المحتوى الرئيسى

ماذا تفعل الجماعات الإرهابية الآن؟.. تحالفات ومحاولات صلح واستغلال هزائم داعش - صوت الأمة

11/15 19:55

تعيش الساحة الدولية حالة من السيولة الإرهابية ما بين ظهور جماعات إرهابية جديدة واندماج أخرى، وجماعات ترفض الاندماج تحت لواء أكبر التنظيمات الإرهابية رغم تشابها في النشأة والتطور عبر قيادات سابقة وفكر مشترك.

الساحة السورية، على مدار السنوات الأخيرة سجلت أسهمًا مرتفعة في التواجد الإرهابي، ما بين جماعات تتبع التنظيم الأم "القاعدة" بقيادة أيمن الظواهري، وما بين أخرى تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، وأخيرًا مجموعات أعلنت تفردها بعيدًا عن التنظيمات الأشهر، واكتفت كونها معارضة ذات أيدلوجية دينية.

الظاهرة الأقوى في سوريا كانت لتنظيم القاعدة، حيث إنه مر بعدة تحولات، أولها جبهة النصرة برئاسة أبو محمد الجولاني، ثم مرورًا بجبهة فتح الشام بعدما أعلنت النصرة انشقاقها عن القاعدة في أواخر يوليو 2016، مرورًا بهيئة تحرير الشام، كلواء يجمع كافة الجماعات السنية الإرهابية في وجه الجيش السوري.

وخلال العام الجاري، وقعت انشقاقات داخل "هيئة تحرير الشام"، وصلت لاقتتال داخلي بين الفصائل، جبهة فتح الشام من جهة، والفصائل الموالية لتنظيم القاعدة من جهة أخرى، وهو الأمر الذي دفع قادة تلك التنظيمات الإرهابية إلى إطلاق مبادرات لإيجاد الصلح بين المتنازعين.

مؤخرًا وعلى مدار اليوم الماضي، أطلق بعض مشايخ ومنظري التنظيمات الجهادية مبادرة "الصلح خير"، لتحقيق المصالحة بين التيارات المتنازعة، وتحقيق مصالحة عامة بين جميع الفصائل السورية القريبة ذات الأيدلوجية المتطرفة.

ووفق مواقع تابعة لتلك التنظيمات، تهدف المبادرة للوصول إلى تسوية بين التيار المؤيد لتنظيم القاعدة في سوريا، وهيئة تحرير الشام- النصرة سابقا- لتوحيد ما أسموه "جبهات القتال" ضد الجيش السوري والميليشيات الداعمة، وذلك للحد من الخسائر التي تكبدتها تلك التنظيمات مؤخرًا.

واعتبرت المواقع أن نجاح تلك المبادرة مرهونًا بموافقة "تحرير الشام"، خاصة في ظل الخلاف الدائر حول حقيقة فك الارتباط مع القاعدة، وكونه تم بموافقة "مجلس شورى القاعدة" أم لا، وهو الأمر الذي يتنافى مع تلك التنظيمات.

واعتبرت بعض المراكز المتخصصة أن مثل تلك المبادرة ستكون فرصة لتنظيم القاعدة للإعلان عنه نفسه مجددًا داخل سوريا، خاصة في ظل الضربات التي يتعرض لها تنظيم داعش في عواصمه الأولى "الرقة ودير الزور" والتي أعلنت القوات السورية وميليشيات سوريا الديمقراطية تحريرها لتلك المدن في الأشهر الماضية.

وعلى صعيد آخر، تشهد الحالة الإرهابية في أفريقيا، حالة من التطور النوعي، حيث شهدت اندماج مجموعة من التيارات الإرهابية في ظل تراجع الوجود الداعشي في عدد من الدول الأفريقية خاصة في الشمال الليبي.

مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، قال في عرض بحثي له عن الجماعات الإرهابية إن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي لا ينفرد بالساحة الإرهابية وحده بل هناك جماعات إرهابية متنوعة فكريًا عن التنظيم الأم "القاعدة" ولا تتبع له بشكل رسمي إلا أنه سمح لها بالبقاء والتمدد.

وأوضح المركز أن أبرز تلك الجماعات، جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"، تأسست بعد في 2 مارس 2017، بعد اندماج أربعة تنظيمات إرهابية في منطقة الساحل والصحراء، هي "إمارة منطقة الصحراء" و"تنظيم المرابطون" و"جماعة أنصار الدين" و"جبهة تحرير ماسينا"، بقيادة إياد أغ غالي زعيم "جماعة أنصار الدين"، ورغم علاقة تلك التنظيمات القوية مع تنظيم "القاعدة"، إلا أنها حرصت على تبني توجهات أكثر اتساعًا من أجل استيعاب العديد من المجموعات المتطرفة التي تتباين فيما بينها على المستوى الفكري.

وأرجع المركز أن حرص تلك المجموعات للتميز عن تنظيم القاعدة، رغم التقارب الفكري، يرجع لعدة اعتبارات، أولها تقليص "حدة القيود التنظيمية" رغم أن توجهات تلك المجموعات والتنظيمات السابقة قريبة إلى حد كبير من النهج "القاعدي"، إلا أنها لا ترغب في الانخراط في صفوف "القاعدة" تجنبًا للقيود التنظيمية التي يمكن أن تتعرض لها في هذه الحالة، بشكل قد يفرض خيارات تحد من حرية الحركة وهامش المناورة المتاح أمامها باعتبار أنها ستلتزم بمبدأ "السمع والطاعة" للتنظيم الرئيسي، وهو ما يمكن أن يدفعها إلى الانخراط في معارك وعمليات إرهابية لا ترغب بالمشاركة فيها، أو تنفيذ مهام ربما تتعارض مع مصالحها وحساباتها الحالية.

من بين تلك الاعتبارات "تحقيق الأهداف الخاصة"، وفق المركز تصف اتجاهات عديدة بعض المجموعات التي ظهرت في منطقة الساحل والصجراء بأنها "تنظيمات الإرهاب القبلي أو العرقى"، نظرًا لأنها تأسست بهدف تحقيق أهداف لها علاقة بامتداداتها العرقية أو القبلية.

إضافة للحصول على مزيد من الدعم، بحسب المركز البحثي فإنه من المتعارف عليه في أوساط التنظيمات الإرهابية أن الدعم المالي لاستقطاب ولاء المجموعات الأخرى غالبًا ما يكون أكبر من الدعم الذي يقدم للمجموعات التابعة للتنظيم بالفعل، باعتبار أن الهدف الأساسي الذي تسعى التنظيمات الإرهابية الرئيسية إلى تحقيقه من خلال ذلك يتمثل في دفع تلك المجموعات إلى إعلان مبايعتها والالتزام بتوجهاتها الإرهابية.

رابع تلك الاعتبارات التوسع في تجنيد العناصر، حيث تحرص بعض المجموعات الإرهابية على اختيار مسميات عامة، مثل "نصرة الإسلام والمسلمين" و"أنصار الإسلام" و"أنصار الشريعة"، وذلك بهدف تعزيز قدرتها على استقطاب عدد أكبر من العناصر الإرهابية، التي يمكن أن يتبع بعضهم توجهات تتباين مع أفكار تنظيم "القاعدة".

وفي سيناء، بات من اللافت ظهور عدد من الجماعات بمسميات غير تنظيم "أنصار بيت المقدس"، احتكرت الوجود على الساحة الإرهابية لصالحها في مصر، بعدما كانت تزيد عن 10 تنظيمات بمسميات وولاءات مختلفة.

وتأكد ظهور تلك الجماعات في بيان ما نشرته جماعة "جند الإسلام" السبت الماضي 11 نوفمبر 2017، قالت فيه إنها استهدفت ما أسمتهم "خوارج البغدادي" لترصدهم بعوام المسلمين، بعد أن ثبت بالدليل القاطع اعتداءات التنظيم المتكررة، وأنّ ما أسمته بـ "الجهاز الأمني" للجماعة، استهدف سيارة تابعة لـ"داعش"، بعد جمع المعلومات اللازمة بهدف أسر عدد من عناصر التنظيم والتحقيق معه.

ووفق مراكز بحثية، أن ظهور تلك الجماعات في هذا التوقيت، لأن التنظيم الموالي لداعش ينهار بفعل الضربات الأمنية الموجعة، وأن الصعود الحالي لتلك الجماعات يرجع للمساعي القاعدية لاحتلال الساحة بدلًا عن تنظيم داعش الإرهابي. 

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل