المحتوى الرئيسى

بالصور.. "قصر مصطفى باشا" في الجزائر.. قصة عثمانية عمرها 200 عام

11/13 23:13

مر على الجزائر عبر تاريخها الطويل عديد الحضارات منذ 2500 قبل الميلاد، تنافست كلها على أرض ومكانة الجزائر، وتركت إرثًا معماريًا ولغويًا لا زالت الكثير من معالمه قائمة إلى يومنا.

ومن المعالم التي بقيت شاهدة على واحدة من أهم مراحل الجزائر في تاريخها، فترة الدولة العثمانية التي التحقت بها الجزائر "اسميًا" عام 1504، انتهت مع الاحتلال الفرنسي للجزائر سنة 1830، هو قصر مصطفى باشا.

فالمتجول في عدد من أحياء العاصمة الجزائرية وبعض المدن الأخرى يرى تاريخ الجزائر قبل أكثر من 4 قرون، من مبانٍ وقصور ومساجد، تحدت عوامل الزمن والبشر المارة عليها، وبقيت صامدة، حتى تروي بصمت جزءًا من حكايات تاريخية قديمة لبلد اسمه الجزائر.

في ذلك الحي العتيق "القَصبة السفلى"، وغير بعيد عن البحر، وبالقرب من مسجد كتشاوة والمسجد الكبير العتيق، يوجد "قصر مصطفى باشا" الذي لازال شاهدًا حيًا على فترة العثمانيين في الجزائر.

"مصطفى باشا" هو حاكم الجزائر من 1798 إلى 1805 م، أو كما كان يسمى "الدَّاي"، الذي خلف خاله "الدَّاي حسن"، فأمر بتشييد قصر فخم بهندسة خاصة جدًا، وكان له ذلك.

"قصر مصطفى باشا" الذي بُني عام 1779م، كان للإقامة العائلية للدَّاي وزوجته وأطفاله، وحرسه الشخصي، ولخدمه وخادماته، وكان كذلك مقرًا لاستقبال ضيوف الدَّاي المميزين، من بينهم نجل ملك فرنسا "دوق أورليانز".

ومع دخول الاستعمار الفرنسي للجزائر عام 1830، حولته إدارة الاحتلال إلى "مكتبة وطنية" سنة 1863 م، والتي ضمّت مخطوطات فاق عددها 2000 مخطوط نهبها المستعمر من المكتبات العائلية في مدينة قسنطينة بعد احتلالها سنة 1837م.

أما "الدَّاي مصطفى باشا" فقد قُتل عام 1805 على إثر انقلاب عسكري سببه حالة العصيان المدني التي أعلنها سكان الجزائر على الدَّاي، ويوجد قبره في منطقة "باب الوادي" بالعاصمة الجزائرية غير بعيد عن مقر القصر.

بوابة "العين" الإخبارية زارت القصر، فوجدت سُياحًا من الجزائر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، أجمعوا على فخامة هذا القصر، بهندسته المعمارية التي تمثل واحدة من روائع العمارة الإسلامية، وقيمته التاريخية والثقافية، كما تجولت "العين" بين طابقيه السفلي والعلوي.

يوجد في "قصر مصطفى باشا" ساحة تسمى "صحن الدار"، تتوسطها نافورة رخامية، وطابقين سفلي وعلوي، تتماسك فيما بينها بأعمدة رخامية صلبة، وبه 8 غرف، حولتها السلطات الجزائرية إلى متحف للخط الأصيل، لكن يمنع على الزوار والصحفيين تصوير تلك الغرف.

عند مدخل القصر في جهة اليمن، توجد سلالم خاصة بالدَّاي وعائلته فقط، تؤدي إلى الغرف الخمس الموجودة في الطابق العلوي، وفي الجهة اليسرى توجد سلالم أخرى مخصصة للخدم والخادمات.

وعند صعودها يجد الزائر قسمين آخرين، واحدا للحَمَّام الخاص "بالداي وعائلته"، والآخر للمطبخ الكبير الذي يضم 7 مدخنات على طريقة قصر "حريم السلطان".

والمثير للانتباه في السلالم الخاصة بالداي والخدم، أنها مختلفة، فسلالم الدَّاي صغيرة السمك والحجم، لتُسهل عليه الصعود، بينما سلالم الخدم لها سمك كبير، وكل من يستعملها يحس بفرق الراحة بينها وبين سلالم الدَّاي.

وفي محاولة للحفاظ عليه من النسيان والزوال، حولت السلطات الجزائرية القصر إلى متحف وطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط، في 7 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2007، في إطار الاستثمار الثقافي لمنطقة "القَصبة العتيقة"، المُصنّفة كتراث عالمي للإنسانية.

فتقرر تحويل جميع الغرف الثماني إلى متحف ضم مجموعة من اللوحات الخاصة بالزخرفة والمنمنمات وفن الخط العربي الأصيل، وهي اللوحات التي أقل ما يُقال عنها أن أصحابها "أبدعوا إلى حد الدهشة" في تلك اللوحات.

وعند دخول بوابة "العين" الإخبارية إلى تلك الغرف المتحفية، وجدت أن اللوحات من دول عربية وغيرها، من بينها إضافة إلى الجزائر: سوريا، العراق، الأردن، مصر، فلسطين، اليمن، الصين، أوزباكستان، طاجكستان، منغوليا، الهند، وتركيا.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل