المحتوى الرئيسى

شبح التوقف يهدد الخط الأول لمترو الأنفاق!

11/17 21:01

الركاب: أعطاله كثيرة.. وسيئ التهوية.. وشديد الزحام

ووزير النقل: لا توجد ميزانية لتحديثه!

ما يقرب من ثلاثين عامًا قضاها مترو الأنفاق «الخط الأول» فى خدمة الركاب، كان الأول من نوعه ليس فى مصر فقط بل فى أفريقيا والعالم العربى، عندما دخل الخدمة فى أواخر الثمانينات من القرن الماضى وتحديدًا فى أبريل عام 1989، استبشر المصريون خيرًا بالوسيلة التى ستريحهم من عناء السنين مع وسائل المواصلات التى تشق طريقها «المستحيل» وسط الزحام فى الشوارع.

لكن بمرور الوقت خابت الآمال ووصلت عدوى الأعطال والتأخير والتكدس إلى المترو.. حتى بات الخط الأول مهددًا بالتوقف بعد أن كثرت مشاكله وازدادت شكاوى المواطنين منه.. وزير النقل أكد فى تصريح مؤخرًا، أن الخط الأول للمترو مهدد بالتوقف ويحتاج إلى ميزانية ضخمة لتطوير إشاراته بالكامل، وكذا نظم التحكم المركزى المسئولة عن المتابعة والتحكم فى مسيرة القطارات، بالإضافة إلى تحديث وتطوير نظم الاتصالات بالكامل وتجديد القضبان.. مؤكدًا أن الحل هو اللجوء للقروض.

تصريحات متضاربة تعكس غياب الحقيقة، وآخرها ما أكده وزير النقل أن الخط الأول لمترو الأنفاق يعانى مشكلات عديدة قد تؤدى لتوقفه تمامًا فى أى لحظة، مشيرًا إلى أنه لا توجد ميزانية لتحديث البنية الأساسية، ويحتاج الخط الأول لتطوير نظم إشاراته بالكامل، ونظم التحكم المركزى المسئولة عن المتابعة والتحكم فى مسيرة القطارات، وتحديث وتطوير نظم الاتصالات بالكامل وتجديد القضبان، مؤكدًا أن الحل هو اللجوء للقروض، بحسب قوله.

يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه التقرير الرسمى الذى خرج عن إدارة المترو العام الماضى، مشيرًا إلى أن شركة المترو حققت إيرادات بلغت نحو 594 مليون جنيه من التذاكر والاشتراكات خلال العام المالى 2015/2016، و66.7 مليون جنيه من أنشطة إيجار الأكشاك والمحلات بالمحطات وإعلانات القطارات والمحطات وتحصيل الغرامات من المخالفين، لافتًا إلى أن 903 ملايين راكب استقلوا خطوط المترو الثلاثة خلال هذا العام.

وفى 23 مارس الماضى، وافق مجلس الوزراء على الزيادة الجديدة لتذكرة مترو الأنفاق بقيمة 2 جنيه على جميع المحطات، لتحقق إدارة المترو إيرادات يوميا بقيمة تتراوح ما بين 2.5 و3.5 مليون جنيه يوميًا ومليار جنيه شهريًا، وبحسب ما أشار إليه المهندس على فضالى رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، فإن قرار تحريك سعر التذكرة أنقذ المرفق من الانهيار، وبرغم حديث الوزير حول ما تعانى منه إدارة المترو من أزمات داخلية، إلا أنه فى أبريل الماضى قررت الجمعية العمومية لجهاز تشغيل مترو الأنفاق صرف أرباح 8 أشهر من الراتب الأساسى لكل عامل بالمترو عن العام المالى الماضى.. وتساءل المواطنون عن التناقض بين احتياجات المترو.. وبين صرف أرباح للعاملين به؟

ركاب الخط الأول: دفعنا زيادة التذكرة والخدمة ما زالت سيئة!

زحام شديد، وجوه تعتليها علامات الغضب، جمل اعتراضية تخرج من بعض المواطنين احتجاجًا على تأخر المترو قرابة 15 دقيقة على رصيف محطة الشهداء، وفور وصول القطار تحولت المحطة لساحة قتال لأسبقية الدخول إلى العربات والتى أصبحت أشبه بـ«علبة السردين».

«بجد حرام اللى بيحصل ده كل يوم تأخير».. بغضب شديد استهل كريم جمال، موظف، حديثه، وقال إنه يعمل فى إحدى الشركات الخاصة فى مصر الجديدة، ومقيم فى منطقة أرض اللواء، يستيقظ مبكرًا ويخرج قبل ميعاد عمله بـ3 ساعات لتجنب زحام المترو، وبرغم ذلك يتعرض للتأخير ويتجازى فى عمله.

وقال «جمال»: «عندما أصل إلى الرصيف ممكن

وانطلق قطار المترو من على رصيف الشهداء قاصدًا محطة المرج الجديدة، وبدأت مشاجرات الركاب بسبب الزحام الشديد وعدم قدرتهم على التحرك، فى الوقت الذى لا توجد فيه سبل تهوية سوى نوافد القطار، واشتد صراخ الأطفال من الزحام.

وقالت فاطمة نور، موظفة: "مش عارفة ليه الخط الأول خدمته سيئة كدا برغم زيادة ثمن التذكرة للضعف، وكان من الواجب زيادة عدد رحلات القطارات حتى لا يتسبب فى حالة الزحام على الرصيف".

وأشارت صاحبة الثلاثين عامًا إلى أنها تواجه صعوبات بالغة للوصول لعملها فى توقيته، وقالت: «أركب من محطة شبرا الخيمة وأغير المترو للخط الأول علشان أروح شغلى، ومش بقدر أركب أى عربة إلا لما تكون فاضية شوية، وده بيأخرنى كل يوم».

«فيه سيدات بتحب تركب عربيات الرجال علشان يحرجوهم ويقعدوا».. تكمل «فاطمة» حديثها، وقالت: «نظرًا للزحام الشديد لا تبالى بعض السيدات من التزاحم فى عربات الرجال، بهدف إحراج البعض منهم للجلوس على المقعد، لعلمها جيدًا أنها لا تستطيع الجلوس فى عربة السيدات المزدحمة».

ووصل المترو لمحطة «غمرة» ليعود سيناريو الصراعات مرة أخرى على الأبواب على أسبقية الدخول، حتى كاد يتعرض أحد الركاب للموت بعد انزلاق قدميه أسفل العربية، لولا العناية الإلهية وبعض الركاب الآخرين أنقذوه من الموت.

سيناريو يعانى منه الملايين من المواطنين يوميًا ممن يستقلون الخط الأول، وقال محمود سالم، أحد الركاب: إن الخط الأول للمترو يفتقد وسائل التهوية الجيدة، وفى فصل الصيف يعانى الركاب من الحر الشديد، ويتعرض كبار السن لحالات إغماء، فضلًا عن صراخ الأطفال الذين لا يتحملون سخونة الجو داخل العربات.

تامر جلال، موظف، قال إنه يواجه كل يوم أهوالًا للوصول للعمل فى ميعاده، وذلك لزحام الخط الأول بشكل غير طبيعى، ومع تأخر القطارات تتكدس المحطات بالركاب، وبالتالى يصبح صعبًا على الجميع الصعود للعربات، خاصة أنها تأتى ممتلئة من المحطات السابقة.

استشارى نقل يضع روشتة لتطوير هيئة المترو

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل