المحتوى الرئيسى

زيمبابوي على صفيح ساخن.. الجيش يتولى السلطة وينفى قيامه بانقلاب

11/15 19:10

استيقظ سكان عاصمة زيبمابوى (هراري)، صباح اليوم الأربعاء، على صوت إطلاق نار بالقرب من مقر إقامة الرئيس روبرت موجابي، وسيطرة الجيش على المحاكم ومبنى البرلمان وهيئة الإذاعة والتليفزيون الرسمية للدولة، وانتشار وحداته في شوارعها، وغلق مدرعاته للطرق المؤدية إلى مبنى البرلمان ومقر الحكومة والمحاكم بوسط العاصمة.

واستمر الوضع غامضًا وبدأ يميل إلى احتمالية حدوث انقلاب عسكري غير دموي على الرئيس موجابي، واستيلاء الجيش على السلطة، إلى أن بث الجيش بيانه عبر التليفزيون الوطني، نافيا الانقلاب، مؤكدًا أن أن الرئيس موجابي وأسرته بخير، وأنه لا يستهدف الرئيس وإنما يستهدف من أسماه بـ"المجرمين" المحيطين به، متوقعا أن تعود الحالة فى البلاد لطبيعتها بعد استكمال المهمة.

وكانت زيمباوى - ذات الأرض الزراعية الخصبة - على موعد مع انفجار الوضع المحتقن بين الحزب الحاكم والجيش إثر التصعيد الذي حدث بعدما أعلن قائد الجيش قنسطنطينو تشيوينجا، تحذيرًا بالتدخل من أجل إنهاء حملة التطهير داخل حزب (زانو بي. اف) الحاكم، فيما وجه حلفاء رئيس زيمبابوي روبرت موجابي تحذيرا لقائد الجيش من التدخل في السياسة، واصفين تصرفه بأنه يرقى لدرجة الخيانة.

وجاء الاحتقان على خلفية ما يموج به الحزب الحاكم من صراع داخلى محوره "من سيخلف الرئيس موجابي"، وانتقاد قائد الجيش لموجابي، قائلا إن "الحزب ليس ملكا شخصيا له ولزوجته"، محذرًا من التدخل لإنهاء حملة تطهير الحزب؛ الأمر الذي قوبل بتصريح حاد من زعيم الشبيبة، كودزاي تشيبانجا إن الشبيبة لن تسمح للقوات المسلحة بالتعدي على الدستور، وإنهم مستعدون للموت دفاعا عن موجابي، وطالبت رابطة شبيبة الحزب الحاكم (زانو بي أف)، التي تدعم تولي زوجة موجابى جريس منصب نائب الرئيس، طالبا رئيس الأركان بالبقاء في ثكنته، معلنًا أنه لا يحظى بدعم الجميع في القوات المسلحة.

"استكمال المهمة" التي أعلنها الجيش لم يفصح عن معالمها أو يحدد زمنا أو فعلا لانتهائها، حيث طلب من المواطنين التزام الهدوء والحد من تحركاتهم غير الضروري، وألغى إجازات أفراد القوات المسلحة، وبعث برسالة طمأنينه للسلطة القضائية بضمان استقلالها، مطالبًا الهيئات الأمنية التعاون معه من أجل خير البلاد.

وحذر الجيش من أن أي استفزاز سيواجه بالرد المناسب، وترتب على إذاعة هذا البيان، طلب عدد من الدول الأجنبية من رعاياها الموجودين فى زيمبابوى الاحتماء لحين استجلاء الموقف، وإزالة الغموض بشأن الوضع السياسى والأمني في البلاد.

وفى هذا الصدد أغلقت الولايات المتحدة الأمريكية سفارتها في هراري، فيما حذرت الخارجية البريطانية رعاياها من عدم النزول للشوارع.

ويعد روبرت موجابى البالغ من العمر 93 عاما ثاني رئيس لزيميابوى منذ حصولها على الاستقلال عن بريطانيا فى عام 1980 بعد نضال دامت أكثر من عقد من الزمن، واستمر حكمه على مدى أكثر من 30 عاما؛ الأمر الذى يعد من نقاط ضعفه بالإضافة إلى طبيعة نظامة ونظام حزبه وموروثه كحركة تحرير زيمبابوى ، وإنهيار الدخل القومى ، وطموحات الطبقة الجديدة المحيطة به ، وإنهيار أسعار المحاصيل الزراعية التى تنتجها ( الذرة والقطن والدخان )، كلها عوامل خلقت أوضاعا يمكن من خلالها مهاجمة نظام موجابي.

وبدأت محاولات تغيير القصر - وليس النظام الأساسى في الدولة - منذ هبوط شعبية حزب (زانو) نتيجة للانكماش الاقتصادي، حيث تكونت حركة التغيير الديمقراطي، ومع حلول العد التنازلي لانتخابات الرئاسة مارس 2002 استهدف أعضاء حزب زانو حركة التغيير الديمقراطي ومؤيديها ووصل العنف إلى درجة غير مسبوقة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل