المحتوى الرئيسى

ملاسنات غير مسبوقة بين موسكو وواشنطن حول سوريا

11/15 00:06

بعد فشل عقد لقاء بين الرئيسين الروسي والأمريكي في فيتنام، وتسريب الأمريكيين مضمون الوثيقة الثلاثية بين روسيا والولايات المتحدة والأردن اندلعت حرب التصريحات بين الجانبين.

وأكد نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف أن محاربة الإرهاب لا تعد "بطاقة دخول" إلى سوريا والبقاء فيها لبعض الدول بعينها أو التحالفات، وقال إنه "لا يحق للأمم المتحدة السماح بالتواجد العسكري على أراضي الدول.. ومحاربة الإرهابيين، ليست بطاقة لبعض الدول بعينها أو التحالفات من أجل الوجود العسكري في سوريا".

جاء هذا التصريح ردا على تصريحات لوزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، أعرب فيها عن اعتقاده بأن الأمم المتحدة سمحت للولايات المتحدة بالدخول إلى أراضي سوريا، وقال إن "الأمم المتحدة أعلنت أننا نستطيع، من حيث المبدأ، ملاحقة تنظيم داعش ونحن بالفعل هناك (في سوريا) من أجل تدميره"، لافتا إلى أن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة سترحل من سوريا لكي تظهر داعش هناك من جديد، وأشار إلى ضرورة مواصلة المفاوضات في جنيف من أجل تحقيق التقدم إلى الأمام.

وشدد ماتيس على أن الجيش الأمريكي سيواصل محاربة مسلحي داعش في سوريا "ما داموا يرغبون في مواصلة القتال بما يحول على المدى البعيد دون ظهور نسخة جديدة عن التنظيم الإرهابي المذكور".

ورأى جاتيلوف أن "هذه التصريحات غريبة، لأن الأمم المتحدة لا يمكنها التعامل مع مثل هذه المسائل، لأن سوريا دولة ذات سيادة، ودولة مستقلة، وفقط الحكومة السورية والسلطات يمكنها تحديد ودعوة قوات دول أخرى الى أراضيها، والأمم المتحدة لم تعط مثل هذا الحق".

والمعروف، وفق إحصائيات تركية رسمية، أنه توجد في سوريا 13 قاعدة أمريكية و5 قواعد روسية، بينما أكدت وحدات حماية الشعب الكردية، المدعومة من واشنطن، أن الولايات المتحدة أقامت 7 قواعد عسكرية في مناطق بشمال سوريا، ولكن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يشدد على أنه لا يرغب بحث مواقع قواته مع أحد.

وفيما يتعلق بالتسوية السياسية في سوريا، قال جاتيلوف، إنه أبلغ المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بأن روسيا تنوي عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في بداية ديسمبر المقبل.

وأكد مجددا أن هدف روسيا من صيغة "أستانا" وما يسمى بـ "مؤتمر الحوار الوطني"، هو تسريع التسوية السورية وليس خلق بديل عن مفاوضات جنيف.

كما أوضح جاتيلوف أن روسيا تدعم مبادرة الرياض لعقد لقاء جديد بين المعارضة السورية، مشيرا إلى أنه "إذا ما توج هذا الاجتماع بالنجاح وكانت وفود المعارضة أكثر تمثيلا مما كان عليه قبل الفترة الحالية، فيمكن توقع محادثات مثمرة بين وفود الحكومة والمعارضة".

وفي سياق متصل، أكد وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أن قوات بلاده لن تنسحب من الأراضي السورية، قبل انتهاء عملية جنيف، وإتمام التسوية في سوريا، وقال "لن نقدم ببساطة الآن على الانسحاب من سوريا، ولن ننسحب قبل بدء ظهور نتائج جنيف، وسوف نجلي بعض قواتنا عن سوريا، إلا أننا سنربط ذلك بحزمة من الشروط".

وفي تصريح مثير للتساؤلات، اعتبر أنه لا يمكن صب قوالب خاصة لهذه المناطق نظرا لاختلافها، وأضاف أن "الشرطة العسكرية الروسية منتشرة في منطقة وقف التصعيد في جنوب غربي سوريا، إلا أن لكل منطقة خصوصيتها، وهذا يعني أنه يتعذر تعميم ما تجسد في جنوب غربي سوريا على جميع مناطقها".

من جانبها، كررت وزارة الدفاع الروسية اتهاماتها لوشنطن بمساعدة فلول داعش، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن عملية تحرير مدينة البوكمال السورية كشفت عن أدلة تفيد بأن التحالف الدولي بقيادة واشنطن يقدم دعما مباشرا لداعش، وذلك لتحقيق مصالح أمريكا في الشرق الأوسط.

وفي الوقت الذي تعتبر فيه هذه الاتهامات ليست الأولى من نوعها بهذا الشأن، قالت الوزارة الروسية في بيان رسمي إن قيادة القوات الروسية في سوريا اقترحت على التحالف مرتين إجراء عمليات مشتركة للقضاء على قوافل لداعش وهي تنسحب في الضفة الشرقية لنهر للفرات باتجاه الحدود مع العراق، إلا أن الأمريكيين رفضوا بشكل قاطع قصف الدواعش بدعوى أنهم بصدد تسليم أنفسهم وبالتالي تنطبق عليهم أحكام معاهدة جنيف بشأن أسرى الحرب، كما أشارت إلى أن طيران التحالف حاول التشويش على عمل سلاح الجو الروسي في سماء البوكمال، وذلك لتأمين الخروج الآمن لمسلحي داعش.

وأوضح بيان وزارة الدفاع الروسية أن طائرات تابعة للتحالف، دخلت المجال الجوي فوق منطقة تحيط بالبوكمال على بعد 15 كيلومترا، لعرقلة عمل الطيران الروسي، وذلك انتهاكا لاتفاق مسبق بين العسكريين الروس وقيادة التحالف في قاعدة العديد بقطر، بشأن حظر تحليقات طائرات التحالف في تلك المناطق. وحسب الوزارة، فإن هذه التحركات للتحالف الدولي تدل على أن الهجوم السريع للقوات السورية في البوكمال أحبط مخططا أمريكيا بشأن إقامة سلطات موالية لأمريكا وغير خاضعة للحكومة السورية لإدارة شؤون المناطق الواقعة شرق الفرات.

وذهب البيان العسكري الروسي إلى توجيه اتهامات خطيرة إلى الولايات المتحدة مؤكدا أنه "كان من المخطط أن تتشكل هذه السلطات المزعوم سيطرتها على المدينة، من عناصر داعش المموهين بألوان قوات سوريا الديمقراطية، والدليل على ذلك أعلام تستخدمها هذه القوات، تم العثور عليها في البوكمال.

واستنتجت الوزارة في نهاية بيانها "أن هذه الوقائع تثبت بشكل لا يقبل الجدال، أن الولايات المتحدة تتظاهر أمام المجتمع الدولي بخوض حرب حاسمة ضد الإرهاب، لكنها في الحقيقة تؤمن حماية لفصائل داعش المسلحة، من أجل إعادة قدرتها على القتال وإعادة تشكيلها واستخدامها لتحقيق مصالح أمريكية في الشرق الأوسط".

وعلى الصعيد الدبلوماسي، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن اتفاقات موسكو وواشنطن لا تفترض انسحاب "تشكيلات موالية لإيران" من سوريا، مشيرا إلى أن الحديث في هذا السياق يدور حول "قوات غير سورية"، وقال إن موسكو بحثت مع الأمريكيين آلية عمل منطقة خفض التوتر في جنوب غرب سوريا، والتي شارك الأردن في العمل على إقامتها، مؤكدا أن الاتفاقات الروسية الأمريكية الأردنية تفترض سحب "تشكيلات غير سورية" من هذه المنطقة، وأن "الحديث لم يتطرق إلى موضوع إيران أو بالأخص قوات موالية لإيران". واعتبر المراقبون أن تصريحات لافروف هذه، تعد اعترافا جزئيا بصحة التسريبات الأمريكية حول الوثيقة الثلاثية. وكانت موسكو قد أنكرت تماما مناقشة هذه المسألة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل