المحتوى الرئيسى

أحمد زكي.. خاف من الموت فجسده على الشاشة - E3lam.Org

11/18 12:25

شاركها Facebook Twitter Google +

من ضمن ما عرفناه عن أحمد زكي بعد وفاته، أن الفنان الكبير الراحل كان لديه هاجس من الموت يصل لدرجة الخوف المرضي، فيتشاءم حتى من مجرد ذكر سيرة الموت أمامه. وبعض المقربين منه أكدوا في أكثر من مناسبة أن هذا الهاجس لم يكن مرتبطًا بمرحلة عمرية متأخرة بل عُرف عنه ذلك حتى في فترة شبابه، وهو يخطو خطواته الأولى في عالم الفن. هذا الهاجس بالتأكيد هو الذى جعل أحمد زكي يبدو وكأنه مطاردًا من قوى خفية، أو في صراع مع الزمن، فرغم كل ما واجهه من حروب وصراعات وتعثر، كان همه الأوحد هو إنجاز أكبر قدر من مشروعه وحلمه الفني، قبل رحيله المبكر والذي كان مجرد فكرة تؤرقه فتحول لواقع مؤلم، عاشه النجم الكبير بمعاناته مع المرض في سنواته الأخيرة قبل أن نخسر موهبته العظيمة ووجوده الفني الطاغي برحيله عن عالمنا في مارس 2005.

هذه المعلومة تؤكدها واقعة حكاها بلال فضل في برنامجه “الموهوبون في الأرض” عندما ذهب أحمد زكي لحضور حفل زفاف رامي عادل إمام في منتصف التسعينات تقريبًا، ولأن الزعيم كان يعرف بحكم الزمالة القديمة حكاية خوف زكي من سيرة الموت فأراد أن يغلس عليه “بهزار تقيل” فأثناء تهنئة زكي للزعيم بادره الأخير قائلا “شفت يا أحمد خلاص هنموت.. كبرنا وبنجوز العيال.. شكلك هتموت قريب يا أحمد.. وأنا عجزت وهموت أنا كمان” ولم يكتفِ عادل إمام فظل طوال حفل الزفاف ولأكثر من مرة، يعيد نفس الكلام على مسامع أحمد زكى كلما رآه، ما جعل زكي ينفجر فيه قائلاً “كفاية بقى طلعت عينى بسيرة الموت” ليترك الفرح ويرحل غاضبًا.

المفارقة المدهشة أنك عندما تتأمل المسيرة السينمائية للنجمين الكبيرين من زاوية “الموت على الشاشة” ستجدها تقترب بدرجة كبيرة مما حدث لهما على أرض الواقع. بالتأكيد الأعمار بيد الله، ولكنها تبقى ملاحظة مثيرة للانتباه وتستحق التأمل. فعادل إمام أطال الله في عمره والذى ما زال يمتعنا بفنه، كان يبدو وكأنه يرفض تمامًا وعن قصد تقديم شخصية البطل الذي يموت في نهاية الفيلم، لا أتذكر أنني رأيت عادل إمام يموت في أحد أفلامه باستثناء فيلم ” الإرهابي ” ولا تسعفني ذاكرتى بفيلم آخر، اللهم إلا مشهد النهاية الشهير من مسلسل “أحلام الفتى الطائر”، بينما أحمد زكي والذي قدم عدد أفلام أقل بكثير مما قدمه عادل إمام، يبدو وكأنه قام بتكريس جزء كبير من مسيرته السينمائية لشخصية البطل الذي يموت في النهاية، لدرجة أن هناك 13 فيلما على الأقل تموت بداخلهم الشخصية التي يؤديها أحمد زكى.

والبداية كانت مع حرب أكتوبر، والنهاية كانت مع بطل حرب أكتوبر الرئيس أنور السادات. فأحمد زكي استشهد مرتين في حرب أكتوبر، الأولى “محمود” في فيلم “أبناء الصمت” والثانية “عبد العزيز ” في فيلم “العمر لحظة “. ومات أربع مرات أمام كاميرا المخرج الكبير الراحل محمد خان، أولهم “فارس ” الذي ظل يلاعب الموت وينتصر عليه ف “طائر على الطريق”، إلى أن خسر إحدى جولاته فكانت الأخيرة بالطبع. و “شكرى” الذى قُتل غدرًا على يد حسين فهمي في “موعد على العشاء” ثم الضابط المختل “هشام أبو الوفا” الذى قتل والد زوجته ثم انتحر في “زوجة رجل مهم” وأخيرًا مشهد اغتيال السادات في فيلم “أيام السادات”.

وهناك ميتتان شهيرتان مع الراحل مبكرًا أيضا، المخرج الكبير عاطف الطيب. الأولى تسببت في أزمة مع الرقابة وقتها وهي قتل المجند “أحمد سبع الليل” في مشهد النهاية لفيلم “البرىء” بعد أن فتح النار على زملائه فتمت تصفيته، استُبدل المشهد بآخر ولكنه يبقى في نسخة الفيلم الأصلية. أما الثانية ففي فيلم أحمد زكى الأشهر جماهيريًا وهو فيلم ” الهروب ” والنهاية المأساوية “لمنتصر” والتي نعرفها جميعًا. ومع علي بدرخان قتل المعلم “أحمد أبو كامل” في نهاية “شادر السمك” وتكرر الأمر مع “حسن” بطل فيلم “الراعي والنساء”، ولا ننسى “حسين” بطل فيلم “المخطوفة” للمخرج شريف يحيى. أما “زينهم” ملك الهيروين في الفيلم الرائع “الأمبراطور” لطارق العريان، فقتل على يد منافسيه في عالم تجارة المخدرات. لتستمر المفارقة حتى النهاية ويرحل أحمد زكي مبكرًا قبل انتهائه من تصوير فيلم “حليم” والذي جسد فيه شخصية العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ أحد أشهر مبدعينا الراحلين مبكرا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل