المحتوى الرئيسى

الشيشة «مزاج» النساء بالأقصر.. سيدة أخذتها العمرة وأخرى تختبر عروس ابنها بالجوزة

11/15 14:10

تمر السنوات وتتبدل الأحوال وقد تتغير العادات والتقاليد في المجتمع الصعيدي، فتفاجأ بعادات غريبة تفرض وجودها دون محاولة لقمعها، ووسط خوف دفين من أن تصبح ظاهرة، ولما لا فهي في تزايد طوال الوقت، فقديما كان تدخين الشيشة للسيدات "عيب" ومع الانفتاح الأخلاقي والفكري استبدلت بـ "الحرية الشخصية".

"الأقصر" المحافظة السياحية الصعيدية.. نالت حظا كبيرا مقارنة بالأعوام الماضية في نسبة تدخين السيدات للشيشة سواء المراهقات أو حتى السيدات من كبار السن، وسواء في منازلهن أو حتى في الكافيهات.

"الجوزة".. المزاج الحلال لستات القرى

"الجوزة" هي الشكل النسوي القديم للشيشة بشكل متواضع إلى حد ما.. تدخنها بعض السيدات بالقرى، فتقوم بتحضيرها بمنزلها الخاص وهي مكونة من علبة زجاجية أو علبة بيروسول فارغة مغطاة بغطاء بلاستيك تخرج منها فوهة بها بوصة مفرغة من الداخل وحجر الجوزة تضع عليه الفحم المشتعل.. وتفضل السيدات استخدام المياه الباردة أكثر.

وشرب الشيشة لها طقوس خاصة، تجلس السيدة على الأرض عادة بعد أذان العصر بمفردها أو قد تقدمها لضيوفها من السيدات اللاتي يأتين لمنزلها في قعدة سمر، معتبرين ذلك حلالا.

رغم تطور الشكل الخارجي للجوزة إلى الشيشة لكنها تزال قائمة ولا تزال هناك بعض الأمور التي لم تتغير وهي تعد عادة وراثية توارثتها السيدات عن بعضهن، فالزوجة تتناولها رغم علم زوجها لكن لا يصح أن يراها أثناء شرب الشيشة.

لذلك تفضلها أثناء عمله في الخارج أو حينما يخرج مباشرة في العاشرة صباحا أو قبل غروب الشمس أو حتى ليلا، ولا يستطيع مناقشتها فيها.

وذكرت إحدى السيدات بعض المواقف الطريفة للجوزة، قائلة إنه أثناء ذهابها إلى العمرة مع أخريات حملت إحداهن الجوزة معها لتناولها أثناء فترة الإقامة في السعودية، ولعدم قدرتها على الحصول عليها هناك أو حتى الاستغناء عنها حتى في العمرة!

وعلى طريقة الفنانة ماري منيب في فيلم "هكذا هو الحب"، حينما طلبت من الفنانة لبنى عبد العزيز أن تقوم بتكسير اللوز والبندق لتتأكد من قوة أسنانها.. ذهبت سيدة في إحدى القرى تخطب لابنها وأحضرت جوزة معها وطلبت من العروس أن تحضًرها لها بغسلها ورص الحجر جيدًا كي تتأكد من أنها مناسبة لابنها.

"المراهقات".. بيشربوا "الشيشة" في البر الغربي

"م.ا"، فتاة تبلغ من العمر 16عامًا، بداية تدخينها للشيشة كانت مع زميلاتها منذ فترة وجيزة حين اجتمعن على أحد الكافيهات، وأصبحت تتردد على العديد من المقاهي المعروفة بشوارع المدينة أو بالقرب من ميدان أبو الحجاج.. لكنها لم تسلم من نظرات الناس فقررت الذهاب لـ "مقاهي البر الغربي" أفضل حيث لا يعرفها أحد.

مطلقة: الشيشة بتعمل دماغ حلوة

" ل.ع"، مطلقة، تقول إنها شربت الشيشة بعد طلاقها وأن أغلب المطلقات والأرامل بيشيشوا "هي بتعمل دماغ حلوة زي مسكن كده بتفصل عن المشاكل، شرب الشيشة عبارة عن حالة نفسية مش حلاوة ومظهر هي هروب أو تسالي وفي ناس بتقلد شافت أبوها أو أمها بيشيش بتعمل زيهم.. وبتختلف من واحدة للتانية".

وتسأل "ليه المجتمع شايف شرب الشيشة حاجة شاذة وعيب مش أحسن ماتكون قوادة!".. مستكملة: "إحنا شعب عنده انفصام في الشخصيه بيحب التمثيل، لازم البنت تبقى مقتنعة باللي بتعمله بشخصية قوية تفرضها على المجتمع".

من 17 لـ 50 سنة

فيما أوضح "حربي محمد"، عامل في أحد الكافيهات التي تتردد عليها الفتيات لتناول الشيشة، قائلا: "أكتر نسبة بتتردد على الكافية بين من سن 17 وحتى الـ 50 سنة من السيدات، وأكثر أنواع بيشربها المراهقين التفاح والستات بتشرب السلوم والقص حاجة قوية بالنسبة ليهم".

وعن وجهة نظره الشخصية في من تدخن يقول: "المجتمع يعتبر اللي بتدخن مش كويسة وغير محترمة ولكنها في النهاية تعتبر حرية شخصية في بنات محترمة بتدخن لكن عمري ما هوافق أختي تدخن.. وحرام عليهم التدخين كده احنا الشباب عايزين نبطلها أصلا"، لافتا إلى أن السبب الرئيسي هو التربية وأنه تمكن من إقناع فتاة في أولى ثانوي كانت تتردد على الكافية أن تبطلها.

نسبة شراء السيدات وصلت لـ 60%

ويوضح صاحب محل شيشة، زيادة نسبة بيع الشيش ومستلزماتها للسيدات بشكل عام قائلا: "المهنة دي ورثتها عن والدي، الأول كنا معتمدين علي بيع لسن محدد في الغالب بيعدي الـ 40 سنة بنسبة 20% مثلا".

ويضيف "البنت كان ممكن تشتري لوالدها أو حد في البيت عادي، لكن حاليًا النسبة زادت بنسبة 60% من سن 18و19سنة، وبتطلب مستلزمات الشيشة بتاعتها عادي بدون أي إحراج، وفي النهاية بالنسبة لينا موضوع شغل ربنا يزيد ويبارك".

خبير علم اجتماع: المراهقة تستعرض قواها بالتدخين

الدكتورسعيد صادق، خبير في علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، يؤكد أن التدخين بشكل عام للسيدات أو للرجال هو موضوع كارثي يضر بالصحة، وروج له جيدا من قبل المسلسلات والأفلام، نتاج انفتاح ثقافي وفكري أثر على المجتمع الصعيدي أيضا.

واعتبر أن مرحلة المراهقة هي مرحلة اضطراب نفسي وفكري لدى الفتاة تعتبر خلالها بعض السلوكيات شيئا مختلفا بالنسبة لها وجزء من علامات النضج أيضا تمتد لسن الجامعة فتقوم الفتاة ببعض السلوكيات تهدف لاستعراض قوة وتحدي لأي شيء.

ويؤكد أن العادات والتقاليد بالمجتمع الصعيدي تتغير كثيرا وهو غير محصن ضد تصرفات وسلوكيات وأفكار جديدة عليه، لافتا إلى أن نظرة المجتمع للفتاة غير المتزوجة تختلف عن الفتاة المتزوجة، فالثانية تدخن في منزلها بعلم زوجها وبالنسبة لها مجرد عادة واختلاف هذه النظرة نتيجة وجود فجوة بين الأجيال ونظرتها للواقع.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل