المحتوى الرئيسى

الأمم المتحدة: 7 ملايين يمني على شفا المجاعة

11/18 01:19

قالت مصادر امنية وشهود، ان 16 مدنيا قتلوا على الاقل، واصيب 13 اخرين بغارات جوية منفصلة في محافظتي حجة والحديدة الساحليتين على البحر الاحمر، غداة تحذيرات دولية واسعة من خطر انزلاق البلاد الى شفا مجاعة مع اغلاق قوات التحالف بقيادة السعودية معابر حيوية للمساعدات الانسانية في المنطقة.

ودخل الحظر المفروض على المنافذ اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين أسبوعه الثاني، على وقع تصعيد عسكري كبير في محيط العاصمة اليمنية صنعاء والمنطقة الحدودية مع السعودية.

رؤساء ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة الخميس، مناشدة انسانية جديدة للتحالف الذي تقوده السعودية، لرفع الحصار المفروض على مرافئ البلد الذي يعيش7 ملايين شخص من سكانه على حافة المجاعة.

وقال رؤساء برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية في بيان مشترك، ان "آلافا لا تعد ولا تحصى من الضحايا الأبرياء يواجهون شبح الموت جوعا" ما لم تصل شحنات المساعدات الانسانية إلى اليمن.

وجاء في البيان، إن 7 ملايين يمنى على شفا المجاعة بالفعل، لكنه في حال عدم رفع الحصار عن البلاد، فإن هذا العدد قد ينمو بواقع 3.2 مليون شخص.

وكان امين عام الامم المتحدة انطونيو غوتيريش اعرب امس الخميس عن "خيبة أمل شديدة"، بسبب عدم استجابة التحالف للمناشدات الاممية برفع الحصار عن اليمن الذي تمزقه منذ ثلاث سنوات حرب دامية وصفها بـ" الغبية".

وقال المتحدث باسم امين عام الامم المتحدة ستيفان دوجاريك أن غوتيريش أرسل رسالة إلى السفير السعودي في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي يجدد فيها طلبه إفساح المجال أمام المساعدات الإنسانية للوصول إلى الموانئ الجوية والبحرية في صنعاء وعدن والحديدة والصليف.

ووافق امين عام الامم المتحدة على مقترح بارسال فريق اممي إلى الرياض لتدارس سبل تشديد اجراءات تفتيش الشحنات المرسلة إلى اليمن، لكنه اشترط ان يسبق ذلك استئناف وصول المساعدات إلى هذا البلد الذي يواجه واحدة من "اسواء الازمات الانسانية" في العالم.

وشددت الامم المتحدة مرارا على رفع كامل وغير مشروط للحصار، في حين تتمسك الرياض بتشديد الرقابة على الشحنات البحرية المتجهة الى اليمن منعا لتهريب الأسلحة الى جماعة الحوثيين الحليفة لايران.

وحسب وكالات العمل الانساني، فان إعاقة تدفق الشحنات التجارية، ضاعف من ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل حاد، وفي المقدمة الغذاء والوقود، وبالتالي زيادة المعاناة والضغوط المعيشية لملايين السكان.

وتقول هذه المنظمات على سبيل المثال، ان أسعار الوقود ارتفعت بنسبة 60 بالمائة، واسعار المياه المنقولة بالشاحنات بنسبة 133 بالمائة، ما يهدد نحو سبعة ملايين شخص كانوا يحصلون على مساعدات منتظمة، بينما يمكن ان يقود الارتفاع الجنوني في أسعار المياه الى انتكاسة في الجهود الدولية لمكافحة وباء الكوليرا الذي حصد حتى الان ارواح 2200 شخص واصاب اكثر من 900 الف اخرين.

ويفرض التحالف العسكري حصارا على موانىء البحر الاحمر، ومطار صنعاء ومحاور الطرق الرئيسة منذ السادس من تشرين الثاني/نوفمبر 2017 بعد يومين على اطلاق صاروخ من شمال اليمن تم اعتراضه قرب الرياض.

وفي السياق، أفادت منظمة أوكسفام الدولية الانسانية ان إلغاء الاجتماع الخماسي ، الذي كان مقررا عقده في لندن الثلاثاء من قبل الدول التي تمتلك قرار صنع السلام في اليمن، لا يجب أن يكون سببا في تأجيل رفع الحصار أو في رفض وقف إطلاق النار.

وقالت المنظمة ان "على هذه الدول فتح الحدود فورا والسماح بالتدفق الحر للمعونات الإنسانية الضرورية ودعم وقف إطلاق النار"، في اشارة الى "الرباعية الدولية " التي تضم الولايات المتحدة، وبريطانيا، والسعودية، والإمارات، اضافة الى سلطنة عمان.

ورفض تحالف الحوثيين والرئيس السابق، مقترحا أمميا لتحييد ميناء الحديدة الذي تتدفق عبره نحو80 بالمائة من واردات الغذاء، والمساعدات الإنسانية، مقابل تخفيف القيود على مطار صنعاء الدولي المتوقف عن استقبال الرحلات التجارية منذ اغسطس اب العام الماضي.

وترى الحكومة اليمنية وحلفاؤها، ان إدارة الامم المتحدة لميناء الحديدة على البحر الاحمر وفقا لمقترح مبعوثها الخاص، هي الالية الكفيلة بكسر احتكار الاتجار بالمشتقات النفطية وتوظيفها لأغراض حربية.

على الصعيد الميداني، أعلنت القوات الحكومية تحقيق تقدم عسكري جديد عند البوابة الشرقية للعاصمة اليمنية صنعاء، حيث يقود حلفاء الحكومة منذ 3 اسابيع حملة ضحمة مدعومة من التحالف انطلاقا من محافظتي مأرب والجوف.

وقالت مصادر اعلامية موالية للحكومة، ان القوات الحكومية تمكنت خلال الساعات الاخيرة بدعم جوي من مقاتلات التحالف من استعادة عديد المواقع المطلة على وادي "محلي" في مديرية نهم، بعد معارك عنيفة خلفت 11قتيلا وعشرات الجرحى في صفوف الحوثيين.

في الاثناء تحدث الحوثيون عن سقوط قتلى وجرحى من حلفاء الحكومة بهجوم صاروخي على تجمعاتهم في محيط جبل المنارة بالمديرية الجبلية الوعرة الواقعة عند مفترق طرق بين ثلاث محافظات شرقي وشمالي صنعاء.

وخلفت المعارك المستمرة هناك منذ مطلع الشهر الجاري اكثر من 500 قتيل وجريح، حسب مصادر اعلامية متطابقة من طرفي الاحتراب.

الى ذلك قالت وكالة الانباء الحكومية، ان 8 مسلحين حوثيين قتلوا على الاقل بمواجهات مع القوات الحكومية في مديرية عسيلان شمالي غرب محافظة شبوة.

وفي المقابل اعلن الحوثيون مقتل وإصابة 34 عنصرا من القوات الحكومية بعمليات قنص متفرقة في جبهات تعز ومارب خلال ال48 ساعة الماضية.

وتبنى الحوثيون سلسلة هجمات برية وقصف مدفعي وصاروخي على مواقع حدودية سعودية ، في حين واصلت مقاتلات التحالف ضرباتها الجوية على مواقع الجماعة وحلفائها على طول الشريط الحدودي من محافظتي صعدة، وحجة، وعند الساحل الغربي على البحر الاحمر، ومحيط العاصمة اليمنية صنعاء.

في سياق اخر، استقال محافظ محافظة عدن عبدالعزيز المفلحي من منصبه امس الخميس، اثر ازمة حادة مع رئيس الحكومة احمد بن دغر، حول صلاحيات إدارة المحافظة الجنوبية المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد.

وتضيف الاستقالة المفاجئة لحاكم المدينة الساحلية المضطربة، تحد جديد للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الذي يكافح من اجل استعادة العاصمة صنعاء بدعم من تحالف عسكري تقوده السعودية ضد الحوثيين والرئيس السابق منذ عامين ونصف.

وقال المفلحي، في بيان استقالته من العاصمة السعودية الرياض، حيث يخضع هناك لنقاهة علاجية، انه حاول استعادة نهضة وتنمية عدن، "لكن الحكومة دأبت على وضع العراقيل تلو العراقيل لأسباب ينبغي مساءلتها عليها".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل