المحتوى الرئيسى

التحقيقات مع قاتل «قس المرج»: «فشلتُ فى هداية الناس وفكرتُ شهر ونص فى قتل قسيس عشان أعمل شىء ناجح فى حياتى»

11/17 11:28

فى 12 أكتوبر الماضى كانت منطقة المرج على موعد مع واحدة من أكثر القضايا التى شغلت الرأى العام والإعلام، لفترة طويلة. الحدث لم يكن عادياً، فقد فوجئ الأهالى بشاب يمسك سكيناً كبيراً ويطارد أحد رجال الدين المسيحى، وبين الحين والآخر يطعنه حتى لفظ أنفاسه بين يديه، قبل أن يفر هارباً. تأويلات كثيرة ظهرت فى القضية، حتى أحالتها النيابة إلى محكمة الجنايات، ومن منصة الجنايات ذهبت أوراق المتهم أحمد سعيد السنباطى إلى مفتى الجمهورية بقرار من المحكمة لاستطلاع الرأى الشرعى فى إعدامه، على أن يصدر الحكم بشأن إعدامه من عدمه فى 15 يناير المقبل.

«الوطن» حصلت على نص التحقيقات فى القضية والتى حوت أقوالاً منسوبة للمتهم عن جريمته وظروفه الاجتماعية وأحوال أسرته وتصرفاته الغريبة طيلة شهور سبقت الحادث، وكذلك ما اعتاد فعله أمام الكنائس، ولماذا اتخذ قرار قتل المجنى عليه «سمعان شحاتة».

ونسبت التحقيقات التى أجراها المحقق أحمد خالد يوم 13 أكتوبر بعد ساعات من الجريمة، إلى المتهم قوله إنه مر بمراحل فكرية مضطربة على مدار أشهر سبقت ارتكاب الجريمة، صاحبتها تصرفات غريبة منها تلطيخ نفسه بـ«الطين» والتوجه للكنائس والخطابة أمامها إلى أن اتخذ قراره بقتل أحد القساوسة وشاء القدر أن يكون الضحية المجنى عليه سمعان شحاتة، دون اختيار مسبق، فلم يكن المتهم يعرف المجنى عليه من قبل، لكنه قرر قتل أحد القساوسة حتى ينتبه الناس له ويتساءلوا عن السبب، فقد كان عدم اكتراث الناس لأمره ولما يفعله ويقوله مؤرقاً له على مدار شهور طويلة.

فى الحلقة الأولى من نص تحقيقات القضية تنشر «الوطن» حكاية المتهم وملابسات الحادث وقصة حياته منذ طفولته حتى جلس أمام المحقق يقص عليه تفاصيل الجريمة:

ننشر أقوال المتهم بقتل الكاهن «سمعان» واعترافاته التفصيلية

جلس المتهم أمام المحقق وقال:

اسمى أحمد سعيد إبراهيم السنباطى.. سنى 19 سنة وأعمل فنى صباغة.

وأدلى بأقواله على النحو التالى:

ج: اللى حصل إنى اتولدت فى حلوان وعِشت فترة وبعد كده رُحنا مدينة السلام وبعد كده المرج وكنت عايش مع أهلى وفضلت فى المدرسة لحد سنة ستة ابتدائى خرجت منها بسبب ظروف أهلى وبعد المدرسة اشتغلت فى أكتر من مكان وخلال فترة شغلى ابتديت إنى يكون معايا فلوس وكنت بدّى أبويا جزء منها علشان مصاريف البيت والباقى كنت بصرفه على نفسى، وابتديت يكون ليّا أصدقاء وكنت زى أى شاب فى السن ده كنت بخرج معاهم وأروح وآجى ودى كانت فترة انحراف مع أصحابى وكنا ساعتها بنشرب مخدرات وخمرة وماكنتش بصلى ولا أصوم فى الفترة دى ولا حتى رمضان واستمر بيّا الحال على كده نحو 3 سنين أو أكتر.

عقدة حياتى إن ماكنش حد فاهمنى.. وفكرت فى حاجة ربنا يغفر لى بها واخترت قتل القسيس لأنه يعلّم الناس الضلال

وكنت كل لما أفكر أتوب أرجع تانى لحد ما فى يوم قررت أنى أتوب وأبعد عن الحاجات الغلط اللى كنت بعملها وفعلاً ابتديت أصلى وأصوم وأقرأ قرآن وقيام الليل وحسيت ساعتها براحة إنى بقيت مع ربنا وبعدت عن الحاجات الغلط وابتديت أفهم إن كل اللى كنت بعمله فى الأول ده كان مجرد فتن أنا عايش فيها فبعدت عنها وساعتها ابتديت أغير شكل هدومى وبقيت ألبس العباية والشال على دماغى وكنت حاسس إنى مرتاح وحاولت أتعمق فى فهم القرآن الكريم وطول عمرى كنت بسمع الآية «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم» وكنت عاوز أعرف ليه ربنا قال عليهم كده لأنى كنت عايش فى منطقة 80٪ منهم نصارى وليّا أصحاب كتير منهم وكنت عاوز أعرف هما بينافقونى ولّا لأ وابتديت أجمع الدلالات على كده من كل سورة فوجدت فى سورة الكهف الآية رقم (3) « وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً» وأكثر من دلالة جمعتها وتوصلت بيها إلى أنهم مشركون بالله وعلمت أن معنى الشرك هو الكفر وذلك دليل قول الله تعالى «لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ» وأنا لما جمعت الدلالات دى ابتديت أواجه أصحابى المسلمين والنصارى بالدلالات وأصحابى المسلمين سخروا منى لأن هما كانوا شايفين إنى كنت حاجة وبقيت حاجة تانية وكانوا شايفين إنى كنت بشرب مخدرات ودلوقتى بكلمهم فى الدين وأصحابى المسيحيين اتهمونى بالجنون لأن هما رافضين يعرفوا حقيقة ما أقوله لهم فابتديت أجمع أصحابى وأخطب فى الدين فى أى مكان وأقولهم المواعظ التى تهتز لها القلوب من خشية الله وكان منهم بعض يسمع والآخر يمتنع ويذهب.

مشيت ورا القتيل وناديت عليه وقرّبت منه وطعنته بالسكينة فى بطنه.. ولما جرى ودخل مخزن الحديد طعنته تانى فى جنبه علشان أتأكد من موته

وفى يوم كنت ماشى وحسيت إنى عايز أكسر نفسى من كتر الذنوب وكنت لابس هدوم جديدة ولقيت نفسى باخد الطين من على الأرض وببهدل بيه هدومى والناس كانت لما تشوفنى فى الشارع تقول ده اتجنن أو لسع بس محدش يعرف أنا كنت بعمل كده ليه. وفى يوم كنت ماشى فى الشارع ولقيت رجلى جابتنى عند كنيسة العذراء وكانت الدنيا بتمطر وأبواب السما مفتوحة فوجدت نفسى أتلو ما أتانى ربى عن هؤلاء من علم عن دين أمام الكنيسة وبصوت عالٍ وما كان لهم رد إلا أن يسمعوا وينصتوا وحينما أنتهى يسخرون فعلمت قول ربى عنهم « وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ» مرة وأخرى فعلتها ولكن لم تأتِ منهم بفائدة لا بحديث ولا بعظة وأنا أول مرة رُحت وعملت كده اتبسطت جداً لأنى كنت شايف إن من النادر إن حد يعمل كده ويواجههم وإن حد تجيله جرأة فى الزمن ده ويعمل كده وفضلت ملتزم فى حياتى فترة ولكن مريت بظروف فى البيت ومشاكل نتج عنها أفعال كنت أفعلها مثل إلقاء نفسى فى الوحل والتصميم على أن أبلغ الآيات التى علمت إياها إلى المسلمين والمسيحيين، وكل يوم وآخر يحدث إشكال مع جيرانى لأنهم يصرون على الامتناع عما أفعل، وكان رأيى هو تصميمى لأنى سمعت قول رسول الله «ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» وقول آخر «بلغوا عنى ولو آية» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى تعرضت من جيرانى وأهلى للاضطهاد وأحياناً السب والقذف فى ظهرى وأمامى فأخذت نفسى التى أشرقت بنور الهدى أن تنطفئ شيئاً فشيئاً فأخذت أبكى على حالى أياماً وليالى، ثم أطاحت بى الدنيا إلى قدر لم أكن أعلمه.

وفى أحد الأيام ذهبت إلى إحدى الكنائس مرة أخرى كى أفعل ما سبق ولعلى آتى بشىء، فوجدت رجلاً يدعى البابا يسخر منى ويقول ما هو إلا كلب وهل عندما ينبح الكلب يجد من يجيبه حتى ذهبت إلى السيد الحسين عشرين يوماً أتساءل مع رجال العلوم عن دين الإسلام فى أفعالى التى كنت أفعلها فما وجدت أحداً يرد، ثم عدت وارتجعت إلى منزلى فأخذت المشاكل تحدث وتفكير بقتل نفسى والانتحار من أجل عدم قدرتى على فعل شىء وعن عجزى عن الوصول إلى شىء، وكنت أدعو عائلتى وكانت لا تستجيب لى ولما وجدتنى أعانى فى نفسى ولم أجد منهم إلا واحداً بعض الشىء يهتم لأمرى وكان عقدة حياتى إن مكنش فيه حد بيفهمنى وكان عندى مشاكل كتير مع جيرانى وفيه فترة من الفترات مكنتش عارف أنا صح ولا غلط، وفكرت إنى أعمل حاجة صح ربنا يغفر لى بيها ذنوبى بعد أن فشلت فى هداية الناس ورأيت أن القساوسة أئمة يدعون إلى الشرك والكفر وليس للهداية والنور لأنهم هم القائمون بتعليم المسيحيين أبنائهم علماً لا ينفع وظلمات ليس نوراً وأنهم يضلون لا يهدون ويعلّمون الشرك بالله ففكرت فى أنه لو تخلصت من أحدهم قد أكون نجحت فى مهمة حياتى كى يعلم الناس لماذا فعلتها وكنت شايف إن ده هيكون صح عند ربنا وهيؤجرنى عليه، لأنى أنا كده هوقّف شخص بيعلّم الناس الضلال.

وفضلت الفكرة فى دماغى نحو شهر ونص بفكر فى الموضوع ده بس معنديش الجرأة إنى أعمله ومكنتش محدد شخص بعينه أو وقت معين ويوم الأربعاء اللى فات اتخانقت مع بائع العصير اللى كنت شغال معاه وكان موفر لى مكان أنام فيه لأنى كنت سايب البيت بسبب مشاجرة مع والدى ولما اتخانقت مع بتاع العصير كنت خبطته فى عينه واحمرت فقررت أروح له يوم الخميس أعتذر له علشان أشتغل معاه تانى ويوفر لى مكان أبات فيه بس قبل ما أروح فكرت آخد سكينة معايا لأنى خفت إنه يتخانق معايا، لأنه لما بيتخانق مع الناس بيرفع السكينة اللى بيقشر بيها القصب، بس مكنش معايا فلوس، ففكرت أبيع التليفون علشان يكون معايا فلوس أشترى بها السكينة وأفطر وكمان قلت عاوز أجيب السكينة علشان أنفذ موضوع إنى أموّت أى قسيس أشوفه فقلت أخليها معايا وفعلاً بعت التليفون فى محل فى أبوصير بمبلغ 200 جنيه واشتريت السكينة بمبلغ 120 جنيه وبعد كده وأنا رايح لمحل العصير قلت فى نفسى: بقى ينفع تتخانق مع أخوك المسلم وترفع عليه سلاح، فقررت إنى أروح أراضيه وفعلاً رُحت راضيته بس ولاد عمه شتمونى وأنا سِبتهم ومشيت وكنت مخبّى السلاح فى كُمّ الجلابية.

اتبسطت جداً لما خطبت فى المسيحيين أمام الكنيسة بصوت عالى وواجهتهم

بعدها رُحت قعدت عند أول النفق بتاع أبوصير وأنا قاعد لقيت قسيس ماشى فى الشارع وساعتها رحت عند مبنى قديم وطلعت السكينة من ورقة كانت ملفوفة فيها ومشيت ورا القسيس فطلع من النفق، وأنا مديت علشان ألحقه ولقيته دخل يمين وبعد كده ناديت عليه بصوت عالى وأنا قريب منه وقلت له يا قسيس فلف وشه وبصّ لى فرحت طعنته بالسكينة فى بطنه، فصرخ وجرى ودخل مخزن الحديد فدخلت وراه حتى أتأكد من موته فلقيته واقف على رجله فرُحت طعنته طعنة تانية فى جنبه راح وقع على الأرض وحاول يمسك السكينة منى فشديتها وقعدت أضربه بها أكتر من ضربة وكنت بضرب علشان أتأكد أنه مات، وفى نفس الوقت كنت خايف ليكون اللى عملته جهل منى أو ضلال، وبعد كده جريت طلعت على الطريق الدائرى لحد ما وصلت الناحية التانية، وركبت ميكروباص وكنت ممكن أهرب بس لقيت نفسى بنزل تانى وبمشى ناحية معسكر الأمن المركزى، ولما قربت رميت السكينة على الأرض، وقلت لهم: أنا جاى أسلم نفسى علشان قتلت. والضابط أخدنى دخلنى مسجد جنب الأمن المركزى علشان الناس كانت بتجرى ورايا وعاوزين يضربونى ووقف حراسة على الباب وشال السكينة من الأرض لحد لما قسم المرج جه أخدنى وأخد السكينة وهو ده كل اللى حصل.

س: ما طبيعة نشأتك الاجتماعية والأسرية؟

ج: اتولدت يوم 18/10/1997 فى حلوان، والدى كان شغال لحام بشركة النصر للسيارات، ووالدتى كانت ربة منزل وعندى إخوات «محمد» أكبر منى و«محمود» أصغر و«سلمى» الصغيرة، وكان ليّا أختين من الأب «رشا وشيرين»، ونقلنا سكننا من حلوان للسلام وبعد كده رُحنا المرج سنة 2005.

س: وما مؤهلاتك العلمية تحديداً؟

ج: سِبت المدرسة بعدما خلصت 6 ابتدائى.

س: وما الذى حال دون استكمالك للتعليم؟

ج: لأن كان حصل موقف مع عمتى وكنت عندها فى يوم واتهمتنى إنى سرقت شبكة بنتها وقالت لى ديه بـ4 آلاف جنيه وساعتها والدى رفض يدفع المبلغ وأنا مكنتش سرقت حاجة وقال لى ساعتها اطلع من المدرسة واشتغل علشان تسد الفلوس دى.

س: وما الوظائف التى شغلتها عقب خروجك من التعليم؟

ج: اشتغلت أكتر من شغلانة بمجرد خروجى من المدرسة واشتغلت حداد فى ورشة حوالى 4 شهور وبعديها اشتغلت فى مصنع كرتون وقعدت فيه حوالى سنة و3 شهور، وبعد كده اشتغلت فى شركة بلاستيك وقعدت فيها حوالى سنة و8 شهور، وبعد كده اشتغلت فى مصبغة وقعدت فيها حوالى سنة و5 شهور واشتغلت فى محل عصير بدون أجر علشان كان بيوفر لى سكن حوالى 15 يوم.

س: وما طبيعة علاقتك مع أفراد أسرتك؟

ج: علاقتى بوالدتى كويسة بس ساعات بتزعل منى علشان مش بسمع الكلام وعلاقتى مع إخواتى كانت كويسة، بس دلوقتى إحنا متفرقين بسبب أبويا لخلافات على الفلوس، وبالنسبة لعلاقتى مع أبويا حالياً مش كويسة بسبب خلافات، وكمان لأن أبويا مش بيهتم لأمر حد ومش بيهتم إلا بنفسه بس.

حاولت فى يوم «أكسر نفسى» من كتر الذنوب وبهدلت هدومى الجديدة فى الطين والناس قالت علىّ «اتجنن» ومحدش عرف السبب

س: وهل لديك أصدقاء من خلال عملك أو منطقة سكنك؟

ج: أيوه، لما اشتغلت وابتدى يكون معايا فلوس ابتدى يكون ليّا أصدقاء كتير، وكنا فى الأول بنخرج مع بعض ونقعد مع بعض فى بيتى، وكنا بنشرب مخدرات وخمرة مع بعض على فترات كل يومين أو 3 ولما ابتديت ألتزم أصحابى كلهم بعدوا عنى لأنى مابقتش زيهم.

س: وما كيفية التزامك الدينى وكيف حدث ذلك؟

ج: لما اشتغلت كنت عايش حياتى زى أى شاب فى سنى وكنت بخرج وأسهر، وكنت بتعاطى مخدرات حشيش وأستروكس، وبعد فترة عاهدت ربنا إنى مش هعمل كده تانى وإنى أكون ملتزم وأبعد عن المعاصى وأتوب.

س: وما الخطوات التى اتخذتها لتنفيذ قرارك بالالتزام الدينى؟

ج: أولاً بعدت عن أصدقاء السوء وبعدت عن السهر والمنكرات مثل شرب السجائر والمخدرات واللغو الفاحش والانفراد بنفسى فى منزلى كى أعبد الله وابتديت أصلى وأصوم رمضان وأقرأ القرآن وأقوم الليل.

س: وما أوجه الاختلاف التى حدثت لك عقب التزامك الدينى؟

ج: أول حاجة إنى كنت خايف من ربنا إنى أرجع تانى للمعاصى وقلت ما بينى وبين نفسى إنى أتقرب بالعبادات مثل قراءة القرآن والصوم والتسبيح وأذكار الصباح والمساء فوجدت فى فترة وجيزة إن نفسى قد تغيرت تماماً مما كنت عليه من شر وغموض إلى نور ثم تمنيت ربى أن يأتينى العلم وأول ما أقبلت عليه حفظ القرآن فى مسجد الأعراب.

س: وهل عاونك أحد فى حفظ القرآن أو تعليم أصول الدين؟

ج: عاوننى فى حفظ القرآن شيخ مش متذكر اسمه فى مسجد الأعراب كان بيحفّظ الأطفال وعاوننى على حفظ جزء «عَمّ» بعدما كنت لا أحفظ منه إلا المعوذتين و«قل هو الله أحد».

س: هل تلقيت دروساً دينية آنذاك؟

ج: لم يكن دائماً بل كان فى فترات بعيدة وكنت أحياناً أحضرها وأحياناً وأنا فى منزلى أسمعها عن طريق ميكروفون المسجد.

بعد ما قتلته لاقيت نفسى رايح ناحية معسكر الأمن المركزى.. وقلت لهم «جاى أسلم نفسى» والضابط أنقذنى لأن الناس كانت بتجرى ورايا

س: وما الموضوعات الدينية التى كانت تدخل فى دائرة اهتمامك؟

ج: أحب ما كنت أريد أن أتقرب إليه رواية أكثر الأحاديث الشريفة والصحيحة التى رويت عن سيرة سيد الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، أما بالنسبة للتفسير فكنت مؤمناً أشد الإيمان بآية قالها الرحمن «وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ».

س: وهل عاونك أحد فى تفسير القرآن الكريم؟

ج: كنت أحب أن أستمع وأقرأ آيات العظة التى تفيد وتنهى عن المعاصى والذنوب وتجعل العبد يتيقن ويتحقق فى ملكوت مَن خلق.

س: وهل كانت هناك موضوعات محددة بالقرآن الكريم أردت أن تتعمق فى تفسيرها والإلمام بها؟

ج: أحببت أن أعلم ما هو يسر على أن أسير به وأعمل به صالحاً وده كان فى بداية التزامى وبعد أن التزمت الالتزام الكامل كنت عاوز أعرف تفسير الآية الكريمة التى تقول «وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ».

س: وما الذى دعاك تحديداً إلى التعمق فى تلك الآية الكريمة؟

ج: لأن أنا كنت عاوز أعرف معنى الآية وما هو موقف المسيحيين بعد التزامى وتغييرى خاصة أن أغلب المنطقة عندى مسيحيين.

س: وهل توصلت إلى تفسير تلك الآية الكريمة؟

ج: أنا توصلت إلى تفسيرها عن طريق ربطها بآيات متشابهات مثل قوله تعالى: « وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ» وآية خرى تقول: «وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ» وما جعلنى أصر أن أعلم عندما روى لى فى كتاب الله قصة العذراء وقول الله تعالى بعدها: «ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ» وآية تدل على غضب الله على من يدعون أن لله ولداً وقال الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم «وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا» صدق الله العظيم.

س: وما التغيير الذى حدث لك وما هو رد فعلك حال تفسيرك لتلك الآيات الكريمة؟

ج: جعلنى أنظر إلى هؤلاء أنهم أعداء لله.

س: وما التصرف الذى بدا منك حال توصلك إلى أن اليهود والنصارى أعداء لله؟

ج: أنا فى الأول لما جمعت الآيات دى قررت إنى أثبت أكتر على دينى بالعلم وبعد كده أبتدى أواجه أصحابى المسلمين والمسيحيين بالدلالات التى توصلت لها.

س: وما رد فعل أصدقائك المسلمين والمسيحيين حال مواجهتك لهم بتلك الدلالات آنفة البيان؟

ج: أصحابى المسلمين سخروا منى لأنهم كانوا شايفين إنى كنت حاجة وبقيت حاجة تانية وكانوا شايفين إنى كنت بشرب مخدرات معاهم ودلوقتى بكلّمهم فى الدين وأصحابى المسيحيين اتهمونى بالجنون لأنهم رافضين يعرفوا حقيقة ما أقوله.

س: وهل تراجعت عن فكرة المواجهة لأصدقائك عقب رفضهم لمواجهتك لهم؟

ج: أنا ابتديت أجمع أصحابى وأخطب فى الدين فى أى مكان وأقول لهم المواعظ التى تهتز لها القلوب من خشية الله كان منهم البعض يسمع والبعض يمتنع ويذهب فلم أصر على أن أجعلهم يسمعوننى وقلت بينى وبين نفسى «إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء»

س: وما هى مرجعيتك فى الدين تحديداً؟

ج: أنا كان مرجعيتى القرآن الكريم فقط.

س: وهل انتميت أو انضممت إلى إحدى الجماعات الدينية؟

ج: لم أنضم لأى من الجماعات لأنى أعلم أن ربى لعن الأحزاب.

س: وهل حاولت أو سعت إحدى الجماعات لانضمامك إليها؟

ج: لا بل بالعكس كانوا يتجنبوننى من سوء تصرفى والأخطاء التى كنت أرتكبها فى حق نفسى ودعوتى.

س: وما هى تلك الأخطاء تحديداً؟

ج: أنا كنت فى بعض الأحيان بكون عاوز أكسر نفسى من كثرة الذنوب فكنت باخد طين من الأرض أحطه على هدومى وساعات كنت برمى نفسى فى الطين فالناس كانت بتبص لى وتقول ده اتجنن ولسع.

س: وما سبب نظرة البعض لك واتهامهم لك بالجنون؟

ج: علشان أنا لما كنت بحط الطين على نفسى أو أرمى نفسى فى الطين فكانوا شايفين إن ده جنان ولأن فى يوم كنت ماشى فى الشارع ورجلى جابتنى عند كنيسة العذراء وكانت الدنيا بتمطر وأبواب السما مفتوحة فوجدت نفسى أتلو ما أتانى ربى بين هؤلاء من علم عن دين أمام الكنيسة وبصوت عالى وكانوا يسخرون منى.

س: وما سبب توجهك لكنيسة العذراء إذاً لأول مرة؟

ج: أنا كنت ماشى فى الشارع ولقيت نفسى هناك والدنيا كانت بتمطر فوقفت برة ووجدت نفسى أتلو ما أتانى ربى عن هؤلاء أمام الكنيسة من الخارج.

س: وهل كان أحد موجوداً أمام الكنيسة آنذاك؟

ج: هما كانوا بيتجمعوا على صوتى وبيستمعوا لما أقول.

نرشح لك

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل