المحتوى الرئيسى

من "آل يام حتى بني قحطان"... فزعة القبائل في مواجهة تنظيم الحمدين

11/17 08:26

اقتربت أزمة إمارة قطر مع محيطها الخليجي والعربي، من شهرها السادس وسط تعنت تنظيم الحمدين، -النظام القطري-، تجاه مطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، والرامية إلى تغيير نهج السياسات الداعمة للتنظيمات الإرهابية، وإنهاء التقارب الوطيد مع النظام الإيراني المعادي لمصالح دول المنطقة.

وجاءت أزمة سحب جنسيات القبائل القطرية المناهضة لتلك السياسات التخريبية، لتفجر بدورها مواجهة جديدة بين النظام القطري من جانب وأبناء قطر من جانب آخر، معلنين فزعتهم تجاه منهجية التعسف والقمع الذين يمضي بهما نظام تميم بن حمد ومرتزقته في مسارهم العدائي لدول الجوار.

ترتّب قبيلة قحطان اجتماعًا موسّعًا اليوم الجمعة، لمناقشة قرارات تنظيم الحمدين، بسحب جنسية عدد من كبار شيوخ وزعماء القبائل، في وقت دعا أحد كبار شيوخ القبيلة أبناء قطر ومثقفيها وشيوخ آل ثاني وعقلاءها، إلى الالتفاف حول الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، والشيخ سلطان بن سحيم، وتغليب الحكمة في اتخاذ القرارات، آملًا في استعادة قطر، وإعادتها إلى سابق عهدها، محذرًا في الوقت ذاته "الحمدين" من المساس بأمن المملكة العربية السعودية.

وأكد الشيخ سلطان بن قرملة، أحد كبار شيوخ قبيلة قحطان، أن أسرة آل ثاني فيها الكثير من الأخيار الذين يستطيعون إعادة قطر إلى سابق عهدها، مشيرًا إلى أن "الحمدين أدخلا القبائل في المعترك السياسي بعد سحب جنسية شيخ آل مرة وشيخ بني هاجر، بما يتعارض مع أنظمة وحقوق الإنسان".

وحذّر سلطان بن قرملة، في حديث أدلى به لموقع "العربية نت"، "تنظيم الحمدين" من المساس بأمن المملكة العربية السعودية، معتبرًا هذا الأمر خطًا أحمر، مشيرًا إلى أنه يكنّ كل المحبة للشعب القطري، مضيفًا أن شيوخ البلد على الرأس والعين، بحسب تعبيره.

وفي السياق ذاته، نشر مغردون سعوديون مقطع فيديو يظهر به استعدادات مهيبة، لقبائل قحطان، إلي جانب المقرات المخصصة لاستقبال أكثر من 100 ألف من أبناء القبيلة تضامنًا مع الشيخ بن شافي.

سلطت ندوة أقيمت في جنيف منتصف سبتمبر الماضي، الضوء على حقوق الإنسان في قطر، وتجريد آلاف الأسر من الجنسية القطرية دون مبررات، وتم عقد الندوة بعد سحب جنسية الشيخ طالب بن شريم المري و٥٥ من أفراد أسرته ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم في الدوحة، وتطرق المجتمعون إلى قضية الغفران الإنسانية.

ونظمت الندوة، الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان، وشارك فيها عدد من الحقوقيين العرب والأجانب، وناقش المجتمعون قضية تهجير آل غفران من قبيلة آل مرة في العام 1996 وحتى الوقت الراهن بشكل تدريجي من سلطات الدوحة، ومنع أفراد تلك القبيلة من امتيازات المواطنة القطرية، معتبرين ذلك مؤشرًا خطرًا يدل على أن السلطات القطرية "غير مهتمة البتة بحق مواطنيها الأصليين وتعسفها في استخدام الأنظمة، بل انتهاكها إذا تطلب الأمر ذلك لمصلحتها".

وفي الشهر ذاته، أكد أحد أعيان قبيلة آل مرة، يدعى محمد جلاب المري على انتهاكات تنظيم الحمدين - حكومة قطر - في حق الشعب القطري، ولاسيما قبيلة آل مرة، قائلًا خلال كلمته بمؤتمر المعارضة القطرية، الذي عقد في العاصمة البريطانية لندن، إن "قبيلة آل مرة عانت ومازالت تعاني في قطر وحتى الآن".

وكانت قبيلة آل مرة، رفضت انقلاب الشيخ حمد بن خليفة، أمير قطر السابق ووالد الأمير الحالي على والده للاستيلاء على الحكم عام 1996، ما عرض أفراد ووجهاء القبيلة، كما يقولون، للتنكيل وسحب الجنسيات وإبعادهم من البلاد إلى دول أخرى مثل السعودية، وينتشر أفراد قبيلة الغفران في المناطق الواقعة على طول الحدود القطرية - السعودية.

وسرعان ما أعربت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في البحرين، عن أسفها الشديد لقيام قطر بإسقاط الجنسية عن الشيخ طالب آل مره وعائلته، داعية قطر إلى إلغاء القرار التعسفي بسحب جنسية شيخ آل مرة وقبيلته ومصادرة أموالهم، قبل أن تعلن جمعية حقوق الإنسان الوطنية في السعودية، استنكارها قرار حكومة قطر سحب جنسية الشيخ طالب بن شريم ومعه 54 آخرين من عائلته من قبيلة آل مرة، ومصادرة أموالهم، مشددةً على أن الدوحة بهذا القرار انتهكت جميع الحقوق القانونية وخالفات جميع المبادئ لحقوق الإنسان، منددة ما وصفته بـ"العقاب الأعمى".

أعلن مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، نهاية سبتمبر الماضي، عزمه إدراج قضية قبيلة "الغفران" القطرية على أجندتها، للتحرك للعمل على استرداد حقوقها، الذي يأتي متسقًا مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948، والذي تؤكد عليه جميع القرارات الأممية لحفظ حقوق الإنسان.

وجاء ذلك بعد أن طالبت الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان، مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بإدراج قضية قبيلة الغفران، بشكل فوري على أجندتها، والتدخل بأسرع ما يمكن لوقف "الجرائم اللانسانية" ضد أبناء القبيلة.

وقال الدكتور أحمد الهاملي، مؤسس ورئيس الفيدرالية: "لن نتخلى عن قضية قبيلة الغفران التي تعانى اضطهادًا لم يعد ممكنًا السكوت عنه"، منددًا بالسياسات القطرية تجاه أبناء القبيلة، وذلك على هامش ندوة نظمتها الفيدرالية داخل مقر المجلس في جنيف بعنوان "جماعات حقوق الإنسان الدولية وقضية قبيلة الغفران".

وقال: "من الغريب أن تدعم الحكومة القطرية جماعات إرهابية مسلحة تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في مختلف دول المنطقة، ثم توقف الدعم والحقوق المستحقة لأبناء شعبها القطريين". مضيفًا: "من غير المقبول على الإطلاق أن تعطي قطر الجنسيات لأبناء مختلف الجنسيات وتسحبها من أبنائها، بالمخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية".

يذكر أن قبيلة الغفران هي أحد الفروع الرئيسة لعشيرة "آل مرة" التي تُشكِّل، حسب أحدث الإحصاءات، بين 50 و60% من الشعب القطري.

وفي نهاية سبتمبر الماضي، استجاب عدد كبير من قبائل "يام"، لدعوة الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين، لحضور حفل آل مرة، والشيخ طالب بن لاهوم بن شريم، في اجتماعات "يام" بمدينة الأحساء السعودية.

وأشاد الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين، بشجاعة أمير قبيلة آل مرة الشيخ طالب بن لاهوم ابن شريم المري، ورفضه كل التهديدات، وعدم قبوله "توجيه، ولو كلمة سوء واحدة في حق المملكة العربية السعودية وقيادتها"، قائلًا: "ابن شريم رفض كل ذلك لأنه النبيل صاحب الوفاء والأمانة، ولم يتنكر لأصله ولم ينسَ تاريخه وأهله".

وشارك باجتماع "يام" أحد أبرز المعارضين بالأسرة الحاكمة في قطر لسياسات "تنظيم الحمدين"، الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، قادمًا من العاصمة الفرنسية باريس لهذا الغرض، بحسب "إرم نيوز".

وأكد الشيخ سلطان - عبر كلمة ألقاها في اجتماع قبائل "يام" - تضامنه مع شيخ آل مرة، وكل قطري فقد جنسيته، وتعرض للظلم من قبل الحكومة القطرية الحالية، مطالبًا المجتمع الدولي بالتضامن مع القطريين التي سلبت حقوقهم وتعرضوا للاعتقال أو الإقامة الجبرية، وغيرها من الأساليب التي تنتهك حقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن "الحال اليوم سحابة متبخرة، ولنا الصولة والجولة، بحول الله وقوته".

أحد كبار "قحطان" محذرًا تنظيم الحمدين: أمن السعودية "خط أحمر"

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل