المحتوى الرئيسى

المفكر السياسي معن بشور: أستبعد حربًا داخلية في لبنان.. وننتظر دور مصر (حوار)

11/15 19:40

الأمين العام السابق للمؤتمر القومى العربى: فكرة القومية العربية اليوم باتت أقوى من أى وقت مضى.. والمصالحة مع الإخوان يجب أن تضمن أمن مصر واستقرارها

خلال رحلتى الأخيرة إلى بيروت، أهدتنى أم المدن هديتين، أولاهما تعرفى على أقارب من شمال لبنان، شغف القلب بحكاياهم عن مجد عائلة جدتى لوالدتى بطرابلس. وثانيهما لقائى بالمفكر السياسى الكبير معن بشور. وقد شرفت بتلبية دعوته الكريمة وزوجته على الغداء، بصحبة عدة أصدقاء من أقطار عربية مختلفة. ودار بيننا حديث ذو شجون، عن حلم القومية العربية، وما مرّ به من انتصارات وخيبات. فأمسكت بقلمى ودفترى، واستأذنته فى تحويل حديثنا الودى إلى حوار صحفى، فرحب بكل محبة..

فى السطور التالية بعض مما حدثنى به، وغيره كثير لم أسطره بقلمى، لكنى حفظته فى العقل والقلب.. حتى يحين أوان نشره.

- كيف تقرأون التطورات الأخيرة فى لبنان؟ وما احتمالات الحرب؟

مما لا شك فيه أن لبنان يعيش تطورات خطيرة، واكبت "استقالة" رئيس الوزراء اللبنانى من الرياض سعد الحريرى، وفى ظروف ملتبسة، مما أدى إلى إعلان رئيس الجمهورية ميشيل عون ورئيس البرلمان نبيه برى، وخلفهما معظم اللبنانيين عن رفض قبول الاستقالة إلا إذا قدمها الحريرى فى بيروت وأوضح أسبابها.

لكن من الإيجابيات التى رافقت هذه الأزمة، لا سيما مع مرور حوالى الأسبوع على الاستقالة وغموض مصير الحريرى، أن أغلبية اللبنانيين قد تجاوزوا ما بينهم من خلافات وانقسامات، واتحدوا حول مطلب عودة الحريرى، إلى درجة أننى قلت فى خاطرة كتبتها "إذا كان اغتيال الرئيس رفيق الحريرى مؤامرة لإشعال فتنة أهلية فى لبنان، فإن استقالة ابنه سعد، وما يتردد عن احتجازه سيكون فرصة لتعزيز الوحدة بين اللبنانيين".

فى ضوء هذا التقدير أستبعد حربًا داخلية فى لبنان، بل أرى المزيد من التماسك، أمّا قيام حرب إسرائيلية، فأظن أن تل أبيب تدرك أكثر من غيرها مخاطرها على الكيان الصهيونى نفسه، خصوصًا أنها لن تكون حربًا محصورة بلبنان، بل سيشارك فيها محور بكامله يمتد من جنوب لبنان إلى إيران.

وفى هذا المجال يتطلع اللبنانيون إلى مصر، لتلعب دورًا مهمًا فى المساعدة على الخروج من الأزمة، وفى تجنيب لبنان كأس الحرب، خصوصًا بعد تصريحات الرئيس السيسى الذى نأى بمصر أن تكون طرفًا فى أى حرب أو عقوبات على لبنان، وهو موقف يقدره اللبنانيون جميعًا، ولعل الدور المصرى، إضافة إلى عوامل أخرى، ما يفسر اتجاه الأزمة اللبنانية نحو التسوية، كما قال الرئيس سعد الحريرى نفسه.

- يناير القادم يحتفل الوطن العربى بمرور مئة عام على ميلاد جمال عبد الناصر، أود أن أسمع منك تقييمًا موضوعيًا لتجربة عبد الناصر التى آمنت -وما زلت- تؤمن بها.

لا يختلف اثنان، بمن فيهم القائد الخالد الذكر جمال عبد الناصر، بأن للتجربة الناصرية ما بين 1952 و1970 جوانب سلبية، إضافة إلى الجوانب الإيجابية، لكن لا يمكن مقارنة الإنجازات المضيئة لتلك الإيجابية بالنقاط المعتمة الكامنة فى السلبيات.

لذلك نجد أن الرئيس جمال عبد الناصر ما زال حاضرًا بقوة فى الوجدان المصرى والعربى والعالمى، رغم مرور أكثر من 47 عامًا على رحيله، خصوصًا بين أجيال ولدت بعد رحيل القائد الكبير، وفى مناطق لم يزرها الرئيس "الاستثنائي" فى حياته.

وسبب هذا الحضور ليس فقط حنين الأمة بأجيالها وأقطارها إلى مرحلة العزة والكرامة والتحرر والعدالة، التى مثلتها تجربة ناصر فحسب، بل لأن تلك التجربة ما زالت قادرة على أن تعطى إجابات تلبى حاجات حقيقية لمصر وللأمة العربية ولحركة التحرر فى العالم.

فلقد بات واضحًا أن حركة القومية العربية التى كان ناصر رمزًا لها وقائدًا تحمل الإجابة الموضوعية على مجمل التحديات التى تواجه مصر والأمة. فالأمن الوطنى لأى قطر لا يتحصن إلا بالأمن القومى، والتنمية الاقتصادية لأى قطر لا تتحقق إلا فى ظل تكامل اقتصادى عربى، والوحدة الوطنية لأى قطر لا تصان إلا بإعلاء رابطة العروبة كهُوية جامعة وعابرة للطوائف والمذاهب والعرقيات مع إدراك خصوصية كل مجتمع فى أى قطر، كما أن الاستقلال الوطنى والقومى لا يُحمى إلا إذا اشتركت الأمة كلها فى تحصينه.

- إذا ذُكر عبد الناصر، لا بد أن تذكر القومية العربية.. بعد سقوط حزب البعث فى العراق وسوريا وبعد فشل تجربة القذافى، وحرب اليمن وأزمة قطر.. ماذا تبقى من فكرة القومية العربية؟

أعتقد أن فكرة القومية العربية اليوم باتت أقوى من أى وقت مضى، خصوصًا فى ظل فشل أو تعثر كل المشاريع والأفكار، التى قدمت نفسها بديلًا للقومية العربية، كالقطرية الضيقة، واليسارية الإقليمية، والفكر الدينى بشكله المتعصب والمتطرف والإقصائى، والليبرالية المجردة من الالتزام الوطنى والقومى..

أمّا سقوط فكرة بسبب فشل تجارب مرتبطة بها، فهذا ما تنفيه  تطورات التاريخ نفسه، فالأفكار لا تموت، وإن تعثرت تجارب حامليها، بل إن هذا التعثر يدعو إلى دراسة أسبابه والاستفادة من دروسه، لكى تخاض تجارب جديدة باسم القومية العربية ذات المضمون الديمقراطى التقدمى التحررى الإنسانى البعيد عن الفاشية والعنصرية والاستبداد والفساد.

- كانت لكم تجربة فريدة فى التصالح، والتكامل  السياسى مع ما هو عربى وما هو إسلامى، من خلال تأسيس المؤتمر القومى الإسلامى الذى ضم تيارات الإسلام السياسى. هل تعتبرها تجربة ناجحة؟

فى إطار دراسة استشراف مستقبل الأمة العربية، التى قام بها مركز دراسات الوحدة العربية فى أواسط الثمانينيات وضع لمستقبل الأمة سيناريوهات ثلاثة، أولها وهو الأسوأ أن تبقى الأوضاع كما هى، فتزداد تدهورًا، وتتفكك الكيانات والدول القطرية (وهو المشهد الحالى لسوء الحظ)، أمّا السيناريو الأقل سوءًا، فهو مشهد "التكامل الإقليمى" عبر اتحادات ومجالس تضم عددًا من الدول (كمجلس التعاون الخليجى، اتحاد المغرب العربى، مجلس التعاون العربى)، ومصير هذه الاتحادات، إذا لم تتكامل مع بعضها على مستوى الأمة، أن تتفكك إلى كيانات ما تلبث هى الأخرى أن تنهار (وهذا ما نشهده مع تعثر هذه التكتلات الإقليمية وسقوطها).

أمّا فى المشهد الجيد، فهو فى قيام مشروع نهضوى عربى، تحمله كتلة تاريخية، تضم التيارات الرئيسية فى الأمة، ويسعى لتحقيق أهدافه...

- ما الذى أثمرت عنه هذه التجربة؟

لقد أثمرت هذه التجربة سلامة الفكرة، التى تقول كلما اجتمعت تيارات الأمة كتب لهذه الأمة النصر، وكلما تبعثرت وتفرقت وتصادمت دفعت الأمة ثمنًا باهظًا لها.

- بعد قيام ثورة 25 يناير، وتمكن تيارات الإسلام السياسى فى مصر فى الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية ثم سقوط نظام الإخوان. كيف أثرت هذه الأحداث فى تجربة المؤتمر القومى الإسلامى؟

لا شك أن التطورات التى شهدتها مصر منذ 25 يناير، وما تلاها من أحداث دراماتيكية كان لها الأثر الكبير على تجربة المؤتمر القومى/ الإسلامى، مما أدى إلى تأخر انعقاده أكثر من سنتين بسبب حكمة منسقه العام السابق المفكر المعروف منير شفيق، الذى بقى على امتداد تلك السنوات يحرص على تخفيف التوترات وإنضاج الظروف وإنعاش تجربة المؤتمر..

بالتأكيد كان لكل مجموعة أو شخصية فى المؤتمر قراءة خاصة به، لما جرى فى مصر، وسعى إلى طرحها فى لقاءات ثنائية، أو حتى عبر مبادرات سبقت سقوط حكم الإخوان فى مصر، وآخرها ما جرى خلال انعقاد المؤتمر القومى العربى الثالث والعشرين فى القاهرة فى أوائل يونيو 2013، حيث شاركنا فى أمانة المؤتمر القومى العربى مع قادة وحركات إسلامية، أبرزها الدكتور راشد الغنوشى فى الوساطة بين جماعة الإخوان والرئيس محمد مرسى من جهة، وجبهة الإنقاذ المعارضة من جهة أخرى. لكن مساعينا باءت بالفشل بسبب عدم تجاوب قادة الإخوان معها.. لكننا لم نيأس، بل ما زلنا نعتقد أن مثل هذه العلاقة بين تيارات الأمة القومية والإسلامية المنورة واليسارية العروبية والليبرالية الوطنية هى ضرورية للأمة، وأن علينا الخلاص من ثقافة الإقصاء والتفرد والاجتثاث التى عارضناها فى العراق ضد حزب البعث، ونعارضها فى أى مكان وزمان ضد أى مكون سياسى أو عقائدى أو ضد أعضائه غير الملوثة أيديهم بالدماء.

وإذا كان من فرصة لبناء جسور حوار فى مصر أو غير مصر، فالمؤتمر جاهز لها، وقد كلف منسقه العام الحالى الأستاذ خالد السفيانى بهذه المهمة، فى إطار مبادرات شعبية حول الأزمة السورية، ثم اليمنية، والمصرية، وهو ينتظر الظرف المناسب لذلك.

- على حد علمى ما زالت هناك مشاركات من إخوان مصر فى المؤتمر القومى الإسلامى، فما الدور الإيجابى الذى يقوم به  تيار الإخوان المسلمين بشكل عام داخل المؤتمر؟ وماذا عن مشاركة إخوان مصر تحديدًا؟

المؤتمر القومى الإسلامى ليس حزبًا، يقوم بفصل أعضاء من هذا التيار أو ذاك، وهو يدرك أن هناك تباينات فكرية وسياسية واسعة بين أعضائه، بل هو قام أصلًا لردم الفجوة القائمة، وهو ما زال مؤمنًا بدوره هذا، ولم يسبق له ان انفرد فرد فيه أيًا كانت مسؤوليته، أو تيار بكامله، بقرار إبعاد عضو أو جماعة من المؤتمر، علمًا بأن ظروف الأعضاء من جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، وبينهم منسق عام سابق للمؤتمر هو الدكتور عصام العريان، لا تسمح لهم بالمشاركة، لأن بعضهم فى السجن، وآخرون فى المنافى البعيدة أو القريبة.

- هل تظن أن المصالحة ممكنة مع الإخوان فى مصر بعد حظر عملها السياسى ووصفها رسميًا بالجماعة الإرهابية؟

أنا أعتقد أنه فى السياسة لا شىء مستحيل، بل أعتقد أيضًا أن المصالحات رغم صعوبتها تبقى الطريق الأسلم والأسرع لإخراج بلادنا من المحنة التى تعيشها.

المهم أن تقوم المصالحات على أسس واضحة، بما يحفظ الدولة المصرية وقوانينها وأمنها واستقرارها، وبما يميّز بين من تلوثت أيديهم بالدماء وبين صاحب الانتماء السياسى، وأعتقد أن مؤتمرًا كالمؤتمر القومى الإسلامى بتنوعه الثرى، وبحرصه الأكيد على مصر وإدراكه دورها، مؤهل لأن يهيئ الأجواء لهذه المصالحات إذا أراد الطرفان إجراءها.

- من وجهة نظرك ما العائد الإيجابى من المصالحة؟ وما العائد السلبى من استمرار الحظر؟

حين يتحقق الحوار من أجل المصالحة، يحدد طرفا المصالحة الأسس الواجب اعتمادها. دورنا، بل دور غير المصريين، ينحصر بتهيئة أجواء الحوار من اجل المصالحة، وينتهى مع بداية الحوار بين الأطراف المعنية، علمًا بأننا نعتقد أن كل الأطراف مدعوة لمراجعة ممارساتها والتراجع عن أخطاء وقعت بها.

- ما تقييمك لتجربة وصول الإخوان للسلطة؟

أعتقد أن "الإخوان" ارتكبوا أخطاء وخطايا عند وصولهم إلى السلطة، أولها إصرارهم على أن تكون لهم الأغلبية البرلمانية ورئاسة الجمهورية، فيما أعتقد أن مصر بعد 25 يناير، ولا تزال، تمر بمرحلة انتقالية، تحتاج إلى حكم ائتلافى، لا سيما أن ثورة يناير لم تكن من صنع فريق واحد، فلكل قوى مصر وشبابها دور، ولقواتها المسلحة دور، وأى محاولة لإلغاء الشركاء كانت خطأ بالغًا، ربما وصل إلى حدود الخطيئة.

ولقد حرصت يوم انتخاب مرسى رئيسًا، أن أكتب فى "الأهرام" مقالًا بعنوان "الرئاسة لمرسى والحكم للائتلاف"، الذى صنع الثورة، وهو الذى يجب أن يكون حاكمًا دون تفرد أو إبعاد. كما حرصت يوم إسقاط حكم الإخوان فى حديث إذاعى أن أدعو الجميع إلى الابتعاد عن سياسة الانتقام والتشفى، التى لا يستفيد منها أحد.

- ما زالت الأزمة محتدمة بين قطر ودول الرباعى، كيف ترى حل هذه الأزمة فى ظل تمسك قطر برعاية الإرهاب؟

رغم ملاحظاتى المعروفة على السياسة القطرية، التى لعبت دورًا مدمرًا، لا سيما فى السنوات الأخيرة، لكننى لست مع إيصال العلاقات بين دول عربية إلى درجة القطيعة التى غالبا ما يستغلها أعداء العرب لتعميق الجراح والتوغل داخل هذه الأقطار، خصوصا لجهة تحميل الشعوب مسؤولية أخطاء الحكام وخطاياهم.

الحوار هنا أيضا مطلوب، لا سيما أن حكومة قطر تستعين بقوى إقليمية فاعلة، وأن السياسة الأمريكية تقوم على اللعب على التناقضات بين الدوحة والرياض والعواصم الأخرى لاستغلالها وابتزاز الجميع.

- سوريا.. بعد أعوام من الحرب، أتأمل موقفكم خلالها فأتذكر أنكم دعمتم من البداية النظام السورى بقوة، رغم أن ملامح النظام تحوّلت من نظام قومى بعثى، إلى نظام أقرب إلى الطائفى.. ما تفسيرك؟

منذ بداية الأزمة، المحنة فى سوريا دعمنا الدولة السورية كحصن لوحدة سوريا وسلامتها وسيادتها، ودعمنا المواقف السورية الداعمة لإرادة المقاومة فى الأمة رغم كل الضغوط، لكننا فى الوقت نفسه كنا مع المطالب المشروعة للشعب السورى، محذرين من الأجندات المشبوهة، التى تريد استغلال هذه المطالب لتنفيذ مخططات خبيثة تهدف إلى تقسيم سوريا، وتفتيت مجتمعها، وضرب جيشها، وتدمير بناها وتعطيل دورها.

لقد كنا ندرك منذ بداية الحرب على سوريا أن النظام فى سوريا له من القوة فى داخل سوريا وخارجها، ما يحول دون سقوطه، كما أن لمناهضى النظام الكثر خارج سوريا وداخلها من القوة ما يجعل الحرب طويلة والأزمة مفتوحة.. ولحسن الحظ لمسنا للرئيس الدكتور بشار الأسد رؤية مماثلة لهذه الرؤية، حين قال لنا خلال لقاء ضم عددًا من الشخصيات العربية فى أواخر عام 2011 "أنه لا يعتقد أن هذه الحرب ستتوقف قبل ست أو سبع سنوات".

كثيرون أخطأوا فى تقدير قوة الدولة السورية، والجيش السورى، وحلفاء سوريا، فوقعوا بما يمكن تسميته بـ"التقدير الرغبوى"، على غرار ما اصطلح على تسميته "بالتفكير الرغبوى" (Wishful Thinking).

وهنا لا بد أن نسجل لمصر بقيادتها وقواتها المسلحة وعيها لهذه الحقائق، ولارتباط أمن مصر بأمن سوريا، فكان موقفها ودورها مساعدًا فى دعم صمود الدولة والجيش السورى.

- كل الشواهد تؤكد أن المنطقة العربية مقبلة على تقسيم، فماذا أعددتم لمواجهة مشاريع التقسيم كمشروع لويس برنارد أو ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد؟

على عكس كل المظاهر الحالية، وعلى عكس مشاريع التقسيم المطروحة، ومنها مشروع الصهيونى برنارد لويس، والمتجدد مع برنارد ليفى، فأنا أعتقد أن الوطن العربى عصىُّ على التقسيم لأسباب ذاتية وموضوعية.

الذاتى من الأسباب هو رفض غالبية أبناء الأمة تقسيم بلادهم، وهم يسعون إلى وحدة الأمة. أما الموضوعى من الاسباب فهو أنه إذا كانت الكيانات الحالية عاجزة عن تلبية متطلبات الأمن القومى، والتنمية الاقتصادية، والاستقلال والسيادة، فكيف بكيانات صغيرة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل