المحتوى الرئيسى

الجمعة «مُجدد دينى» وباقى الأسبوع «طالع عينى»

11/18 21:27

المتحدث باسم الوزارة: «نلزمهم بخطبة الجمعة فقط ولسنا مسؤولين عن الباقى»

الأوقاف تهتم بتجديد فرش المساجد وتتغافل عن زيادة مرتبات محاربى التطرف

رجال المنابر يعانون الظروف المعيشية الصعبة.. ووعود الأوقاف حبر على ورق

في الوقت الذى يشدد فيه وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، على ضرورة مواجهة الإرهاب وضبط الخطاب الدعوى، وعدم الإفساح فى الوظائف خلال الفترة المقبلة لغير المتميزين، يعانى قطاع كبير من الخطباء من عدة أزمات، على رأسها المرتبات الضئيلة، التى دفعت «خطباء المكافأة» للعمل بمهن أخرى، بحثًا عن لقمة العيش.

ضبط الخطاب الدعوى، الذى تنادى به وزارة الأوقاف، ونغمة محاربة الإرهاب والتشدد والتطرف التى لا تنفك عن حديث الوزير، يتطلب أئمة متفرغين للدراسة والبحث والاطلاع، ليتمكنوا من تقديم الدين للناس بصورة سهلة وبسيطة، وهذا لا يتسنى لهم فى ظل مرتبات لا تكفى للعيش، دفعت الكثير منهم إلى العمل فى مهن أخرى، لذا فإن التميز الذى تطمح إليه الوزارة، لا يمكن أن يتحقق فى ظل تلك الأوضاع.

وحسب الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى والمتحدث باسم الوزارة، فى تصريحات سابقة، فإن عدد المساجد فى مصر يقارب الـ110 ألف مسجد، بالإضافة لأكثر من 10 آلاف زاوية، واضطرت الوزارة إلى الاستعانة بخطباء المكافأة، لسد العجز فى أعداد أئمة المساجد، والذى يصل بحسب «طايع» أيضًا، إلى أكثر من 60 % فى الأئمة، ويعملون ضمن منظومة الوزارة الدعوية، ويسيرون وفق خطتها، ولا يتم تعيينهم فى الوقت الحالى إلا عن طريق إجراء المسابقات، التى تعلنها الوزارة لخريجى جامعة الأزهر الشريف، من الكليات الشرعية والعربية، على أن يتقدم للاختبار ويجتازه، ثم يدرج اسمه فى خطباء المكافأة، ومن يثبت تميزه، يدرج فى قائمة الخطباء المتميزين.

كما أنه يتم ضم خريجى جامعة الأزهر الشريف «الأساتذة، وأعضاء اللجان العلمية، وعمداء الكليات الحاليون والسابقون، ومن هم على درجة الأستاذية، ودرجة الأستاذ المساعد، والحاصلين على درجة الدكتوراه من الجامعة، والماجستير أيضًا، والحاصلين على مؤهل عال أزهرى».

فى أواخر العام الماضى، نظم عدد من خطباء المكافأة عدة وقفات أمام مجلس الوزراء ونقابة الصحفيين، للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية، غير أن هذا لم يجدى بنفع، واكتفت الوزارة بالإعلان من وقتها إلى الآن عن مسابقات جديدة لهم، لمتقدمين جدد، أو تحسين مستوى مالى للقدامى، وأكدت أنها لن تعينهم إلا عن طريق المسابقات فقط، وقرر الوزير فى منتصف أغسطس الماضى، رفع بدل الخطبة الواحدة لكل من نجح أو ينجح فى اختبارات المتميزين إلى 100 جنيه، على أن يطبق ذلك من مكافأة أكتوبر الجارى، و250 جنيهًا لأساتذة الجامعة.

وبجانب ذلك، فتحت الوزارة الباب أمام الناجحين منهم فى اختبارات خطباء المكافأة المتميزين، للعمل كمقيمين للشعائر، بجانب عملهم الأصلى، مقابل مكافأة شهرية 400 جنيه إن كان يعمل داخل محافظته، أو800 جنيه إن كان يعمل خارجها، بشرط ألا يزيد سن المتقدم عن 45 عامًا، وألا يكون قد سبق وقفه عن الخطابة، أو إلغاء تصريحه بمعرفة المديرية أو الوزارة.

«اليوم الجديد» التقت بعض خطباء المكافأة فى عدد من محافظات الجمهورية، وتبين أن الغالبية العظمى، يحصلون على 40 جنيهًا مقابل الخطبة الواحدة، بواقع 160 جنيهًا فى الشهر الواحد فقط لـ4 خطب، ويصل بالنسبة لأساتذة الجامعة إلى 200 جنيه للخطبة الواحدة، وبحسبهم، فإن بعض المساجد الذى يذهبون للخطبة فيها، تكون بعيدة عن محل الإقامة، مما يكلفهم «مصاريف موصلات» كثيرة، بجانب ما يدفعونه فى رحلتهم للحصول على المرتب الهزيل، وعلى الرغم من ذلك أكد بعض خطباء محافظة أسيوط أنهم لم يحصلوا على مرتباتهم منذ 5 أشهر.

كما أن بعض الخطباء يشتكون من إعطاء وزارة الأوقاف، الأولوية لأساتذة الجامعات فى الخطابة، على الرغم أن لهم وظيفة ثابتة يحصلون منها على مرتب كبير يمكنهم من العيش، فى ظل وجود خريجين جدد يطالبون بالعمل، ويأخون مرتبات أقل، بالإضافة إلى عدم اهتمام الوزارة بهم، من ناحية إخضاعهم لدورات تدريلية وتثقيفية وتكنولوجية لمواكبة العصر، كما تفعل «الأوقاف» مع الأئمة المعينين فى المعسكرات، خلال الفترة الحالية، غير أن الوزارة أعلنت الإثنين الماضى، إنها ستعقد امتحان تحديد مستوى لـ«خطباء المكافأة»، بهدف تحديد البرامج التدريبية اللازمة لهم، موضحة أن البداية ستكون بمحافظات: القاهرة، وجنوب سيناء، والبحر الأحمر، فى النصف الثانى من شهر نوفمبر، ويتم إجرائها تباعًا على مستوى الجمهورية.

المرتبات الهزيلة والبحث عن لقمة العيش، دفعت الكثير منهم إلى العمل فى مهن أخرى، تمكنه من الحصول على متطلبات الحياة، منها «سائق توكتوك، وصنايعى فخار، بائعون فى محلات للبقالة والتسالى والسجاد»، وعبر الجميع عن غضبه من الإهمال الواقع عليهم، معتبرين أن ما يحدث إهانة كبيرة لهم، وللعلم الذى ضيعوا سنوات من عمرهم، فى سبيل تحصيله.

الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، والمتحدث الرسمى باسمها، قال إنهم اتخذوا عدة خطوات و إجراءات لرفع القيمة المادية لخطباء المكافأة، برفع قيمة ما يتقاضوه من 190 جنيه إلى 300 جنيه فى الشهر الواحد، مضيفًا فى تصريحات خاصة لـ«اليوم الجديد» أن الخطيب إذا أمّ الناس يأخذ 400 أخرى، وفى حالة قبوله الذهاب إلى مكان نأئى يحصل على 900 جنيه، ليصبح الإجمالى 1200 جنيهًا.

طايع أكد لـ«اليوم الجديد» أنه تم تعيين 86 خطيبًا بالمكافأة خلال الفترة الحالية، موضحًا أن المرتب الضئيل الذى يحصل عليه الخطباء المذكورين، نظرًا لأن الوزارة لا تلزمهم إلا بخطبة الجمعة، كما أن بعضهم يعمل فى الأساس مدرسًا بالمعاهد الأزهرية، وأساتذة فى الجامعات.

وبسؤالهعن عن تفرغ البعض للخطابة أو العمل فى مهن أخرى، قال طايع «نحن لا نلزمهم إلا بخطبة الجمعة، وغير مسئولين عن الباقى، والطبيعى أن يعملوا فى مهن أخرى»، مؤكدًا أن أساتذة الجامعات يحصلون على مكافأت للخطابة أعلى من غيرهم، متابعًا: «هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون».

وبمواجهته بالمكافأت المتأخرة منذ 5 أشهر، قال المتحدث الرسمى للوزارة: «أخدت تمام من جميع المديريات إن الكل تسلم مكافأته، ومن لديه أدلة على غير ذلك فليأتنى بها».

مصدر بوزارة الأوقاف، أكد أنه لم يكن هناك سابقًا أى نوع من التدريبات لخطباء المكافأة، مشيرًا فى تصريحات خاصة لـ«اليوم الجديد» أن الوزارة ستبدأ خلال الفترة المقبلة بعقد دورات تدريبية لهم، من خلال اختبارهم وتحديد مستواهم.

ويوضح المصدر لـ«اليوم الجديد» أن قيمة الـ40 جنيها، التى يتقاضاها «خطيب المكافأة» مقابل خطبة الجمعة، قبل أن يقرر وزير الأوقاف فى مؤتمر صحفى، 26 أكتوبر الماضى، زيادة مكافأة الخطبة الواحدة إلى 75 جنيهًا، بواقع 300 جنيه فى الشهر، نظرًا لأنه لا يقوم بغيرها «ليس ملتزمًا بقوافل دعوية، أو الحضور لإمامة الناس فى جميع الصلوات بالمسجد، وغيرها من مسؤليات الإمام أو الخطيب العادى»، مشيرًا إلى أن بعضهم لديه وظائف أخرى، كمدرس فى المعاهد الأزهرية.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل