المحتوى الرئيسى

مصر ولاّدة.. صنايعية الضحك المجروح - صوت الأمة

11/14 18:36

يُعرف بعض الباحثين الأدب الساخر بأنه طريقة تعبير يستعمل فيها الشخص الفاظًا تقلب المعنى إلى عكس ما يقصده المتكلم حقيقة، وهي صورة من صور الفكاهة، إذا استخدمها فنان موهوب بذكاء وأحسن عرضها تكون فى يده "سلاحًا مميتًا".

وعُرف أيضًا بأنها طريقة فى التهكم المرير والتندر والهجاء الذي يظهر فيه المعنى بعكس ما يظنه الانسان وهو أعظم صور البلاغة عنفًا وإخافة وفتكًا.

وتعتمد الساخرية والفكاهة على الذكاء والجرأة وقوة الخيال والمنطق والقدرة على الارتجال من غير فكرة سابقة وبالتالى فأن عدد الساخرين دائمًا ما يكونوا قلة داخل مجتماعتهم  وأحيانًا في عصورهم، إلا أن اللافت فى الأمر، هو كثرة الكتاب الساخرين داخل المجتمع المصري ذلك لتميز جموع المصريين بالتنكيت وحس الفكاهة.

ومن بين أكثر النماذج الساخرة شهرة إبان ثورة أحمد عرابي "عبد الله النديم" الذي يعد رائدًا في فن الصحافة الساخرة، واستخدام الساخرية كسلاح لمواجهة الجلادين والمستعمرين.

ولد النديم في الإسكندرية عام 1842، وبدأ حياته المهنية بكتابة ومقالات كثيرة في جريدتى المحروسة، والعصر الجديد، إلى أن أصدر جريدة "التنكيت والتبكيت" التي يبدو من اسمها، اعتمادها على السخرية المرة  لمعالجة آفات المجتمع ومشاكله المزمنة، كما عمل النديم أيضا مدرسا لبعض الوقت، وقيل أنه كان مدرسا من طراز فريد، أنشأ مع تلامذته فرقة مسرحية، ولم يكتف بدور المؤلف أو المخرج، وإنما شاركهم التمثيل أيضا.

"أعرف شيئين في غاية البساطة، أما الباقي فلا أهمية له: الأول هو أن العالم الذي نعيش فيه تحكمه عصبة نبيلة من الأنذال التي لطخت الأرض .. الثاني أنه يجب ألا نأخذ الأمر على محمل الجد، لأن هذا هو ما يرغبون فيه"

هذا ما جاء فى روايته الشهير " العنف والسخرية التي لم تلق نصيب من الانتشار كالأعمال الأدبية الخالدة على الرغم من عقمها وطرافة موضعها.

ويعد قصيري أحد أهم الكتاب المصريين الذين كتبوا عن مصر والمجتمع المصرى ولكن باللغة الفرنسية نظرًا لتعلمية في تلك الفترة، كما سمى بفولتير النيل وأوسكار وايلد الفرنسي وباستر كيتون العربي.

وتنوعت أعمال قصيري الأدبية بين القصة والرواية ومن أعماله لسعات وهو ديوان شعري، بشر نسيهم الرب مجموعة قصصية، شحاذون ومتغطرسون، العنف والسخرية، بيت الموت المحتوم، طموح في الصحراء، مؤامرة مهرجيين.

وتميزت فلسفة قصير بالكسل فقد كانت حياته هي فلسفة الكسل، لم يعمل في حياته وكان يقول أنه لم ير أحدا من أفراد عائلته يعمل الجد والأب والأخوة في مصر كانوا يعيشون على عائدات الأراضي والأملاك، أما هو فقد عاش من عائدات كتبه وكتابة السيناريوهات، وكان يقول (حين نملك في الشرق ما يكفى لنعيش منه لا نعود نعمل بخلاف أوروبا التي حين نملك ملايين نستمر في العمل لنكسب أكثر).

وكان والد قصيرى من أصحاب الأملاك، حيث ولد فى 3 نوفمبر 1913م بحى الفجالة بالقاهرة لأبويين مصريين أصولهما من الشوام الروم الأرثوذكس.

يعد محمود السعدنى أحد أبرز رواد الفن الساخر في القرن العشرين وتحديدًا في الصحافة العربية، فقد شارك في تحرير وتأسيس عدد كبير من الصحف والمجلات العربية في مصر وخارجها، كما ترأس تحرير مجلة صباح الخير المصرية في الستينات مشاركًا في الحياة السياسية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر إلى أن سجن في عهد أنور السادات بتهمة الاشتراك في قلب نظام الحكم.

ومن أشهر أعماله "الواد الشقي، الواد الشقى فى السجن، الواد الشقى فى المنفى، الطريق إلى زمش، مسافر على الرصيف، ملاعيب الواد الشقى، السعلوكي في بلاد الإفريكي، الموكوس في بلد الفلوس، وداعاً للطواجن، رحلات أبن عطوطه، أمريكا يا ويكا، مصر من تاني" وغيرها من الأعمال الخالد.

" انت فين والكلب فين .. انت قدة يا اسماعين .. طب دا كلب الست يا ابني.. وانت تطلع ابن مين.. بشري لصحاب الديول.. واللى له اربع رجول .. بشرى لسيادنا البهايم .. من جمايس او عجول..اللى صاحبه يا جماعه ..له غناوي فى الاذاعه.. راح يدوس فوق الغلابه.. والنيابه.. بالبتاعه"

عرف الفاجومي كأحد أهم شعراء العامية في مصر وأحد ثوار الكلمة في الفن والشعر العربي، إلا أن شعره تميز بحس الفكاهة العالي سبب سجنه عدة مرات.

كما تلازمت أشعاره بالحان بالشيخ إمام التي تميزت بروح الاحتجاج الجماهيرى الذي بدأ بعد نكسة 1967.

ومن أشعاره " يعيش أهل بلدي، جائزة نوبل، الأخلاق، الخواجة الأمريكاني، استغماية، الأقوال المأسورة، البتاع ، الكلمات المتقاطعة".

"مشكلة المصريين الكبرى أنهم يعيشون فى مكان واحد لكنهم لا يعيشون فى زمان واحد"

قالوا للمصري سمعنا صوتك … فغنى "ألحقونى"

يعد جلال عامر أحد هم الكُتاب الساخرين في مصر والعالم العربي الذين تميزت كتاباته بالبساطة والعمق.

ومن مؤلفاته "مصر على كف عفريت"  الصادر عام 2009 وقال عامر إنه محاولة لبحث حالة وطن كان يملك غطاء ذهب فأصبح من دون غطاء بلاعة. لماذا وكيف؟ فقد بدأت مصر "بحفظ الموتى، وانتهت بحفظ الأناشيد، لأن كل مسؤول يتولى منصبه يقسم بأنّه سوف يسهر على راحة الشعب، من دون أن يحدد أين سيسهر وللساعة كام؟ في مصر لا يمشي الحاكم بأمر الدستور، بل بأمر الدكتور، ولم يعد أحد في مصر يستحق أن نحمله على أكتافنا إلا أنبوبة البوتاغاز، فهل مصر في يد أمينة أم في إصبع أميركا أم على كف عفريت»؟، إضافة إلى كتاب قصر الكلام.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل