المحتوى الرئيسى

عجائب "سابع جار" السبع - E3lam.Org

11/15 10:51

شاركها Facebook Twitter Google +

حالة درامية مختلفة صنعتها نسوة مسلسل “سابع جار”، حيث القصة والسيناريو والحوار لهبة يسري، بمشاركة آيتن أمين، التي ساهمت هي الأخرى مع هبة يسري ونادين خان، في إخراج العمل، بتوقيع مصممة الملابس نيرة الدهشوري. لتكون النتيجة صورة درامية واقعية لا يخلو منها أي بيت مصري ينتمي لهذه الشريحة من الطبقة المتوسطة، التي ينقلها المسلسل دون تكلف أو رغي.

من الوهلة الأولى يصطدم المشاهد بتتر خاطف، حيث إعادة تقديم لأغنية “من حبي فيك يا جاري”، التي لحنها الموسيقار الكبير الراحل محمد الموجي، وصاغها شريف ثروت بلغة عصرية، مع الحفاظ على اللحن الأصلي، وبأداء صوتي لهبة يسري، لذا وجب التنويه هنا من خلال التتر أن الأغنية من ألحان الموجي وعدم الاكتفاء بتسمية التتر بنفس اسم الأغنية القديمة.

شخصيات حقيقة من لحم ودم تتحرك أمام الشاشة وتقتحم عالمك بمنتهى البساطة من فرط صدقها وتلقائيتها في التعبير عن هموم وحكايات ويوميات شريحة كبيرة من هذه الطبقة. هنا نجحت هبة يسري في صياغة حوار دائما جاذب، تغلفه الكوميديا غير المقحمة؛ لأن عنوانه الصدق، فيشعر المتفرج أن الحوار ارتجالي وخال من التلقين من شدة عفويته، وربما لهذا السبب نجد بعد عرض كل حلقة من حلقات المسلسل انتشارا واسعا لمقاطع عدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكأن المتابعين يجدون واقعهم في مشهد، فينشرونه للسخرية من الآخرين، وأحيانا من أنفسهم.

رغم أن أغلب الوجوه الشابة المشاركة في العمل غير معروفة للمشاهد، إلا أنها أثرت العمل وأضفت مزيدا من الجاذبية لتصديق الشخصيات، حيث لا خلفية تمثيلية كبيرة يقارن بها المشاهد بين ما قدموه من قبل وبين أدوارهم في “سابع جار”، فمثلا الوجه الجديد فدوى عابد في أول دور لها كفتاة ملتزمة، أقنعت المشاهد لدرجة كبيرة جعلت من ظهورها في حوار تلفزيوني زامن عرض المسلسل “حدث غريب” لتوقع البعض أنها بالفعل محجبة، نظرا لاتقانها جميع تفاصيل شخصية “دعاء” من التعبيرات والنظرات وطريقة الحديث وتلاوة القرآن والملابس والمنطق العام في تجسيد كيفية التعامل مع “الدنيا”.

من فدوى عابد لسارة عبد الرحمن في دور “هبة” ومحمود الليثي في دور “فؤاد”، الأولى جسدت باقتدار وعفوية دور الفتاة العشرينية بتخبطها وتمردها ومحاولتها الدائمة للبحث عن الحقيقة وعما تحبه وتريد فعله بعيدا عن تحكمات “المفروض”، والثاني كما أبدع في دور “دكتور سعد” في مسلسل “لا تطفئ الشمس” رمضان الماضي، جسد أيضًا دور “فؤاد” الزوج المتواكل العالة على أسرة زوجته بصدق يجعل رومانسية “سعد” تمحو من الذاكرة. هنا نشيد أيضًا بالأداء العام لمعظم ممثلي العمل –باستثناء هاني عادل- وقدرتهم على التقمص دون افتعال أمثال دلال عبد العزيز وشيرين ومحمود البزاوي وهيدي كرم ورحمة حسن، وصفاء جلال، وأحمد داش وغيرهم، وهو ما يحسب للمخرجات الثلاث بقيادة آيتن أمين.

الحديث عن مخرجات العمل يقتضي أن نشير إلى الإيقاع العام للمسلسل الذي هو بمنطق الأحداث “بطئ” ولكن بفلسفة صناع العمل في السرد “ممتع” حتى الأن، لأنك تلمح من بعيد روح الأفلام التسجيلية التي قدمتها آيتن أمين من قبل، فتطل الواقعية الممزوجة بالبساطة في الطرح لعمارة سكنية في حي المعادي، مكونة من 7 طوابق، ويقطنها أناس عاديون من خلفيات ثقافية واجتماعية متشابهة ومتنافرة في ذات الوقت. ولكنك تجد العمل بسيطا لأن المخرجات أرادن ذلك ليس لأن هذا هو المتاح، بل لأن هناك فارقا كبيرا بين بساطة الاستسهال وبساطة الإتقان. هذا لا يمنع أن المخرجات والكاتبات يواجهن تحديا كبيرا في الحفاظ على جاذبية الحوار، وإيقاع المسلسل بعد انقضاء ثلثه الأول، فهن في حاجة ملحة لمزيد من التكثيف خاصة أن المسلسل ينتمي لدراما الـ60 حلقة التي تكون سلاسة السرد واستمرارية التشويق أهم عناصرها، وفي حاجة كذلك لمنطق أكبر في سير الأحداث مستقبلا دون استسهال أو مط.

في “سابع جار” لن تشاهد الأمهات بماكياج كامل قبل وبعد وأثناء النوم، كما نري في عدد كبير من أعمالنا الدرامية التي من المفترض أن سيداتها تنتمي للطبقة المتوسطة، علاوة على أنك لن تجد ملابس “ماركات” في البيت فـ”البيجامة” للبنات و”الجلابية” للأمهات ستصاحبك طوال أحداث المسلسل كما ترتدي أغلب الأمهات المصرية. هذه العوامل أضفت مزيدا من الواقعية لتسهم مع الديكور والآثاث الشبيه ببيوت هذه الشريحة في خلق حالة من التصديق والألفة مع المشاهد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل