المحتوى الرئيسى

الدولة و«اللعب ع المكشوف»!! | المصري اليوم

11/18 03:36

صمت المجلس الأعلى للإعلام ولم يشجب ويَثُرْ ويَفُرْ كعادته، وكما كان متوقعاً، بعد واقعة شيرين.. كان صمتاً تكتيكياً لأنه لم يشأ أن يدخل على الخط مشاركاً فى تلك الحملة التأديبية التى يقودها بكل ما توفَّر لديه من أسلحة أمير الغناء العربى هانى شاكر، وذلك من خلال إمارة أو نقابة الموسيقيين، إلا أن الأستاذ مكرم محمد أحمد بصفته رئيساً للمجلس الأعلى حقَّق عن طريق المجلس انتصاراً آخر مدوياً وتمكن من أن يسرق الكاميرا من هانى، عندما خرج بقائمة الخمسين، وهم من يراهم فقط يحق لهم دون بقية خلق الله الحديث فى البرامج الدينية، طبعاً القائمة فى كل لحظة تزداد، وصلت إلى 53، وأتصور أنها ربما تتجاوز هذا الرقم عند نشر هذه الكلمة.

هذه «الليستة» تؤكِّد الرغبة العارمة للأستاذ مكرم ومعه المجلس الموقر فى فرض الرأى والوصاية الأبوية على الإعلام، سينتقلون بعدها من برامج الشؤون الدينية إلى برامج الشؤون الغذائية، ويحددون أيضاً وعلى وجه الدقة من يحق لهم فقط التواجد فى برامج الطبخ، وهذا بالطبع سوف يفرض على المجلس القيام بحملة تفقدية تستهدف كل تلك البرامج المتخصصة، التى تتجاوز المئات عبر الفضائيات وبعد أخذ عينات الأطباق من «الشيف»، يعلنون بعدها القائمة لمن يرشحونه وفقط لعمل المحشى والممبار والفشة والكرشة وطواجن اللحم، ثم يصدرون بياناً بأسماء الـ50 أو الـ70 طباخاً المبشرين بالتواجد فى برامج التليفزيون، وبعدها سيديرون المؤشر لا محالة للبرامج السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية والفنية والأطفال.

الإعلام طوال التاريخ لا يخلو من قوائم سوداء ممنوع استضافتها، كانت دائماً قوائم شفهية يتم تداولها سراً، بينما لأول مرة تنشر القائمة البيضاء التى تحدد من يظهرون على الشاشات وأمام الميكروفون ليصبح الآخرون بالضرورة هم القائمة السوداء .

من الذى يدفع كل هؤلاء الكبار إلى لعب دور عسكرى الشرطة، رغم أن أى انتهاك إباحى مثل شريط شيماء «عندى ظروف» مثلاً تملك مباحث الآداب إلقاء القبض على الفاعل وإنزال أقصى عقوبة، هذا ليس دور النقابات ولا المجالس المتخصصة فى الإعلام، من الواضح أن هناك من يزايد على السلطة السياسية، حيث تأتى إشارات مباشرة وغير مباشرة بين الحين والآخر تؤكد عدم الرضا عن الإعلام والدراما والسينما والأغانى، وأن الدولة تريد فناً منضبطاً وبرامج معقمة، وهكذا يتشددون فى كل شىء، حتى إن هانى شاكر قبل عام كان قد بدأ فى وضع معايير لفتحة صدر المطربات والحد الأقصى لطول الفستان فوق الركبة، وبدأت النقابة توزع على أعضائها «مازورة» تحدد المواصفات المطلوبة مع رسم توضيحى للفستان الشرعى.

التدخل السافر فى كل تفاصيل الحياة بات فى الحقيقة أمراً مستفزاً، هل هذه المجالس والنقابات التى تتفق فيما بينها على شىء واحد، وهو تقييد أى هامش للحرية، يعبرون عن قناعاتهم أم وجدوا أن هذه هى فقط الطريقة الوحيدة لأداء دور ما يضعهم فى مقدمة الصورة؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل