«هل تعيده المحكمة إلى الحياة؟».. عم سعيد حلقة جديدة في مسلسل الإهمال الطبي (صور)

"خلاص مات خودوه وروحوا".. بهذه الكلمات انتهت مأساة الحاج سعيد كرم، ابن مدينة فوة التابعة لمحافظة كفر الشيخ، ليسدل الستار على كارثة إهمال طبي، طالما تعودنا عليها بين الحين والآخر، دون أن يحرك أي مسؤول ساكنًا.

تسرد "صفاء"، ابنة الحاج سعيد كرم، تفاصيل ما حدث لوالدها قائلة: "أصيب والدي بحالة إعياء شديدة، فأخذناه لإحدى العيادات الخاصة لنكتشف إصابته بنزيف في المخ، ونصحنا الطبيب بالتوجه لمستشفى فوة للتأمين الصحي، وبالفعل ذهبنا المستشفيات يوم السبت الموافق 4 نوفمبر، كما نصحنا الطبيب، كان في تمام الساعة العاشرة صباحًا، وكانت الفاجعة أننا لم نجد طبيبًا واحدًا أو أي شخص من طاقم التمريض لم نجد سوى فردي أمن على باب المستشفى".

وتابعت صفاء لـ"التحرير"، "ثار غضبنا عند عدم وجود أطباء ووالدي ينزف بشدة فقمت بالصراخ في المستشفى، فجاء لي أحد الأطباء وعمل قسطرة قلب لوالدي ووضعه على جهاز التنفس الصناعي، وقال لي إنتي إيه اللي جابك هنا خوديه وامشي عشان مافيش هنا اهتمام أو رعاية، وظل والدي ينزف حتى الرابعة مساء دون أن أرى طبيبًا واحدًا، ووالدي ينازع الموت أمام عيني".

وأضافت: "ذهبت لمدير المستشفى لإيجاد حل، وكان ذلك في تمام الساعة 12 ظهرًا، فأخبرني أنه سيتم نقله إلى أحد المستشفيات بالإسكندرية مستشفي البلشي، وأصدر قرارًا بتحويله ولكن الإسعاف رفضت نقله لعدم وجود طبيب معالج له، وأيضًا عدم استيفاء باقي الإجراءات، فذهبت مرة أخرى لمدير المستشفى، فقال لي خوديه في عربية ملاكي وروحي بيه المستشفي وماتقوليش ليهم إنك جيتي هنا".

واستكملت حديثها: "في الآخر نقلت والدي لمستشفي البلشي في تمام الساعة 4 عصرًا، لكن بعد نزيف لأكثر من 6 ساعات مما أدخل والدي في غيبوبة، وأخبرتني المستشفي أن حالته سيئة جدًا، بسبب استمرار النزيف لأكثر من 6 ساعات، والأمل في إنقاذه ضعيف، ووضعوه العناية المركزة أملاً في إنقاذه، لكن توفاه الله صباح اليوم الاثنين الموافق 6 نوفمبر، لتنتهي مأساة والدي بجملة خدوه وروحوا".

فيما أكد كمال عقبة، شاهد عيان على الواقعة، أن ما حدث للحاج سعيد هو جريمة إهمال بكل المقاييس تستوجب العقاب لوضع حد لهذه الجرائم، التي تودي بحياة المواطنين، لافتا إلى أنه كان رأي الإهمال بعينه ومستعد للشهادة إذا استدعي الأمر.

وأشار عقبة إلى أنه قد تعرض لحملة تشويه كبيرة طالت سمعته من بعض المنتسبين لمستشفى فوة للتأمين الصحى لإثنائه عن شهادته، مؤكدا أنه لا يلتفت لمثل هذه الإشاعات قائلا "أنا شوفت الإهمال وحرام أسكت عليه عشان ماحدش تاني يموت، وأطالب بمحاسبة المتسببين في وفاة الحاج سعيد".

من جانبه، نفى الدكتور حافظ الخلال، مدير مستشفي فوة للتأمين الصحي، جميع ما سبق ذكره، مؤكدا أنه كلام عارٍ عن الصحة تمامًا.

وأضاف الخلال، في تصريحات خاصة لـ"التحرير"، أن حالة الحاج سعيد دخلت المستشفى في تمام الساعة 12 الظهر يوم السبت، وهو في حالة خطيرة، لافتًا إلى أنه قد تم التعامل معه على الفور، وتركيب قسطرة، وأيضًا إجراء الإسعافات الأولية اللازمة، مشيرًا إلى أنه قد بذل قصاري جهده للبحث عن سرير للحاج سعيد في مستشفيات الإسكندرية، حتى تمكن من حجز أحد الأسرة بالدور السابع بمستشفي البلشي بالإسكندرية.