فى الساعة الثامنة مساء من لعبة (الأوز)، وهى من ألعاب قدماء اليونان، ومن عادته أن يسخر بمؤدبه المكلف برعايته، وهو شيخ هرم كان من أكابر رجال الدولة، ويدعو أخواته ليكن شاهدات على هذا الشيخ، حتى إذا بدت منه حركة أو حانت التفاتة للتوقى من ضرر ربما يلحقه إذا استمر حافظاً لوضعه الأول غضب وصاح عليه بالعودة إلى مكانه الأول، وبالجملة فإنه يستمر على إساءة ذلك المسكين إلى أن تأتى والدته الملكة فتخلصه من بين يديه. ويميل البرنس فرديناند، أمير البلغار، إلى اقتناء الصور والرسومات البديعة المتقنة».

المقال أعلاه صدر فى العدد الأول من مجلة «الهلال»، بتاريخ أول سبتمبر من عام 1892 م، الموافق 10 صفر سنة 1310هـ، وكما جاء فى مقدمة الأستاذ مصطفى نبيل، رئيس دار الهلال الأسبق:

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل