بالصور..'آثار أتريب بنها' تتعرض للإهمال والسرقة.. الحمامات والقطع الأثرية تحولت إلى خرابات.. ورجال الأعمال يستغلون سلطاتهم في بناء الأبراج السكنية.. والصدفة تقود إلى بقايا معبد الإلهة إيزيس

العثور على بقايا معبد إيزيس الفرعونى بمنطقة أتريب ببنها ووقف أعمال حفر أبراج ضباط الشرطة "الآثار" ترسل لجنة للتنقيب عن المعبد الفرعوني ببنها الأسبوع المقبل حمامات أتريب تتحول الى مأوى للعناصر الإجرامية ومتعاطى المخدرات الأهالى يطالبون بسرعة إنشاء متحف مفتوح لجمع ما تبقى من الآثار وترميمها

تعد منطقة أتريب الاثرية بمدينة بنها احدى المعالم الاثرية الهامة في محافظة القليوبية ورغم ذلك فقد تعرضت المنطقة للاهمال الشديد رغم تصريحات المحافظين والمسئولين والوزراء خلال زيارتها بانشاء متحف وترميم المناطق الاثرية بها.

منطقة اتريب منذ اكتشافها عام 1937 حتى تحولت إلى مقلب للقمامة ووكر للبلطجية ومتعاطى المخدرات فضلا عن التعدى والزحف العمرانى على المنطقة ما جعلها عرضة للتعدى في اى وقت حيث استغلها اصحاب النفود والمال فى بناء الابراج السكنية مستغلين الاراضى الفضاء التى تركتها الحكومة بدون اى اهتمام.

في البداية قالت دعاء السيد، مدرسة، ان هناك حالة من الاهمال الشديد تشهدها منطقة اتريب الاثرية ببنها مما حولها لمأوى للخارجين عن القانون ليلا بسبب عدم الاهتمام بها ووضعها علي الخريطة السياحية حتى تحولت الى خرابات ومقالب للقمامة مشيرة الى أن منطقة أتريب أحد المعالم الأثرية المهمة في مصر حيث يرجع تاريخها إلى العصر الفرعوني وتحتوي على اثار ومنشآت معمارية مهمة.

وأكدت أن حمامات أتريب كان يجتمع فيها الأهالي للحديث والنقاش وليس فقط للاغتسال مؤكدة أن كلمة أتريب مشتقة من الاسم المصري القديم "حت حري إيب" أي الإقليم الأوسط إذ يعتقد الفراعنة أن الجزء الأوسط من جسد الإلهة أوزوريس مدفون فيها.

وقال احمد محمود احد اهالى مدينة بنها ان منطقة تل اتريب تحولت الى مقالب للقمامة خاصة بعد التعديات السكانية بالمنطقة فضلا عن تحويلها الى وكر للكلاب الضالة واطفال الشوارع ومدمنى ومتعاطى المواد المخدرة حيث يختبئون وسط المنطقة للتخفى عن اعين الشرطة، مشيرا الى أن وزارة الآثار لم تفعل شيئا لحمايتها بدليل صدور قرار بإقامة سور حول المدينة لحمايتها من قطاع الطرق ومحاولة إعادة قيمتها الأثرية ولكن إلى الآن لم يتم اتخاذ خطوة إيجابية واحدة.

ومن جانبه أكد عدد من سكان محيط تل أتريب أن المنطقة الواقعة في حيزها هذه الاثار والتي تبلغ مساحتها 3 أفدنة وقيراطين تعرضت للنهب والحفر العشوائي في فترات مختلفة وتم استخراج بعض المقتنيات والعملات الأثرية منها ولم يتبق من آثار هذه المدينة التاريخية إلا التلال وبقايا قطع أثرية وأعمدة وتابوت من الحجر الجيري ومقبرة واحدة مغلقة وتضاف إلى معالم الإهمال اللاحق بالمكان النهضة العمرانية في محيطه حيث ارتفعت الأبراج السكنية ولم يعد يفصلها عن منطقة الآثار أي فاصل.

وطالب اهالى مدينة بنها محافظ القليوبية بالتدخل وسرعة إنشاء متحف مفتوح لجمع ما تبقى من الآثار وترميمها وتكليف حارس وموظفين من شئون الآثار لحراسة المنطقة وكذلك البدء فى تشييد قواعد للأعمدة الرخامية بدلا من تركها ملقاة على الأرض وإضاءة المعروضات الاثرية لتوضيح قيمتها الفنية والأثرية والزخارف والنقوش المكتوبة عليها بعد ان تعرضت للاهمال.

وكانت الصدفة قد قادت خبراء وبعثة الآثار لاكتشاف بقايا معبد الإلهة إيزيس بمنطقة تل إتريب الأثرية في بنها حيث ظهرت شواهد المعبد في أثناء حفر أساسات أبراج جمعية الوفاء لضباط الشرطة التى يتم انشاؤها بالعاصمة بنها.

وعلى الفور تم وقف أعمال الحفر الخاصة بالبرج وإبلاغ هيئة الآثار بالقاهرة لتشكيل فريق تنقيب لاستكمال أعمال الحفر والكشف عن بقايا وموقع المعبد.

وكشف مصدر بآثار القليوبية أنه تقرر وقف أعمال الكمبوند الخاص بجمعية الشرطة في بنها والبدء فورا في استكمال أعمال الحفر بمنطقة الشواهد مشيرا إلى أنه منذ بدء المشروع يتواجد بالموقع لجنة من مفتشي الآثار لمتابعة حفر الأساسات وهي اللجنة التي نجحت في اكتشاف الشواهد خلال مرحلة الأساسات بالمشروع السكني.

وأضاف المصدر أن الشواهد الجديدة ربما تقود للوصول للمدينة القديمة بالكامل حيث إن هذا المعبد سيكون الخيط الأول مشيرا إلى إستمرار الأعمال للوصول لكل تفاصيل الكشف الأثري بعد ان اظهرت وجود نقوش فرعونية لصور الإله حورس وإيزيس وحوائط وأعمدة المعبد ارتباطا بالأسطورة الفرعونية الشهيرة حيث كان يرجح دفن جزء من جسد أوزوريس بمنطقة تل اتريب ببنها.

وكانت هيئة الأثار بالقليوبية تلقت بلاغا من مسئولي حفر موقع البناء لمشروع مساكن ضباط الشرطة ببنها بوجود شواهد أثرية بالمنطقة كشف عنها حفر الأساسات.

وتم الدفع بفرق التنقيب والتي اكتشفت أن الشواهد تقود إلى بقايا معبد إيزيس حيث أخطرت هيئة الآثار وجار غلق الموقع لاستكمال الحفريات.