المحتوى الرئيسى

«الزومبي» من أفلام الرعب إلى حوادث متكررة في الشارع المصري

11/18 12:10

يعد أكل لحوم البشر من الجرائم النادرة والمقززة، لكنها للأسف تحولت من روايات عن أوقات المجاعات أو حتى قصص الخيال فى أفلام الرعب، إلى واقع أصبح يتجسد من حين إلى آخر فى شوارع المدن والقرى المصرية، فيما لا يوجد تفسير منطقى وعلمى دقيق لمثل تلك الجرائم حتى الآن، فى ظل التنصل من المسؤولية بين أطراف عدة، إذ أعلن صندوق مكافحة الإدمان عن فحصه الحالات التى تتقدم إليه أو الحالات فى حملات التفتيش فقط، وأرجعوا المسؤولية فى فحص مرتكبى تلك الجرائم إلى مصلحة الطب الشرعى، والتى لم تعلن بدورها نتائج فى سياق تلك الحوادث، بل ولا يعلم أحد إن كان تم إخطارها بالأمر وطلب فحصها من عدمه.

وفى سياق الحديث بين العامة وطلب التفسيرات لدى المختصين، يُلقى البعض بالاتهام على مواد مخدرة لها تأثير تحويل الإنسان الطبيعى إلى "زومبى" يمكن أن ينهش لحم البشر أمثاله، والبعض الآخر يبرر تلك الجرائم بأنها نتاج مرض نفسى، لكن الصور التى باتت تتجسد واقعًا أمام أعيننا دون شاشات التلفاز تدق ناقوس الخطر لدراسة تلك الجرائم التى بين أيدينا ولم تعد ضربًا من الخيال.

نيجيرى يقضم عنق طفل بالقطامية

فى الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر الماضى أمرت نيابة القاهرة الجديدة، بحبس نيجيرى الجنسية، لاتهامه بالشروع فى قتل طفل، وإصابة آخرين، عقرهم وكاد يودى بحياة الأول بعدما تبين أنه اقتطع جزءا من لحم عنقه، وتسبب له فى جرح قطعى غائر بطول 8 سنتيمترات، لدرجة أن أجزاء من أسنانه تكسرت داخل جرح عنق الطفل.

وتبين خلال التحقيقات أن الطفلين الشقيقين محمد ومصطفى سعد عطا، توجها إلى صلاة المغرب فى مسجد قرب منزلهما بمنطقة القطامية دائرة قسم شرطة ثالث القاهرة الجديدة، وأخذا مع أقرانهما فى لعب كرة القدم، فقال لهم نيجيرى الجنسية "football" فردوا عليه "no" ففوجئوا به ينتابه الهياج ويتعدى عليهم كمصاصى الدماء فى أفلام الرعب، إذ أمسك المتهم بعنق الطفل "مصطفى"، 12 سنة، وقضمها وتركه غارقًا فى دمائه، وعض آخرين، وتجمهر الأهالى وحاولوا السيطرة عليه بصعوبة بالغة، حيث كان يعض قدم طفل آخر تمكنوا من تخليصها منه بصعوبة بالغة، ثم طرحوه أرضا وقيدوه حتى حضرت الشرطة لاقتياده. 

حمل محضر الشرطة بالواقعة رقم 6567 قسم ثالث القطامية، وبجمع التحريات الأولية عن الحادثة، أبدى الأهالى ريبتهم فى تعاطى المتهم المخدرات، مرجحين تعاطيه نوعًا من المخدرات الصينية يجعله فى حالة غير طبيعية أشبه بالـ"زومبي"، بينما تم تقديم الإسعافات والعلاج اللازم للمصابين. 

وتبين من الكشف الطبى على "مصطفى" إصابته بجرح متهتك وعميق، إذ إن "العضة" انتشلت جزءا من اللحم تحت الجلد والدهون وجزءا من العضلة فى منطقة العنق، وتبين بعد خياطة الجرح وجود إفرازات والتهابات به، فاتضح تهتك الجزء المصاب من الداخل ووجود "خُراج" به، فتم إعادة فك الخياطة وتنظيف الجرح من الداخل، ليتضح وجود بقايا لأسنان المتهم داخل عنق الطفل، فتم استخراجها وتنظيف الجرح من الداخل وتضميده، وقال الأطباء إن الجرح قد لا يلتئم من شدته وربما يحتاج إلى عملية ترقيع.

شاب يقتل شقيقه ويأكل جثته بكفر الشيخ

شهدت منطقة العزبة الجديدة فى كفر الشيخ، حادثا أكثر بشاعة وإثارة للغثيان فى ذلك السياق، إذ أقدم "عبد الرحمن السيد محمد المأذون"، 18 عاما، طالب، على قتل شقيقه "إيهاب"، 12 عاما، طالب بالصف السادس الابتدائى، بعدما طعنه بالمقص فى رقبته، ثم أخرج أحشاءه وتناول أجزاء منها.

وقال "أ.ر"، شاهد عيان، وخفير بمنطقة السبع عماير والتى شهدت تلك الحادثة: "رأيت القاتل يجرى وملابسه ممتلئة بالدماء ويصرخ (لقد قتلت أخى)، ثم اتجه لساحة القوات المسلحة، وطلب من العساكر الواقفين أن يسمحوا بدخوله للحمام ليغسل الدماء عليه، إلا أن العساكر بعد رؤية الدماء على فمه وملابسه منعوه من الدخول، فاتجه لنقطة الإسعاف المجاورة للساحة وقال (إلحقونى أنا قتلت أخويا)، فاتجه المسعفان مع القاتل لمسرح الجريمة وبالفعل تأكدوا من صحة الواقعة". 

وأوضح الشاهد أن المسعفين اتصلا بالنجدة، وحضر رجال الشرطة، وبدأوا بالتحقيق فى الواقعة، حيث الجثة ملقاة وبجوارها القاتل يقف ساكنًا لا يتحرك، وعلى الفور انتقل رجال المباحث لموقع الحادث، وتبين وجود جثة شقيق المبلغ بجوار سور مضرب الأرز بأرض فضاء، بها إصابات عبارة عن خروج أحشاء وآثار سلخ بمنطقة الصدر والبطن والذراع اليسرى والعضد الأيمن، ويوجد آثار قطع من اللحوم متناثرة بالمكان من الجثة، وعثر على مقص معدنى عليه آثار دم المجنى عليه. 

وبسؤال والد المتهم والمجنى عليه، قال إن نجله المتهم أقر له بقيامه بقتله شقيقه الأصغر وأكل لحمه، مؤكدًا أن نجله المتهم يعانى أمراضًا نفسية وعصبية ويعالج منذ عام ونصف العام لدى أحد الأطباء النفسيين، وتعرف على المقص المعدنى المعثور عليه بجوار الجثة بأنه خاص بالمنزل، وبسؤال المتهم أقر بارتكابه الواقعة، وتحرر المحضر رقم 3109، إدارى قسم ثان لعام 2017، وجار العرض على النيابة العامة.

بينما تم أكل لحوم البشر فى الحالتين السابقتين، ظهرت قبل عدة سنوات وقائع أخرى لها يمكن اعتبارها مقدمات لما نشهده اليوم، إذ سادت حالة من الرعب بين أهالى عزبة الغنيمية التابعة لمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، بسبب قيام مواطن يدعى "صلاح.م.ت" باصطياد الكلاب ببلطة، وذبحها، وتناول لحمها فى الشوارع، علاوة على ذبح حيوانات لا يمكن أكلها وتعليقها وشرب دمائها، كما يقوم بأفعال شاذة، ما دفع البعض أن يطلقوا عليه لقب "دراكولا".

 وقال "وجيه.م"، مدرس مقيم بقرية الغنيمية التابعة لمركز أبوكبير، شقيق "صلاح"، إن شقيقه يعانى من مرض نفسى أصيب به وجعله يقوم بذبح الكلاب وتناول لحمها، لافتا إلى أن الأسرة كلها تعيش فى حالة رعب خوفا منه، وأضاف: "ننام فى الشارع خايفين ندخل البيت حتى لا يقتل حد فينا، بعدما كاد أن يقتل ابنته قبل ذلك"، متابعا: "قدمنا استغاثات كثيرة للمسئولين لنقله إلى مصحة نفسية، وماحدش سأل فينا، ونفسنا وزير الصحة يتدخل لنقله لتلقى العلاج".

 وأضاف: "اعتصمت أمام مركز الشرطة، عشان ألاقى حل، وبالفعل الشرطة حجزته يوما ثم أخلت سبيله بدعوى أنها ليست جهة اختصاص، وقالوا لى هنعملك إيه.. خد أخوك مصحة"، وشرح أن أخاه مرتكب تلك الأفعال الغريبة عمره 40 سنة، وكان يعمل جزارا، ويتاجر فى المواشى ولديه ثروة، إلا أنه نقل تجارته إلى سيناء، فخسرها كلها، ما أدى لتعرضه لصدمة نفسية، وتدهورت حالته وأصيب بأمراض نفسية منذ 7 سنوات.

 وأكد وجيه، أن شقيقه يقوم بصيد الكلاب ببلطة، ويسلخها، ثم يأكل كبدها، فضلا عن عدد من التصرفات الشاذة جنسيا، وكان سبق تم إيداعه فى مستشفى للأمراض النفسية قبل سنوات، وخرج بناء على تقرير الطبيب بأنه تعافى تماما، خلال تلك الفترة الماضية، وعادت إليه علامات الوسواس القهرى والشك فى الأكل، والتعدى على زوجته الثانية، والتى تركت المنزل هربا منه، بينما زوجته الأولى حصلت على الطلاق منه، وتركت ولدا وبنتا هما الآن فى خطر.

 ومن جانبها، روت ابنته "آلاء" أنه أجبرها على ترك المدرسة، وبدأ يشك فى كل المحيطين به، واتهم من حوله باعتزامهم قتله بوضع السم له فى الطعام.

وأضافت: "يجبرنا على الأكل منه قبل أن يلمسه، فضلا عن قيامه بمحاولة خنقى بالإيشارب فى إحدى المرات، وأنقذتنى زوجته وقتها، كما أنه يجبر شقيقى محمد، 8 سنوات، على مشاركته فى سلخ الكلاب".

إلقاء الاتهام على مخدر الفلاكا

وبينما لم تعلن جهات التحقيق أو حتى مصلحة الطب الشرعى عن أسباب لمثل تلك الجرائم الغريبة، يدور حديث قوى بين الأهالى فى المناطق التى شهدت تلك الحوادث، خاصة الأخيرتين منها، أن السبب هو مخدر "الفلاكا" أو "الزومبى" أو "الجرافيل" وكلها أسماء للمركب الكيميائى "Alpha-PVP"، مؤكدين أنه رخيص وتأثيره شديد جدًا يسبب أعراضا مثل رفع درجة حرارة الجسم فجأة بما يثير جنون المتعاطى ويدفعه للعنف وارتكاب أفعال دموية، كآكلى لحوم البشر "الزومبى".

وأكد باحثون عن التركيب الكيميائى لهذا المخدر أن نتائجه إما انتحار المتعاطين أو إصابتهم بالجنون جراء الخلل فى نشاط الغدة النخامية، أو الوفاة بسبب توقف وظائف الكلى أو تدهور وظائف الجسم عموما.

الرواية الرسمية تنفى رصد مخدر "الزومبى".. وربما تجهل وجوده!

من جانبه أكد عمرو عثمان مساعد وزيرة التضامن الاجتماعى ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، أن الصندوق لم يرصد من خلال نطاق عمله وجودا لمخدر "الزومبي" في مصر، واصفًا وسائل الإعلام التى ذكرت ذلك بأنها جانبها الصواب.

وقال "عثمان": إنه يقوم بشكل دورى بمراجعة الحالات التى ترد للصندوق عبر الخط الساخن أو حملات التوعية، ويشرف بنفسه على نتيجة تحاليل المخدرات التى يقوم بها الصندوق لعدة فئات منها سائقو أوتوبيسات المدارس، وسائقو سيارات النقل على الطرق السريعة، ولم يرصد وجودا لهذا المخدر، مشيرا إلى أن ما ورد للصندوق من حالات يقوم بعلاجها بعدد من المستشفيات الشريكة جميعها تتعاطى مخدرات الجدول المحظور فى مصر.

وبشأن حادث قيام شاب نيجيرى بعض طفل بمنطقة التجمع الخامس، ألقى مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان بالمسؤولية على مصلحة الطب الشرعي، قائلًا إنها الجهة المعنية بالتحليل في الحوادث، ولم تعلن حتى الآن عن نوع المخدر الذى أسفرت عنه نتيجة التحليل إن وجد.

وقال "عثمان" فى تصريحاته إن مثل تلك الحوادث الغريبة قد تنتج عن تعاطى مخدر أو حالة نفسية أو الحالتين معا.

رد فعل نفسى تجاه الغضب والإحباط

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل