المحتوى الرئيسى

حدائق مصر الأثرية.. أوكار لخفافيش الظلام!

11/15 21:11

تحقيق - أحمد سراج: تصوير: رشدى أحمد - راجى ماجد - اشراف:- نادية صبحى

«الوفد» قامت بجولة داخل عدد من الحدائق التراثية لترصد إهمال الأشجار بحديقة الأورمان المشهورة باحتوائها على عدد كبير من الأشجار القديمة، وكيف وصل الحال بحديقة الأندلس التراثية إلى إهمال النافورة الخاصة بها وجفاف مياهها، وحديقة الأسماك بعد أن ماتت أسماكها ويسكنها الظلام أثناء النهار، وحديقة الأزبكية التى تحولت إلى فندق خاص للقطط والكلاب وتقلصت مساحتها.. منذ أيام عقد الدكتور هشام الشريف وزير التنمية المحلية عدداً من الاجتماعات لمتابعة ملف الحدائق التراثية بالمحافظات وجهود الدولة لتطويرها وإعادتها إلى ما كانت عليه وقت افتتاحها إلى جانب إحياء وتطوير القناطر الخيرية، وكذلك إعادة توظيف المبانى التراثية بها لتكون متنزهاً يستقبل الزائرين فى جميع المواسم؛ وتكون منطقة جذب سياحية واستثمارية، وطلبت اللجنة القومية لتطوير وحماية القاهرة التراثية، برئاسة المهندس إبراهيم محلب، مساعد الرئيس للمشروعات القومية، سرعة قيام هيئة المترو بالبدء فى إخلاء أراضى حديقة الأزبكية، التى تشغلها، تمهيداً للبدء فى تنفيذ خطة تطوير الحديقة، وإعادة إحيائها كجزء مهم من تراث القاهرة الخديوية.

فى عام 2003 تأسست جمعية أصدقاء الحدائق التراثية والعامة، بهدف أساسى هو الحفاظ على كل الحدائق المتبقية منذ القرن ١٩، وتنميتها مع عدم تغيير هويتها، وفى هذا الإطار اجتمعت ٣ جمعيات هى جمعية محبى الأشجار، والجمعية المصرية لخدمة المجتمع والبيئة وجمعية خدمات حى الزمالك، على إنشاء جمعية أصدقاء الحدائق التراثية، والتى تلخص فى كيان واحد نشاط الجمعيات الثلاث.

والمصيبة الأكبر هى توزيع مسئولية الحدائق التاريخية على ٣ جهات، فحديقتا الحيوان والأسماك تتبعان وزارة الزراعة، دون سبب واضح لهذه التبعية، أما القناطر فتتبع وزارة الرى، وكل حدائق الزمالك تتبع محافظة القاهرة، ويغيب أى دور لوزارة البيئة.

«الأزبكية».. حديقة الملوك فى قبضة البلطجية

سميت نسبة إلى الأمير أزبك الذى ترجع أصوله إلى مماليك السلطان برسباى، الذى حفر مجرى من الخليج الناصرى ليوصل الماء من النيل إلى أرض الأزبكية، وسكن بجوارها وأنشأ مسجداً عام 880 هجرياً، بعد حريق القاهرة عام 1952، طرأت على ميدان الأزبكية تغييرات كثيرة، فقد تم نقل مكاتب شركات الطيران التى كانت موجودة بفندق شبرد الذى تم تدميره تماماً فى الحريق إلى ميدان التحرير، وتم تقسيم ميدان الأزبكية نفسه بمساحته الهائلة إلى أربعة أماكن تضم، حالياً، مبنى البنك المركزى الجديد، ومحطة بنزين وجراج الجمهورية، ومبنيين تابعين لوزارة الشئون الاجتماعية والتأمين الصحى، فتحولت حديقة الأزبكية بلا أى أهمية بعدما قسمت إلى قسمين، وشيد على جزء منها سنترال الأوبرا، واخترقها شارع 26 يوليو.

فى عهد العثمانيين عام 1517 تم تشييد قصر كبير على حافتها الشرقية، وتمت تسميته «العتبة الزرقاء»؛ نظراً إلى أن إحدى بواباته الأساسية كانت تتلون باللون الأزرق، واتخذ نابليون بونابرت فى عام 1798 له داراً فى هذا المكان، حيث كان يتعلم فيه أصول الدين الإسلامى لرغبته فى كسب ود المصريين، وظلت الأزبكية كما هى إلى أن تولى محمد على حكم مصر واتخذها قلباً للعاصمة الجديدة، وحين صعد محمد على إلى القلعة ظلت الأزبكية مسكن الطبقة العليا من الدولة، ويعتبر الخديو إسماعيل المؤسس الحديث للأزبكية.

بعد حريق القاهرة وحريق دار الأوبرا عام 1971 تحولت الحديقة من سيئ إلى أسوأ، وبدأت يد الإهمال تعصف بها من ناحية، والسرقة والنهب من ناحية أخرى. فتنحسر الأشجار والنباتات النادرة، ويستولى على أسوارها من الخارج الباعة الجائلون ومن الداخل البلطجية والخارجون على القانون.

وفى عام 2007 تقرر الحفر فى منطقة الأزبكية لتوصيل الخط الثالث لمترو الأنفاق بمحطة العتبة، واستغلت الهيئة القومية لمترو الأنفاق أجزاء من الحديقة نحو ثلثى الحديقة لتشوين المعدات اللازمة للحفر، لكنَّ محافظة القاهرة والجهاز القومى للتنسيق الحضارى قررا تطوير الحديقة، فخاطبا الهيئة القومية لمترو الأنفاق لإزالة المعدات لتنفيذ أعمال التطوير.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل