الرئيس فى كفر الشيخ غداً.. والزيارة تشهد افتتاح «المدينة السمكية».. وتعد أكبر مشروع استزراع فى الشرق الأوسط

يفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى، غداً، «المدينة السمكية الصناعية فى منطقة «غليون» بمحافظة كفر الشيخ، وهى أكبر مشروع استزراع سمكى فى الشرق الأوسط وقارة أفريقيا، وهو المشروع الذى نفذته الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية. ونظمت إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة جولة فى «مدينة الأسماك»، قبيل ساعات من افتتاحها، بحضور محررة «الوطن»، وذلك فى المدينة التى أقيمت على مساحة 4 آلاف فدان، والتى تضم عمالة تبلغ 5 آلاف عامل وفنى ومهندس، يستخدمون 1700 مُعدة ثقيلة، بإجمالى كميات حفر وردم نحو 16 مليون متر مكعب، وهى ما يساوى 6 أمثال حجم «الهرم الأكبر»، وبإجمالى حديد مستخدم بوزن 13 ألف طن، وهو ما يزيد على وزن الحديد بـ«برج إيفل».

ويتكون المشروع من «مفرخ أسماك وجمبرى» على مساحة 17 فداناً، بطاقة 20 مليون «إصبعية أسماك بحرية»، و2 مليار «يرقة جمبرى»، فضلاً عن مزرعة إنتاج الأسماك البحرية بإجمالى 453 «حوض تربية»، و155 حوض تحضين بطاقة إنتاجية 3 آلاف طن أسماك لكل دورة تقريباً، ومزرعة إنتاج الجمبرى، وفيها 655 «حوض تربية» بطاقة إنتاجية ألفا طن جمبرى لكل دورة تقريباً، فضلاً عن مزرعة إنتاج أسماك المياه العذبة بعدد 83 حوضاً، بطاقة إنتاجية ألفَى طن. وتضم أرض المشروع مركزاً للأبحاث والتطوير والتدريب على مساحة 700 متر، ويتكون المركز من معمل جودة المياه، ومعمل الغذاء الحى، ووحدة الإرشاد والتدريب، ومعمل بيولوجية الأسماك، ومعمل صحة، وأمراض الأسماك، ومعمل تركيب، وجودة الأعلاف. وعلى أرض المشروع أيضاً جرى إنشاء مصانع لإنتاج أعلاف الأسماك، والجمبرى، التى تضم مصنع «أعلاف للأسماك البحرية» بمساحة 1518 متراً مربعاً، وبطاقة إنتاجية 120 ألف طن سنوياً، ومصنع «أعلاف جمبرى»، بمساحة 567 متراً مربعاً بطاقة 60 ألف طن سنوياً، ومصنع عبوات «فوم»، على مساحة 1200 متر مربع، والتى تنتج عبوات مختلفة الأحجام من «الفوم»، لتداول جميع منتجات الأسماك، والجمبرى للأسواق الداخلية والتصدير، بطاقة إنتاجية من 900 حتى 1500 كيلوجرام يومياً. كما تضم المدينة مصنعاً للثلج على مساحة 448 متراً مربعاً، بطاقة إنتاجية 40 طن «ثلج مجروش» فى اليوم الواحد، فضلاً عن 20 طن ثلج بلوكات يومياً.

«الوطن» فى مدينة «غليون»: كميات الحفر والردم فى المشروع تُساوى 6 أمثال حجم «الهرم الأكبر»

وجرى إنشاء أكبر مصنع لتجهيز الأسماك والجمبرى فى الشرق الأوسط بالمدينة على مساحة 19 ألفاً و695 متراً مربعاً، وهو يشتمل على مصنع منتجات الأسماك المبردة والمجمدة بأنواعها، التى تنتج أسماكاً سواء «فيليه، ومطهية، ونصف مطهية»، وأسماكاً مصنعة، فضلاً عن مصنع منتجات جمبرى بأنواعها، سواء مبرد، أو مجمد، أو مقشر، أو مصنع، أو مطهى، أو نصف مطهى، وذلك بطاقة إنتاجية 100 طن يومياً. من جانبه، قال اللواء حمدى بدين، رئيس مجلس إدارة «الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية»، إن «الشركة تتولى تنفيذ عدد من المشروعات المهمة فى مجال الاستزراع السمكى بالتعاون مع وزارة الزراعة، وعدد من الأجهزة المعنية فى الدولة، والتى تمثل طاقة إنتاجية جديدة ستسهم بعد تشغيلها فى زيادة الناتج المحلى، عن طريق تطوير وتنمية البحيرات، والتوسع فى الاستزراع السمكى، وإدخال أنظمة جديدة للاستزراع عن طريق الأقفاص البحرية، والاستزراع المكثف».

وأضاف «بدين»، فى تصريحات، أمس، أن «العمل يجرى فى مشروعات المدينة السمكية الصناعية فى محافظة كفر الشيخ، ومشروعى المزرعة السمكية والأقفاص السمكية البحرية بمنطقة شرق التفريعة، ومشروع المزرعة السمكية (مثلث الديبة) بمحافظة بورسعيد، ومشروعى استزراع التونة بكل من مرسى جرجوب بمحافظة مرسى مطروح، والزعفرانة بمحافظة البحر الأحمر، وإنشاء أسطول للصيد فى المياه الإقليمية والدولية، والتى من المتوقع أن تسهم إنتاجية مشروعات الشركة فى تخفيض واردات الأسماك بنسبة 27% تقريباً». من جهته، قال اللواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ: إن «المدينة أسهمت بشكل كبير فى تغيير ديموغرافية منطقة غليون، وتحويلها من منطقة أكثر احتياجاً، وبؤرة مخالفة للقانون، ومنفذاً للهجرة غير الشرعية إلى مدينة صناعية متكاملة توفر الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للصيادين وخريجى الجامعات من أبناء كفر الشيخ والمحافظات المجاورة لها».

«بدين»: إنتاجية المشروعات الجديدة التى تنفذها القوات المسلحة ستسهم فى تخفيض واردات الأسماك بنسبة 27%

فيما قال الدكتور محيى الدين عبدالفتاح، أستاذ الكيمياء العضوية بجامعة قناة السويس، المشرف على المنظومة العلمية والبحثية فى المشروع، إن «المشروع يعد الأضخم من نوعه فى منطقة الشرق الأوسط ونقطة انطلاقة رائدة لمستقبل الاستزراع السمكى المبنى على أسس عالمية». ولفت «عبدالفتاح» إلى أنه «تم تأسيس مدرسة صناعية ثانوية للاستزراع السمكى لاستكمال احتياجات المشروع، فى ظل عدم وجود مزارع سمكية فى مصر خلال الفترة من 1960 وحتى 2014، حتى كلفت القيادة السياسية المؤسسة العسكرية بالتعاون مع المؤسسات والشركات الوطنية من أجل تنمية ودعم الوطن والمواطنين». وفى داخل معهد الأبحاث والتطوير بـ«غليون»، تعمل الدكتورة هبة حسن، والدكتورة هند كرم، الباحثتان بمعهد بحوث صحة الحيوان فى وزارة الزراعة، لمساعدة المركز فى الحصول على شهادة «الأيزو». وقالت الدكتورة سامية علاء، مسئولة التغذية بوحدة الإنتاج المكثف، إن «هدف الوحدة تقليل عدد الأيام عن الاستزراع العادى بحيث تصل مدة حجم السمكة المثمنة إلى 100 يوم، والوحدة تعمل طوال العام بأقل كمية ماء على عكس الاستزراع العادى». من جهة أخرى، قال محمود عبدالبر، شاب يعمل بالمشروع، إنه «حاول السفر مرتين عن طريق البحر عبر سمسار هجرة غير شرعية، ورأى الموت بعينيه، وتم إحباط أول محاولة من خلال قوات حرس الحدود، ومرة من السلطات الإيطالية التى رحّلته إلى مصر، ولذلك جاء ليعمل فى مشروع غليون».