المحتوى الرئيسى

«كهف المسماري».. ما لم يقله الإرهابي الليبي لقناة الحياة

11/17 21:54

أمر النائب العام المستشار نبيل صادق، بحبس الإرهابى «عبدالرحيم محمد المسمارى»، ليبى الجنسية، الذى تم إلقاء القبض عليه فى عملية مطاردة مرتكبى حادث الواحات، ١٥ يومًا على ذمة التحقيقات التى تجريها معه نيابة أمن الدولة العليا، فى قضية اتهامه بالاشتراك فى الحادث.

كما أمر النائب العام بحبس ١٤ متهمًا آخرين من المرتبطين بالتنظيم الإرهابى الذى ارتكب جريمة الواحات، لمدة ١٥ يومًا على ذمة التحقيقات التى تباشرها النيابة.

وأسندت نيابة أمن الدولة العليا إلى الإرهابى الليبى اتهامات بالقتل العمد مع سبق الإصرار، بحق ضباط وأفراد الشرطة فى طريق الواحات تنفيذًا لغرض إرهابى، والشروع فى القتل العمد تنفيذًا لذات الغرض، وحيازة وإحراز أسلحة نارية وذخائر لا يجوز الترخيص بحيازتها أو إحرازها، وحيازة مفرقعات، والانضمام إلى تنظيم إرهابى، والانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون والدستور، تستهدف الاعتداء على أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما، والإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر.

وكشفت مصادر قضائية، عن أن نيابة أمن الدولة العليا، أرسلت صور الإرهابيين المنفذين لحادث استهداف حافلة تقل بعض المواطنين الأقباط، أثناء توجههم لدير الأنبا صموئيل، إلى نيابة المنيا لاستدعاء المواطنين الناجين من الحادث، وعرض تلك الصور عليهم للتعرف عليها.

وجاء ذلك بعد أن أثبت الفحص الفنى للأسلحة المضبوطة بحوزة خلية الواحات الإرهابية، أنها استُخدمت قبل ذلك فى تنفيذ حادث الدير.

وأضافت المصادر، لـ«الدستور»، أن النيابة العامة تلقت تقريرًا حول «هواتف الثريا»، وأجهزة الاتصال اللاسلكية المضبوطة بحوزة المتهم، من قبل جهات الفحص الإلكترونى، يحدد الأشخاص المتواصلين مع الخلية الإرهابية من بلاد أجنبية، لضمهم للقضية.

وتولت نيابة أمن الدولة العليا التحقيق مع «المسمارى»، وواجهته بتقارير جهاز الأمن الوطنى والمعلومات التى تشير إلى اضطلاع عناصر البؤرة الإرهابية المنتمى إليها، بالتسلل للبلاد لتأسيس معسكر تدريبى بالمنطقة الصحراوية بالواحات، كنواة لتنظيم إرهابى، تمهيدًا لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية الوشيكة تجاه دور العبادة المسيحية وبعض المنشآت الحيوية، فى إطار مخططهم لزعزعة الاستقرار بالبلاد.

وحسب المصادر القضائية، فقد واجهت النيابة الإرهابى المضبوط بـ١٤ من العناصر التى تعتنق الأفكار التكفيرية من محافظتى الجيزة والقليوبية، من الذين تمت الاستعانة بهم بهدف تدبير ونقل الدعم اللوجيستى لموقع تمركزهم بالمنطقة الصحراوية، للتعرف على الأشخاص الذين تمكنوا من الوصول لنقطة ارتكاز الإرهابيين بالصحراء، ولتتبع وضبط العناصر البدوية التى سهلت تنقلهم وتوصيلهم لمركز الخلية.

واعترف الإرهابى المضبوط بمجموعة من الجرائم التى شارك فيها ونفذها، ومن بينها المشاركة فى عمليات زرع عبوات ناسفة، واستخدام الأسلحة النارية، ومنها «الكلاشينكوف»، فى إطلاق النيران على قوات جيش خليفة حفتر بليبيا، وقوات الشرطة فى مصر، أثناء عملية الواحات، إلى جانب شروعه فى قتل قوات الجيش أثناء عملية القبض عليه، بأن بادر القوات بإطلاق أعيرة نارية بقصد القتل.واعترف الإرهابى تفصيليًا بانضمامه لتنظيم إرهابى، أطلق عليه «مجلس شورى المجاهدين بليبيا»، إلى جانب انضمامه لخلية جديدة يقودها ضابط مفصول يدعى عماد الدين عبدالحميد، والمعروف بـ«الشيخ حاتم»، من مجلس تنظيم شورى المجاهدين فى ليبيا، وبايعه على السمع والطاعة، وكونوا تنظيمًا جديدًا يهدف إلى قلب نظام الحكم بالقوة.

وقال الإرهابى إن دوره بالخلية فى مصر اختلف عن دوره فى ليبيا، حيث تولى فى «درنة» تقديم الدعم اللوجيستى لتنظيم «مجلس شورى المجاهدين» الإرهابى، وتمت ترقيته فى الخلية ليكون مقاتلًا يستخدم السلاح فى المواجهات المباشرة فى العمليات الإرهابية.

كما اعترف بصحة ما توصلت إليه تحريات أجهزة المعلومات، وقدم وصفًا تفصيليًا للأسلحة التى تم تهريبها من ليبيا، وأقر باشتراكه مع آخرين فى نقل وحيازة واستخدام كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر مختلفة الأنواع، ومدفع مضاد للطائرات، وسلاح متعدد خاص بالمدرعات، وقواذف وقذائف «R.P.G»، ورشاشات وبنادق آلية وخرطوش، وطبنجات وقنابل F1، وكمية كبيرة من الذخائر متنوعة الأعيرة.

الشيخ حاتم.. الدستور ترصد رحلة الضابط السكندرى من سيناء إلى ليبيا حتى مقتله على يد الأجهزة الأمنية

منذ إعلان جماعته الإرهابية مقتله على يد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية خلال العملية، التى شهدتها الواحات البحرية للثأر لشهداء الشرطة الـ١٦، وتأكيد ذلك من قبل الإرهابى الليبى «عبدالرحيم المسمارى»، الذى تم إلقاء القبض عليه فى تلك العملية، عاد الحديث مرة أخرى حول شخصيته.

هو الإرهابى «عماد عبدالحميد»، الضابط المفصول منذ ثورة ٢٥ يناير بسبب اعتناقه أفكارًا تكفيرية، مؤسس جماعة «أنصار الإسلام» الإرهابية، التى نفذت عملية الواحات، والذى يلقبه أتباعه بـ«الشيخ حاتم».

بدأت قصة الضابط السكندرى، كما يرويها المركز المصرى الذى ترأسه مجموعات جهادية سابقة، لدى تلقيه رسائل من أحد أئمة المساجد القريبة فى منطقته، فولدت بداخله إحساسًا بتعرض المصريين للظلم، وألبسته مشاعر المظلومية، ليفكر فى تشكيل خلية جهادية داخل الكتيبة التى كان ينتمى إليها، إلى أن تم الكشف عن مخططه، وفصله، ليشق لنفسه طريقًا داخل التنظيمات الجهادية.

قرر «عماد» هو وصديقه الضابط المفصول هشام عشماوى، أن يندمجا فى تنظيم «أنصار بيت المقدس»، بعدما تم الإعلان عن تأسيسه فى نوفمبر عام ٢٠١١، وتم تكليفهما بتشكيل فرع جديد للتنظيم فى الدلتا تحت لواء «أنصار بيت المقدس»، حتى فوجئا بإعلان «بيت المقدس» مبايعة «داعش» وقائده أبوبكر البغدادى.

هنا قرر الشابان تشكيل تنظيم آخر وفق أهوائهما وفكرهما، يكون على نهج تنظيم «القاعدة»، رافضين أن يكونا تابعين لتنظيم «داعش»، لاعتقادهما بأن هذا التنظيم يضم «خوارج».

وأشار التقرير إلى أنهما قررا فى ٢٠١٤ تنفيذ عملية الفرافرة الإرهابية، التى راح على إثرها شهداء من قوات الأمن، إلا أن هذه الاشتباكات أسفرت عن إصابة «هشام عشماوى» وانتقل على الفور إلى ليبيا، حيث منطقة درنة، ليحتمى فى تنظيم «القاعدة» المتواجد هناك.

وفى مطلع ٢٠١٥، أرسل «عشماوى» رسائل لصديقه «عماد»، على برنامج التواصل المشفر «التليجرام» مفادها، أن يتم انتقال مَنْ معه من الشباب إلى ليبيا، لتشكيل جبهة كبرى هناك، استعدادًا لتنفيذ عمليات فى مصر.

وخلال هذه الفترة ظل «الشيخ حاتم» يجنّد العديد من الشباب الليبى والعربى ومنهم المصريون، ليبدأ خطة ما يسميها «العبور الكبرى» كما كان يسميها التنظيم فى مصر، وفى أغسطس من العام الماضى، وصل إلى منطقة الواحات بـ٤ سيارات دفع رباعى وبحيازته كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، التى وصلت إلى قذائف مضادة للطائرات.

ونقلت تقارير عن مصادر أمنية، أن المجموعات التنظيمية التابعة لـ«القاعدة» جاءت من ليبيا، وكان عددهم وفق أقل تقرير ١٠٠ عنصر مدرب على جميع أنواع الأسلحة، من بينهم ٥٠ بالمائة مصريون والباقى أجانب، ومكثوا فى منطقة الواحات لتنفيذ عمليات كبرى ضد الجيش والشرطة، كما يرى تنظيم «القاعدة» أنهم أعداء الشريعة الإسلامية، وليس المدنيين كما يفعل تنظيم داعش الإرهابى. إلا أن هذه الخطة لم تكتمل، ليتم اكتشافها من قبل قوات الأمن المصرى، ويتم الاشتباك مع هذه العناصر، لتنتهى مسيرة أخطر العناصر الإرهابية فى مصر منذ عام ٢٠١١، والذى كان ضابطًا فى الماضى، إنه الشيخ حاتم كما كان يلقبه أقرانه فى التنظيم الإرهابى.

«مجاهدى درنة».. التنظيم الذى يأوى عشماوى انتقامًا من الضربات المصرية

أثارت اعترافات الإرهابى الليبى عبدالرحيم المسمارى، خلال ظهوره مع الإعلامى عماد الدين أديب، حول انتماء الخلية التى نفذت حادث الواحات إلى ما يسمى بـ«مجلس شورى المجاهدين بدرنة»، العديد من التساؤلات حول هوية ذلك الكيان، ومؤسسيه، وأهدافه، وعلاقاته بغيره من التنظيمات الإرهابية.

تأسيس ذلك المجلس الإرهابى يرجع إلى سبتمبر ٢٠١٤، وشكله عدد من التنظيمات والكيانات المسلحة بحجة حماية مدينة «درنة»، ومنع خضوعها للجيش الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر.

ويتكون المجلس من عدة كتائب إرهابية مسلحة، أبرزها «أنصار الشريعة»، و«كتيبة شهداء أبوسليم»، التى شاركت بقوة فى أحداث الثورة الليبية عام ٢٠١١، وخاضت مواجهات كبيرة مع الأمن الليبى، حتى انتهاء حكم الرئيس الليبى السابق معمر القذافى.

واندلعت المواجهات بين المجلس والجيش الليبى بداية من منتصف عام ٢٠١٤، ولم يكن المجلس وقتها قد تكوّن بعد، بل كان عبارة عن مجموعة من الفصائل لها موقف واحد رافض لتسليم المدينة للجيش الليبى، ما جعلها تتجمع تحت اسم «مجلس شورى مجاهدى درنة» للدخول فى معارك ضارية مع الجيش، الذى كان قد أطلق «معركة الكرامة» لتحرير الأراضى الليبية، وعلى رأسها «درنة» من دنس التنظيمات الإرهابية المسلحة.

وفى عام ٢٠١٥، دخل المجلس فى مواجهات دامية مع تنظيم «داعش» الإرهابى حتى يوليو ٢٠١٥، وانتهى ذلك بهزيمة «داعش» فى «درنة» ومقتل معظم رجاله والاستيلاء على أسلحته، وهرب فلوله إلى مدينة سرت، لتتجدد بعد ذلك الحرب بين المجلس والجيش الليبى.

وما زالت الحرب بين الطرفين مستعرة حتى اللحظة، بينما يسعى الجيش لتحرير «درنة» التى يقطنها ما يقرب من ٨٠ ألف نسمة.

وأصدر المجلس الإرهابى فى إبريل الماضى، بيانًا هاجم فيه التحالف العسكرى بين مصر وليبيا، بعد أن شن سلاح الجو المصرى هجمات على مواقع فى «درنة» كبدته خسائر كبرى.

وقال الخبراء إن سبب إيواء المجلس لعناصر مصرية إرهابية تسعى لزعزعة الاستقرار فى مصر، وأبرزها ضابط الصاعقة المفصول هشام عشماوى، وذراعه اليمنى عماد الدين عبدالحميد الملقب بـ«الشيخ حاتم»، هو الانتقام من الضربات الموجعة التى وجهتها مصر للمجلس ومعسكراته ومخازن أسلحته.

خطة حربية لتأمين 600 كيلو فى عمق الحدود الغربية.. وأجهزة للكشف عن الأسلحة المدفونة

كشف مصدر أمنى مطلع، عن أنه تم إعداد «خطة حربية»، لتأمين ٦٠٠ كيلومتر عمقًا، بطول الحدود الغربية لمصر، فى إطار جهود أجهزة الأمن لوأد مخططات الدول المعادية لفتح جبهة جديدة للإرهاب فى الصحراء الغربية، بعد فرض قوات إنفاذ القانون سيطرتها على شمال سيناء.

وقال المصدر، لـ«الدستور»، إن التنظيمات والجماعات الإرهابية المنتشرة فى منطقة الشرق الأوسط لا تعمل من تلقاء نفسها، وتقف وراءها أجهزة استخبارات دول معادية تسعى لإسقاط الدول العربية بشكل عام، ولديها تطلعات خاصة بمصر، وهى استمرار العمليات الإرهابية بشكل مكثف لفتح جبهة الغرب، بعد إحباط مساعيها فى سيناء.وأوضح أن تلك المخططات تعتمد على استغلال الطبيعة الجغرافية للمنطقة الغربية، وسهولة التسلل من النقاط الحدودية التى يشرف عليها الجيش الليبى فى ظل الظروف المتوترة التى يعمل تحت ضغوطها.

وأكد المصدر أن الأجهزة الأمنية مستعدة تمامًا لمجابهة تلك المخططات، التى تتولى تنفيذها العناصر المرتزقة التابعة لجماعات إرهابية بأسماء متعددة، موضحًا أن الخطة الحربية المصرية تضمنت إجراء مسح شامل للصحراء الغربية من خلال التقنيات الحديثة، واستخدام طائرات من دون طيار -معدلة لتصبح من دون صوت-كسلاح استكشاف للرصد والتصوير، مشيرًا إلى أن الخطة تضمنت مشاركة العنصر البشرى بشكل محكم، وظهر نجاح الخطة فى العملية التى تم خلالها تحرير النقيب محمد الحايس والقضاء على الخلية الإرهابية المنفذة لهجوم الواحات.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل