المحتوى الرئيسى

تعثر ولادة الائتلاف الحكومي يضع مستقبل ميركل السياسي على المحك

11/17 21:26

بعد شهر كامل من المفاوضات الشاقة سعياً لتشكيل ائتلاف حكومي، قررت الأحزاب السياسية الأربعة، "الاتحاد المسيحي الديموقراطي" و"الاتحاد المسيحي الاجتماعي" (المحافظين) و"الحزب الديموقراطي الحر"(الليبرالي) وحزب الخضر، ليل الخميس الجمعة تمديد محادثاتها إلى ما بعد 16 تشرين الثاني/نوفمبر، المهلة التي حددتها المستشارة لإتمام العملية.

وقال أحد قادة المحافظين البافاريين ألكسندر دوبرينت إن المفاوضات التي تجري في جلسات مغلقة وسط أجواء متوترة ستتواصل إذا اقتضى الأمر "طوال عطلة نهاية الأسبوع".

وقبل استئناف المحادثات ظهر الجمعة، أقرت أنغيلا ميركل بأن الجلسات المقبلة ستكون "صعبة حتماً" لكن "رغم الصعوبات (...) فمن المجدي خوض جولة ثانية" من المفاوضات ولا سيما لبحث موضوع الهجرة الذي يقع في صلب معركة بين المحافظين والخضر.

باتت ميركل حالياً في مأزق لم يسبق أن واجهته. فإن لم تتوصل زعيمة المحافظين إلى وضع خارطة طريق لتحكم مع  الحزب الليبرالي والخضر، فهذا سيعني حتماً عودة الألمان إلى صناديق الاقتراع في انتخابات قد تضع حداً لحكمها.

لكن الواقع أن احتمال تنظيم انتخابات جديدة لا يحظى بتأييد أي من الأطراف التي تتخوف من أن يعزز موقع اليمين المتطرف بعدما حقق "البديل لألمانيا" بخطابه المعادي للهجرة والإسلام والمعارض لميركل اختراقاً كبيراً بفوزه بـ92 مقعداً في البرلمان (بوندستاغ).

اللاجئون في صلب النقاط الخلافية في مفاوضات تشكيل الحكومة

يقع موضوع الهجرة في صلب الاهتمامات في ألمانيا بعد تدفق المهاجرين عام 2015، هو تحديداً الذي قد يفشل المفاوضات بسبب ما يثيره من مواقف إيديولوجية على طرفي نقيض. وقال رئيس الكتلة الليبرالية في البرلمان فولفغانغ كوبيكي "حاولنا بناء جسور، لكننا فشلنا حتى الآن للأسف".

وفي مواجهة صعود "البديل لألمانيا" وضغوط الجناح المحافظ اليميني في حزبها، وعدت ميركل بفرض قيود على استقبال طالبي اللجوء، بعدما فتحت أبواب بلادها لأكثر من مليون مهاجر في 2015-2016.

وتسعى عائلتها السياسية إلى فرض سقف لعدد طالبي اللجوء الجدد في ألمانيا قدره حوالى 200 ألفاً في السنة. وإزاء خطر اليمين المتطرف الذي انتزع منهم العديد من الأصوات في انتخابات 24 أيلول/سبتمبر، يجعل المحافظون من هذه النقطة مسألة مبدئية.

لمّ الشمل عائلات اللاجئين...العقدة الكبرى

كما تدور معركة ضارية حول موضوع لم شمل العائلات الذي يعتبر في غاية الصعوبة. ويطالب الخضر باستئناف عمليات لم شمل العائلات العام المقبل للاجئين الذين لم يحصلوا سوى على إقامة لسنة قابلة للتجديد (حماية ثانوية)، فيما يرفض المحافظون والليبراليون الأمر رفضاً قاطعاً.

بعد فشل الأحزاب الألمانية المجتمعة في برلين حتى صباح الجمعة في الوصول إلى اتفاق من أجل تشكيل حكومة جديدة أكد وزير التنمية الألماني أنه واثق من نجاح المفاوضات بالرغم من العوائق. وقد تحدد موعد جديد لاستئناف المفاوضات. (17.11.2017)

دخلت محادثات تشكيل ائتلاف حكومي جديد، أو ائتلاف جامايكا، برئاسة ميركل في مرحلة حاسمة. ففي وقت لاحق سيقرر ممثلو الأحزاب الأربعة فيما إذا كان بوسعهم تذليل العقبات المتبقية أم إعلان الفشل؟ فما هي نقاط الخلاف المتبقية؟ (16.11.2017)

إلا أن الخضر يتمسكون بمطلبهم رافضين إدخال أي تعديل عليه باعتبار أنهم قدموا ما يكفي من التنازلات في ملفات أخرى ولا سيما التخلي عن الفحم ومحركات الاحتراق.

ومن نقاط الخلاف الأخرى أيضا السياسة الضريبية ولا سيما احتمال إلغاء ضريبة أنشئت لدعم المناطق الفقيرة من ألمانيا الشرقية السابقة.

ولم ترد أي معلومات عن إحراز تقدم في أي من الملفات في وقت يتواجه المفاوضون أيضاً في مسالتي أوروبا والبيئة.

ولم يبد المسؤولون السياسيون أي ارتياح عند خروجهم من 15 ساعة من المفاوضات المتواصلة الجمعة بعيد الساعة الرابعة صباحاً. وقال فولفغانغ كوبيكي "تصلبت المواقف" مضيفاً "بعد أربعة أسابيع (من المحادثات) لم نحرز أي تقدم حول نقاط أساسية".

خصم ميركل السابق يدلي بدلوه

من جهته، وجه الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي اختار الانتقال إلى المعارضة بعدما مني بهزيمة كبرى في الانتخابات التشريعية في أيلول/سبتمبر، انتقادات شديدة لميركل معتبرا أنها ترفض البت في المسائل المطروحة. وقال زعيم الحزب مارتن شولتز إن "مستشارة المواقف التقريبية (...) تفعل ما تقوم به على الدوام: تتأمل" مضيفاً أن "بطلة الإخراج (...) تصعد الضغط حتى تبيعنا أدنى النجاحات على أنها إنجاز كبير". لكنه حض الأطراف على التحرك بسرعة مؤكداً "ألمانيا لا يمكن أن تنتظر، وأوروبا لا يمكن أن تنتظر".

أكدت المستشارة أنغيلا ميركل أنه لن يكون هناك تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين في ألمانيا، وذلك عقب زيارتها لمركز إيواء اللاجئين في مدينة هايدناو بولاية ساكسونيا شرقي ألمانيا، والذي شهد لعمال شغب قبل أيام من اليمين المتطرف.

قوبلت زيارة المستشارة ميركل بصيحات استهجان ومظاهرة ضدها وضد اللاجئين في هايدناو. ورفعت إحدى المتظاهرات لوحة كتبت عليها "خائنة الشعب" موجهة اتهامها للمستشارة ميركل، فيما أصيب العديد من رجال الشرطة في المواجهات وأعمال الشغب في المدينة من قبل اليمين المتطرف.

وزار الرئيس الألماني يواخيم غاوك مركزا آخر لإيواء اللاجئين في برلين. وامتدح غاوك المتطوعين من أجل خدمة اللاجئين قائلا: المتطوعون يريدون إظهار أن هناك ألمانيا براقة تتجلى بسطوع في مواجهة ألمانيا المظلمة، التي نشعر بها عندما نسمع عن هجمات على نزل للاجئين أو حملات معادية للأجانب".

مئات اللاجئين الجدد في انتظار تقديم طلبات اللجوء في أحد مراكز استقبال اللاجئين الجدد في ألمانيا. وتواجه ألمانيا حاليا أكبر موجة لاجئين في تاريخها الحديث، وتوقعت أوساط رسمية ألمانية أن يصل عدد اللاجئين هذا العام إلى 800 ألف شخص.

العدد الكبير المتزايد للاجئين بدأ يشكل تحديا كبيرا أمام الألمان. وبدأت بعض المدن الألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء مؤقتة للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين.

اليمين المتطرف استغل مخاوف بعض الناس من تزايد عدد اللاجئين وبدأ ينظم نفسه في مظاهرات واحتجاجات ضد اللاجئين. فيما ازدادت في الأشهر الأخيرة الاعتداءات على مراكز إيواء اللاجئين وحرقها في ألمانيا.

حذرت منظمات غير حكومية ألمانية من تنامي عنف اليمين المتطرف وتزايد أعمال العنف والكراهية ضد اللاجئين في العامين الأخيرين، وأشارت الأرقام الرسمية إلى تزايد كبير في هذه الأعمال. فيما دعا وزير العدل الألماني هايكو ماس موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لوقف نشر مشاركات مستخدميه ذات المحتويات اليمينية المتطرفة والمليئة بالكراهية والعداء.

أغلب السياسيين الألمان نددوا بأعمال العنف ضد اللاجئين. فيما وصف نائب المستشارة ميركل، زيغمار غابريل، المعتدين بـ"الأوغاد". ومنذ ذلك الحين يتعرض المقر الرئيسي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي يتزعمه غابريل، لاعتداءات عنصرية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل