الرقابة الإدارية صائد «حيتان الفساد»

الرقابة الإدارية.. الاسم الذي أصبح يخشاه القيادات الفاسدة في القطاعات الحكومية وهي تلك القيادات التي ظلت فترة كبيرة من الزمن بعيدة عن الملاحقة وأعين المراقبة، وذلك بعد استحداث تلك القيادات «الفاسدة» طرق ووسائل جديدة للهروب من أعين الرقيب، الذي بات يؤرقهم كثيرا، وفي المقابل باغتت الرقابة الإدارية تلك القيادات وانقضت عليهم في عقر ديارهم، بعد أن استحدث جهاز الرقابة الإدارية طرق ووسائل لمكافحة الجريمة المنظمة ومنها الجرائم الألكترونية المتعلقة بإهدار المال العام وهو ما ظهر واضحا في القضية التي ضبطتها الرقابة مؤخرا وهي الاستيلاء على أموال إحدي الهيئات الحكومية عن طريق التوقيع الالكتروني لقيادة كبري بإحدي الهيئات التابعة لوزارة المالية وهي الواقعة التي أعادت لخزينة الدولة مئات الملايين من الجنيهات كان من المتوقع أن تذهب لجيوب الفاسدين مثلما خططوا لها لكن رجال الرقابة كانوا لهم بالمرصاد.

فلا تقف الرقابة الإدارية عند أحد، ولا تعرف حدوداً غير حدود القانون فقد استطاعت الرقابة الإدارية إلقاء القبض على (م.م.ح.ح) رئيس مجلس أمناء إدارة المعادى التعليمية، ومعه (ح. م) مدير التعليم الابتدائي، و(م.ع) أخصائي تطوير تكنولوجي بالإدارة لعرض المتهم الأول رشوة مالية بوساطة الثانى والثالث على مديرة إدارة المعادى التعليمية، مقابل اعتمادها مذكرة تفيد فتح فصول إضافية ببعض المدارس بنطاق الإدارة ليتمكن على اثرها بتحويل الطلاب إلى مدارس أخرى بالمخالفة للقوانين واللوائح المعمول بها وهي الواقعة التي واجهتها الرقابة بعد محاولة تلك القيادات إفساد موظف عام هو مديرة إدارة المعادي التعليمية.

بينما كان يدبر في الخفاء واقعة عرض رشاوي على مدير إدارة التخطيط والمتابعة بالمترو من قبل صاحب شركة قطاع خاص تعمل فى مجال الأنظمة المتكاملة، مقابل موافقة الأخير على صرف مستحقات شركته لدى الشركة المصرية لتشغيل المترو، كان رجال الرقابة لهم بالمرصاد تسجل عليهم خطواتهم وتحسب عليهم أنفاسهم ولا تتهاون في الحفاظ على حياة ركاب المترو وذلك بعد أن أوقفت الشركة المصرية للمترو صرف مستحقات شركة رجل الأعمال بعد إهماله في صيانة الأجهزة التي تكشف عن المعادن والمفرقعات بمحطات المترو وهو ما يعرض حياة المواطنين للخطر الكبير ورغم إهمال صاحب الشركة في صيانة تلك الأجهزة إلا أنه أراد صرف مستحقاته عن طريق محام «وسيط» لرشوة مديرالإدارة بمبلغ 150 ألف جنيه مقابل صرف مستحقات صاحب الشركة إلا أن رجال الرقابة أحبطوا مخططتهم وألقوا القبض على الراشي والوسيط.