المحتوى الرئيسى

رئيس قبرص: مصر في طليعة الدول المكافحة للإرهاب

11/18 13:05

أكد الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس، أن مصر هي حصن الاستقرار في منطقة شديدة الاضطراب، مشددًا علي أنها تقف في طليعة الدول التي تكافح الإرهاب وترعى جهود السلام.

وشدد الرئيس القبرصي - في حوار أجراه معه رئيس تحرير صحيفة (أخبار اليوم) عمرو الخياط ونشر اليوم السبت- على أن مصر كانت ومازالت داعمًا قويًا لجهود التوصل لتسوية شاملة للقضية القبرصية، وكشف عن دور قبرص المحوري في تحقيق التقارب بين القاهرة والاتحاد الأوروبي في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013، وكذلك المكاسب التي تحققت من تطبيق اتفاقية ترسيم الحدود في مجالي الطاقة والغاز.

ونوه نيكوس، بأن وجود قناة السويس يسمح بتطوير عملية تصدير السلع الأوروبية إلى أفريقيا، مشيرًا إلى أن لدى حكومة قبرص إيمان قوي بالفرص الممتازة القائمة لتعزيز التعاون مع مصر في قطاع السياحة.

وفيما يلي نص الحوار مع الرئيس القبرصي:-

- كانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال قبرص عام 1960.. فهل تري سيادتكم أن مستوي العلاقات الحالي يعكس هذا العمق التاريخي للعلاقات بين البلدين؟

- "إن العلاقات بين بلدينا وشعبينا تقوم علي علاقات تاريخية وسياسية حقيقية وراسخة الجذور.. هذه الأسس الصلبة لعلاقاتنا تسمح لها بأن تنمو وتصبح أقوي كل عام.. ويسرني حقا أن أرحب بالرئيس السيسي في زيارته الرسمية لقبرص في 20 نوفمبر وبالاشتراك مع رئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس لحضور القمة الثلاثية بين قبرص واليونان ومصر في اليوم التالي".

"ولقد أقر بلدانا بأن لديهما مصالح مشتركة ويواجهان تحديات مشتركة.. وقد سمح لنا هذا الاعتراف بالتعاون في العديد من المجالات بما في ذلك الطاقة والدفاع والصحة والتعليم.. وفي السنوات القليلة الماضية تزايد عدد الزيارات والاجتماعات علي جميع المستويات الممكنة.. وفي الوقت نفسه كنا ناجحين جدا في زيادة التواصل علي مستوي الشعبين، وكان هذا عاملا أساسيا في نجاح تعاوننا".

- كيف تري تطور العلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة والتي شهدت 4 لقاءات علي مستوي القمة خلال 3 سنوات فقط؟

- "تتجلي الرغبة المشتركة لقبرص ومصر في تعزيز العلاقات ودعم الاستقرار في شرق المتوسط من خلال جملة أمور، منها التعاون الإقليمي، والآلية الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان مع انعقاد القمة الخامسة في قبرص في 21 نوفمبر الجاري.. وقد أثبتت آلية التعاون هذه نجاحا كبيرا في تعميق العلاقة بين البلدان الثلاثة في مجموعة واسعة من القطاعات، وأيضا في إرساء أسس التعاون الإقليمي الأوسع نطاقا.. وستتيح القمة الثلاثية فرصة ممتازة لتقييم التقدم الذي تحقق في المبادرات المتخذة في العديد من القطاعات مثل الطاقة والزراعة والبيئة والسياحة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والهجرة واستكشاف مجالات إضافية متبادلة الفائدة، كما سيتيح لنا اللقاء أيضا تبادل الآراء بشأن التطورات المباشرة والأوسع نطاقا في منطقتنا".

- كيف خدمت اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر وقبرص العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة في مجالي الطاقة والغاز؟

- "أدى اتفاق ترسيم الحدود الاقتصادية الموقع بين قبرص ومصر في عام 2004 إلى الوصول إلى مرحلة اليقين القانوني فيما يتعلق بترسيم المناطق الاقتصادية الخالصة لكلا البلدين.. وساهم هذا اليقين في تجنب الاحتكاكات والمطالبات المضادة بين البلدين على المناطق البحرية وخلق البيئة المستقرة قانونيا واللازمة لجذب شركات النفط والغاز الدولية المهتمة بمزاولة الأعمال التجارية في مناطقنا الاقتصادية.. وأعتقد أن اتفاق ترسيم الحدود مثال إضافي ودليل آخر على علاقاتنا الثنائية الممتازة تقليديا".

- ما هي السبل التي من الممكن أن تساعد بها قبرص بصفتها عضوا في الاتحاد الأوروبي، مصر في كسب الدعم الأوروبي لحربها ضد الإرهاب؟

- "لعبت قبرص دورا أساسيا في استعادة الحوار السياسى بين مصر والاتحاد الأوروبى فى إطار اتفاق الشراكة بعد تجميد دام قرابة 7 سنوات.. ويمثل هذا الحوار المستأنف خطوة مهمة إلى الأمام لأنه يتيح زيادة التعاون فى مجالات حيوية عديدة، بما فى ذلك مكافحة الإرهاب.. وستواصل قبرص دعمها لمصر في جميع مجالات التعاون مع الاتحاد الأوروبى، كما ستواصل نقل مخاوف مصر لشركائها فى الاتحاد الأوروبي بشأن تهديد الإرهاب".

- تتمتع قبرص بموقع خلاب جعلها قبلة للسائحين، حتى بات يطلق عليها "جوهرة البحر الأبيض المتوسط".. هل يمكن تحويل ذلك إلى مجال للتعاون والشراكة بين الدولتين من خلال عمل برامج سياحية مشتركة تجمع بين الدولتين في عروض مغرية، خاصة وأن المسافة بينهما قصيرة؟

- "لدى حكومة قبرص إيمان قوي بالفرص الممتازة القائمة لتعزيز تعاوننا مع مصر في قطاع السياحة.. وفى هذا الصدد، يمكننا أن نعمل معا في زيادة تعزيز إنشاء وتقديم برامج مشتركة من قبل شركات السفر القبرصية والمصرية، وخاصة للسياح الذين يزورون منطقتنا من وجهات بعيدة.. علاوة على ذلك، فإننا نتطلع الآن إلى زيادة وتيرة الرحلات بين قبرص والقاهرة أو مدن أخرى في مصر مثل الإسكندرية، وتشجيع التعاون في قطاع الرحلات البحرية".

- يدور حديث حول إنشاء خطين لنقل الغاز، الأول من حقل أفروديت بقبرص وحتى مدينة إدكو على البحر المتوسط، والخط الثانى قادم من شمال مصر من حقول الغاز المصرية ويمر بقبرص ومنها إلى كريت اليونانية ثم إلى اليونان وبعدها إلى إيطاليا ومنها إلى كل أوروبا.. إلى أين وصلت هذه المشروعات؟

- "نحن بصدد التفاوض بشأن اتفاق حكومي دولي حول خط أنابيب بحري ينقل الغاز الطبيعي من حقل أفروديت إلى مصر، وهذا جزء من الإطار المؤسسى الضرورى اللازم لجذب المستثمرين وتنظيم الصعوبات والمشاكل التي قد تنشأ عن بناء وتشغيل هذا الخط، كما سيسهل هذا الاتفاق المفاوضات التجارية الجارية لبيع وتصدير الغاز الطبيعي من حقل أفروديت إلى مصر".

- العمل على مد خطوط كهرباء بين إسرائيل وقبرص واليونان سيبدأ فى الربع الأول من 2018، وستتواصل الأعمال فيه حتى 2022.. هل العمل في هذا المشروع يتعارض أو يؤثر بأى شكل من الأشكال مع مشاريع خطوط الغاز المصرية المقترحة؟

- "أود أن أؤكد لكم أن مشروع الربط البينى الأوروبى - الآسيوي، وهو مشروع لنقل الكهرباء من إسرائيل إلى قبرص ومن قبرص إلى اليونان عبر جزيرة كريت، هو لا يتعارض بأى شكل من الأشكال مع خط أنابيب الغاز المقترح الذى أشرت إليه.. فهما مشروعان مختلفان حيث أن الأول هو حول كابل تحت الماء لنقل الكهرباء، والثانى هو حول خط أنابيب تحت الماء من شأنه نقل الغاز الطبيعي.. ببساطة ليس هناك أية صلة بين الاثنين".

- موقع قبرص الجغرافي يؤهلها لأن تكون جسرا للصادرات المصرية إلى أوروبا.. كيف يمكن دعم ذلك الدور وتعزيزه بشكل يخدم البلدين؟

- "الموقع الجيواستراتيجى القبرصي، وحقيقة أننا نتشارك فى الحدود البحرية مع مصر، بالإضافة إلى قدرة قبرص كدولة عضو فى الاتحاد الأوروبى.. كلها أمور تجعل قبرص في وضع مثالي لتكون بمثابة الجسر، بالمعنى العام للكلمة، بين مصر وأوروبا.. وتقف قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي على استعداد لمشاطرة مصر ما تملكه من معرفة حول سبل التعاون مع الاتحاد الأوروبي، بما فى ذلك القضايا التجارية ذات الصلة، والتى يمكن أن تيسر العلاقات التجارية بين البلدين، وكذلك بين مصر والاتحاد الأوروبى".

"وفى الوقت نفسه، وبناء على التواصل القبرصى المصري، وبالاستفادة من قناة السويس يمكننا العمل معا على تطوير عملية تصدير السلع الأوروبية إلى إفريقيا عبر مصر".

- كيف تنظر الحكومة القبرصية إلى تنامى ظاهرة الإرهاب العابر للحدود، وما تمثله من مخاطر على منطقة حوض البحر المتوسط؟

- "إن التحديات التي يشكلها الإرهاب العابر للحدود واضحة لنا جميعا، وتعمل قبرص عن كثب مع الشركاء في مجموعة متنوعة من المحافل، بدءا من الاتحاد الأوروبي والتحالف ضد تنظيم (داعش) الإرهابي، والأمم المتحدة لمعالجة هذا الخطر.. ولدينا أيضا علاقات ثنائية وثيقة مع البلدان المجاورة في محاولة للتصدي بفاعلية للإرهاب في شرق البحر الأبيض المتوسط".

"وعلى وجه الخصوص، نحن نشارك في الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة تمويل الإرهاب، كما أننا نشارك في جهود الاتحاد الأوروبي والجهود الإقليمية للتعامل مع المقاتلين الأجانب العائدين من الحرب فى سوريا.. نحن نعى أن تحرك مقاتلى (داعش) من سوريا إلى مناطق أخرى في المنطقة يثير القلق، ونحاول بالتعاون مع شركاء الاتحاد الأوروبي والأصدقاء والحلفاء الإقليميين، تقليصه".

- ما هي آفاق التعاون بين مصر وقبرص في مواجهة ظاهرة الإرهاب بشكل عام.. وهل يمكن أن يمثل الإرهاب الدولي تهديدا لحقول الغاز في البحر المتوسط، وما هي إمكانية التعاون بين مصر وقبرص لتأمين هذه الحقول؟

- "لقد تعاونت كل من قبرص ومصر تعاونا وثيقا في مجموعة من المجالات، ولعقود عديدة تعود إلى استقلال قبرص عام 1960.. ونحن نستكشف باستمرار سبل توسيع هذا التعاون، بما في ذلك في مجال مكافحة الإرهاب والأمن، حيث يقوم الخبراء المعنيون بمكافحة الإرهاب بالنظر باستمرار في أنواع التهديدات الجديدة وتقييمها.. وفي الوقت نفسه، فإن حماية الأصول الاقتصادية الوطنية والهياكل الأساسية الحيوية هي أولوية لكل جهاز أمن وطني في العالم كله، وليس في منطقتنا فحسب".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل