المحتوى الرئيسى

بعد ظهور الحريري..الغموض ما يزال يحيط بمستقبل لبنان السياسي

11/14 14:57

أخيراً وبعد غياب، ظهر رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري في مقابلة تليفزيونية. وبدلا من أن تميط هذه المقابلة اللثام عن الغموض الذي صاحب اختفاء الرجل، زادت من شكوك اللبنانيين بأن رئيس حكومتهم المستقيل يتعرض لضغوط هائلة.

خلال المقابلة التلفزيونية أطلق البعض وسما "هاشتاغ" بعنوان #تحت_الضغط، حيث عبر خلاله الكثير من المتابعين عن شعورهم بالحزن الشديد للمظهر الذي بدا عليه رئيس وزراء لبنان، وطالبوا بعودته لأرض الوطن. 

ويرى الصحفي والكاتب السياسي اللبناني أمين قمورية في مقابلة مع DW عربية أن لقاء سعد الحريري التلفزيوني طرح أسئلة أكثر مما قدم إجابات، حيث زادت هذه المقابلة من الغموض المرافق لاختفاء الحريري، وساهم في التباس الأمور.

وعن ملاحظات قمورية حول اللقاء قال الخبير اللبناني: "كان من الواضح تماماً عدم ارتياح الرجل، وبدا ذلك واضحاً في طريقة كلامه" وتابع "بدا الحريري وكأنه ليس حاضراً ولا متابعاً لما يحدث بالكامل على الأرض اللبنانية، إلا أن اللافت للأمر أن رئيس الحكومة طرح فكرة إمكانية عودته لرئاسة الحكومة متى استجيب لشروطه للتسوية". وقال قمورية الأهم من كل ذلك أنه "اتضح أن الأزمة كلها سببها اليمن أو بمعنى أدق ما يريد السعوديون قوله لحزب الله: "أعطونا اليمن .. نعطيكم لبنان".

سعد خارج المشهد.. لماذا الآن؟

 وتثار العديد من التساؤلات حول سبب ما يقال إنه غضب سعودي على سعد الحريري، خاصة أن السعودية دعمته مسبقا من أجل خلافة والده الراحل سياسياً، إلا أن الأمر انتهى به في السعودية دون معرفة حقيقة وضعه، وعما إذا كان محتجزا بالفعل أم أنه يخشى على حياته في لبنان، كما قال في خطابه. 

وعن سبب استبعاد السعودية لسعد الحريري الآن من المشهد قال قمورية: "يوجد هناك احتمالان لا ثالث لهما، الأول إنه موجود في السعودية بصفة سعودي، وليس بصفة رئيس وزراء لبنان، لذلك ينطبق عليه ما ينطبق على الأمراء المحتجزين".

أضاف قمورية أن الأمر الثاني هو أن السعودية أرادت من خلال بيان الاستقالة إحداث صدمة في لبنان من شأنها ان تقلب الوضع الداخلي رأسا على عقب حيث تبدو استقالة سعد وكأنها رفع للغطاء عن حزب الله ما سيضطر الحزب للتراجع.

الأمر الثاني هو أن السعودية أرادت من خلال بيان الاستقالة إحداث صدمة في لبنان من شأنها ان تقلب الوضع الداخلي راسا على عقب، حيث تبدو استقالة سعد وكأنها رفع للغطاء عن حزب الله ما سيضطر الحزب للتراجع عن مواقفه. وتابع قمورية: كان يُعتقد أيضا أن استقالة الحريري قد تدفع بضغوط من الشارع على حزب الله، لكن كل ذلك لم يحدث فحزب الله اعتبر سعد الحريري أسير محتجز. وأضاف الخبير اللبناني أنه تبين أن البدائل عن سعد الحريري أو من يحرضون عليه لاستبداله أنهم "مجرد فقاعات في الهواء، ليس لها وزن ولا تأثير، ولا يمكن أن يؤثروا على حزب الله".

ضغوط عربية وأوربية على السعودية

ويشير مراقبون إلى أن الضغوط اللبنانية والأوروبية على السعودية دفعت بها إلى الموافقة على ظهور سعد الحريري في لقاء تليفزيوني يعد فيه بالعودة إلى لبنانخاصة بعد تصريحات الرئيس اللبناني ميشيل عون بأن بلاده ستتوجه إلى مجلس الأمن بشكوى رسمية من احتجاز رئيس الحكومة وما قاله من أن كل كلام يصدر عن سعد الحريري وهو في السعودية لا يعول عليه.

وفي هذا السياق يرى أمين قمورية أنه لولا الضغط العربي والأوروبي لما تمت المقابلة التليفزيونية من الأصل، وأن السعوديين أدركوا أنهم في موقف صعب وليس أمامهم إلا إعادة سعد الحريري أو التفاوض على إعادته لإنتاج تسوية جديدة بشروط أفضل.

تحدث سعد الحريري كثيراً عن مبدأ النأي بالنفس، وكرر الكلمة كثيراً ما أثار ريبة المتابعين لما يقصد، وهو ما قد فهمه البعض أنه يخص السياسة العامة المتبعة في لبنان، وهو ما أكدت عليه قوى 14 آذار.

لكن المحلل اللبناني يرى أن المقصود بالأمر هو إنهاء دور حزب الله في اليمن، وأن حزب الله بوجوده في اليمن أو بمساعدته للحوثيين يهدد أمن السعودية، وبالتالي يجب عليه أن ينسحب من المشهد اليمني لتصبح اليمن ورقة مساومة. ويرى قمورية أن  استقالة سعد الحريري هي بمثابة رسالة لحزب الله مفادها  "بأنه إذا أراد أن يبقى في لبنان متمتعاً بنفوذه، فليخرج من اليمن، وهو ما كان زعيم حزب الله حسن نصر الله قد تحدث عنه من قبل، وأشار إلى عدم وجود الحزب في اليمن ولكنه أشار إلى مساعدة اليمنيين باعتبارهم شعب مظلوم وواجب نصرته". بحسب الخبير اللبناني. 

انتقال السلطة في لبنان.. بيعة أم انتخابات؟

لا تحظى فكرة انتقال السلطة من سعد الحريري إلى أخيه بهاء بالكثير من الترحيب سواء بين النخب السياسية أو حتى على مستوى الشارع اللبناني، وهو ما عبر عنه جهاد المشنوق وزير الداخلية اللبناني.

ويؤكد الخبير اللبناني إنه "لا توجد انتخابات حقيقية في لبنان" وأن الأمر كله "موازنات سياسية"، خاصة وأن سعد بويع بعد اغتيال رفيق الحريري، لكن كان من الممكن لو كانت الأمور أهدأ في لبنان أن يأتي بهاء ليدخل الانتخابات كمنافس لأخيه ويأتي كل بفريقه لكن في النهاية السعودية لديها القدرة على حسم الأمر لصالحها.

وأضاف قمورية أن عائلة الحريري في أغلبها رفضت انتقال السلطة لبهاء لشعورهم بأن هذا الانتقال سيعني خروج اللعبة من بين أيديهم، خاصة أن عليهم علامات استفهام كبيرة لدور بعضهم في التفاهمات مع حزب الله، ووجود الكثيرين منهم في الدائرة المقربة للغاية من سعد الحريري، بحسب قمورة.

ويضيف "أيضا الكثيرين من تيار المستقبل لا يرغبون في وجود بهاء الحريري لكن على الجانب الاخر هناك بعض التيارات السياسية قد ترى في وجود بهاء فرصة تتيح لها مزيد من الظهور والتأثير في الأحداث".

وحول تقبل حزب الله لبهاء الحريري بدلا من أخيه، يؤكد الخبير قمورة أن بهاء لو أتى فسيأتي بتوجه سعودي صارم، فحتماً لن يقبل به بديلاً من قبل حزب الله.

ويضيف المحلل السياسي "هناك تسويات جديدة تحتاج الى توافقات داخلية، وتوافقات دولية، ولا يمكن لأحد الآن ان يأتي فيها بسقف عال. وقال  أعتقد أن الشخص السني المفضل لدى حزب الله هو سعد الحريري، فهم يرون ان الرجل "يمكن التفاهم معه". ويرى الخبير اللبناني أن سعد الحريري استطاع في فترة  وجيزة أن ينسج علاقات جيدة، سواء مع نبيه بري رئيس مجلس النواب، وبالتالي فليس من السهولة أبداً أن يأتي شخص ليبدأ بنسج هذه العلاقات من جديد خاصة أن نسج العلاقات في لبنان أهم كثيراً من السياسة". 

نشهد بشكل كبير في مدن لبنان أنه رغم اندثار عادات اللباس التقليدي فيها إلا أنه ما زال هناك بعض تعلّق باللبس التقليدي اللبناني، حتى وإنْ كان شكلياً. فلا تخلو الدبكة أو "زفّة" العرس من فرقة من الراقصين الذين يتزينون بالحلل اللماعة المستوحاة من التراث اللبناني.

نساء مزارعات في منطقة "أنصار" بجنوب لبنان يركبن شاحنة عائدات من العمل من حقول الليمون التي تحتل مساحات كبيرة في المنطقة. اللباس المتبع هو لبس ذو طابع عملي في الحقول المُشمِسة في الجنوب اللبناني.

لا يزال اللباس التقليدي كالسروال اللبناني الأصيل (الشروال) ذي اللون الأسود والصدرية المزخرفة يجتذب السياح إلى المطاعم اللبنانية، ولا يزال هذا التوجه شعبياً في الوسط السياحي اللبناني، إذ يُعتَمَد على لابسي الشروال في تقديم الصورة التراثية اللبنانية وإسعاد السياح طالبي القهوة و"الأركيلة".

الرجال من كبار السن في قضاء الهرمل في البقاع الشمالي للبنان، لا يزالون يرتدون محلياً اللباس العربي مثل "الحطّة والعقال" والعباءات المسماة "العبا". واذا كانت العادة أن يلبسوا هذه الثياب في قراهم ومناطقهم الريفية فإنهم لا يستحون من لبسها في حتى في المُدُن وارتدائها في الأماكن الخاصة والعامة. (الصورة من بيروت)

اللباس التقليدي المتبع بشكل كبير يظهر جلياً في هذه الصورة العائدة للخمسينات من القرن الماضي. وكانت هذه العادات في الملبس تبرز بالشكل الأكثر وضوحاً في المناسبات القروية الاجتماعية والفعاليات العائلية.

يُلاحَظ أن ملابس السكان كانت موحدة في الماضي، فملابس الرجال في جنوب لبنان مثلاً كان لها ألوان محددة للثياب ولملحقاتها التقليدية، كما أن اعتمار "الحطّة" أي غطاء الرأس كان من المسَلَّمَات الأساسية وكان ينبغي أن يكون لونها أبيض، أمّا النساء فكان اللون الأسود هو الشائع في أوساطهن.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل