ميشال فاضل: الموسيقى تحمينا من الانهيار.. والمهرجانات الشعبية «موجة» وستنتهى (حوار)

◄ تعاونى مع فيروز نقطة تحول فى حياتى وتعلمت الكثير من عمر خيرت

◄ والدي زرع فى قلبي عشق وغرام الأوبرا المصرية

ميشال فاضل حالة فنية وموسيقية خاصة.. عازف بيانو وموزع موسيقى، وموسيقار عالمى عزف أمام كبار نجوم، ويعمل كعازف خاص فى حفلات "جارة القمر" فيروز، اشتهر ميشال فى الوسط الفني بكونه أحد المدربين فى برنامج "ستار أكاديمي"، ودخل من خلاله إلى قلوب جماهير الوطن العربي، ومنه إلى أستاذ فى "أراب أيدول".

أحيا منذ أيام حفله الأول فى مصر ضمن فعاليات مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية الـ26، وأشعل المسرح الكبير بصحبة أوركسترا القاهرة السيمفونى.

تحدث ميشال لـ"الدستور" فى أحد البروفات الخاصة بالحفل وفتح قلبه لنا عن الوضع السياسي والفنى الحالى الذى تمر به البلاد، وعن تطور "الموسيقى التصويرية".. وتطرق الحوار إلى أعماله الجديدة وتعاونه مع نجوم الطرب أمثال فيروز وماجدة الرومى وكاظم الساهر.

• لأول مرة تحيي حفلًا فى مصر.. حدثنا عن شعورك؟

تعجز الكلمات عن وصف مصر وقيمة حبي وتقديري لهذا البلد العظيم، على الرغم من أنني كنت أعيش فى باريس وحضرت إلى مصر أكثر من مرة، كانت أولها عام 2003، ومعظم أصدقائى الموسيقيين من مصر، إلا أن الشعور مختلف تمامًا "بيطير العقل" عندما أحضر إلى مصر العزيزة على قلبي لأقيم بها حفلًا وسط أهل البلد الكرام، وعلى أهم مسارح الفن فى العالم كله، فقد أحييت حفلات فى بلدان عربية ودول أوروبية كثيرة لكننى كنت أحلم بهذه اللحظة وبفضل الله تحققت فى مهرجان "الموسيقي العربية".

• كيف جاءت مشاركتك فى المهرجان.. وماذا يمثل لك؟

تحدثت وتواصلت معى الفنانة جيهان مرسي مديرة المهرجان، وكنت فى غاية السعادة ولم أتردد لحظة فى الرد، فقد رحبت على الفور.. أما عن المهرجان الذى أتشرف بالمشاركة فيه، فيعنى لى الكثير فهو قامة وقيمة موسيقية فى الوطن العربى كله، فمنذ صغرى قد زرع والدى فؤاد فاضل أستاذ الموسيقى بلبنان، فى قلبي عشقا وغراما للأوبرا المصرية باعتبارها أهم صرح ثقافى وفنى فى العالم.

• للمرة الأولى هذا العام تخصص إدارة المهرجان حفلات لـ"الموسيقي التصويرية".. كيف ترى ذلك؟

خطوة مهمة جدًا وغير متعارف عليها بمهرجانات كثيرة، وبالرغم من أهميتها إلا أننى لم أحضر مهرجان يتناول الموسيقى الدرامية بهذه الطريقة، لكن المعروف أن مهرجان الموسيقي العربية سباق ودائمًا لديه نظرة دقيقة للوضع الموسيقي عامة، وهذا لأن الموسيقى التصويرية فى الدراما والسينما لها ثقلها الفنى، وكل الشكر للدكتورة إيناس عبد الدايم رئيسة المهرجان على اهتمامها بتفاصيل الموسيقى، ومجهودتها فى الحفاظ على التراث.

• ما الجديد الذى لمسته فى مشاركتك الأولى بالمهرجان؟

سعيد للغاية أن يكون لبلدى لبنان نصيب كبير فى المشاركة بالمهرجان ووجود أكثر من 6 نجوم لبنانيين، وأيضًا تعدد المشاركات العربية من البلدان الشقيقة، فقيمة هذا المهرجان تكمن فى الحفاظ على تراث الموسيقى العربية وخلق حالة منفردة من التداخل والترابط بين الثقافات المختلفة، ونفخر جميعًا كعرب ببعث رسالة للعالم كله بتوحد الصفوف ضد الإرهاب من خلال مهرجان بحجم الموسيقى العربية، كما أن مدة المهرجان 15 يومًا تدل على ثقل الموروث الفنى الثقافى الذى تحمله الشعوب العربية.

• اخترت "البيانو" صديق مقرب لك منذ الصغر.. فماذا عنه؟

اعتبر البيانو قرينى، وليس صديقي فمنذ صغرى عندما كان عمري 3 سنوات كنت أقف بجانب والدى وهو يعزف مقطوعاته الموسيقية على البيانو، ومقطوعات نجوم الطرب الأصيل، ونشأت وتربيت علي البيانو والأعمال الراقية وصار لى هدف فى حياتى، حتى حصلت على ماجستير فى العزف على البيانو من الكونسرفتوار الوطني اللبناني بدرجة ممتاز فى 1998، والفضل يرجع لوالدى، فقد أصبح البيانو جزءا من حياتى، حتى أصبحت زوجتي تغار منه.

• حدثنا عن تعاونك الدائم مع جارة القمر "فيروز"؟

لقد تربيت على أغانى الست العظيمة فيروز، ودرست فى فرنسا التأليف الموسيقي وقيادة الأوركسترا فى كونسرفتوار بولونيا، وكنت أحلم بالتعاون معها، وبفضل الله، كسبت ثقتها وأصبحت عازف البيانو الخاص فى حفلاتها منذ عام 2003 حتى الآن وموزع لعدد كبير من أغانيها، وأعتبر أن تعاونى معها "نقطة تحول فى حياتى".

• ما تقييمك لبرامج اكتشاف المواهب؟

بحكم خبرتى، خاصة أننى عملت مدربا للمواهب الشابة خمسة مواسم فى "ستار أكاديمي"، و"أراب أيدول" والحمد لله البرامج أخرجت نجوما شباب على الساحة الآن أمثال "محمد عساف"، و"محمد عطية"، لذا اعتبر أن جزءا كبيرا من برامج اكتشاف المواهب الحقيقية تتمثل فى تشكيل وعي الموهوبين وتعليمهم أسس وأصول الموسيقى والفن الراقي، واعتبرها فرصة جيدة للشباب الموهوبين لكن المهم هو الاستمرار، وأرى أن الوجوه الجديدة تحتاج إلى رعاية لأن النجاح ليس مجرد لحظة شهرة.. النجاح يحتاج إلى إلحاح وجهد.

• ماذا عن انتشار ما يسمى "أغانى المهرجانات الشعبية"؟

أعتقد أنها "موجة وستنتهى" فلا بد من الارتقاء بمحاور الفن كاملة خاصة بعد مرورنا بفترة صعبة، فى معظم البلدان العربية، وكان لها أثر كبير على حال الأغنية، فالفن مرآة المجتمع وسجل الحضارات ومصر أم الدنيا وأم المواهب التى تقف أمام المصاعب، ويجب علينا أن نعى ذلك، فالتحديات التي تواجه العالم العربي تلزمنا جميعًا بالوقوف صفًا واحدًا.

• ماذا تعنى لك الكتابة الموسيقية، خاصة أنك تتعاون مع كبار النجوم فى أعمالهم؟

فى داخلى أنغام من الكتابة، واعتبر الموسيقى شريكة حياتى.. أعيشها يوميًا وأنهمك فيها كل لحظة وستظل حلمى الجميل الذى يمنح حياتى معنى خاصًا، فقد عشنا أياما صعبة وتجارب مريرة بلبنان وكانت الموسيقى تمنحنى قوة وصمودا وأملا، لذلك لم أهزم داخليًا ووالدى دائمًا يقول لى "الموسيقى تحمينا من الانهيار".

• أى أنواع الموسيقى أقرب إلى قلبك؟