المحتوى الرئيسى

فريق ترامب يدفع قطار السلام المعطل في الشرق الأوسط بخطة جديدة

11/13 08:27

بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاروه وضع خطة ملموسة لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهى خطة تهدف إلى تجاوز الأطر السابقة التي قدمتها الإدارة الأميركية، سعياً وراء ما يسميه ترامب “بالصفقة”.

وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن فريق الرئيس الأميركي الجديد نوعاً ما على مثل هذا النوع من قضايا الشرق الأوسط، قد انتقل إلى مرحلة جديدة من مشروعه، أملاً في تحويل ما تعلمه خلال 10 أشهر من تدريب أنفسهم على دراسة هذه النزاعات الأكثر تعقيداً في العالم، إلى خطوات ملموسة لإنهاء ذلك الجمود الذي لم ينجح الرؤساء المحنكين وذوي الخبرة في المنطقة من إذابته وإحداث تقدم جدّي لإحلال السلام بالمنطقة.

ويبدو أنّ احتمالات حدوث السلام محاصرة بسبب تعقيدات القضايا الأخرى التي تعيشها المنطقة، وخاصة بسبب الدور الإيراني الذي يبحث عن بث الفوضى وعرقلة جهود السلام من خلال وكلائها وهو ما تحاول السعودية صده، وما اتضح في الأيام الأخيرة برفض السعودية لدور حزب الله التخريبي والمدعوم من إيران في لبنان. ودعم رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري بإعلان استقالته من الرياض.

من جهتها تشعر إسرائيل بالقلق إزاء حزب الله وكذلك الجهود التي تبذلها إيران لإقامة ممر لها في جنوب سوريا. وإذا اندلعت حرب مع حزب الله، فإنها قد تقوّض أي مبادرة مع الفلسطينيين.

جمع فريق ترامب أوراقا غير رسمية بحثا عن مختلف القضايا المتعلقة بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وقال مسؤولون إنه من المتوقع أن يقوموا بمعالجة نقاط التقسيم الدائمة كالقدس والمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.

وعلى الرغم من أن ترامب لم يعترف حتى الآن بوجود الدولة الفلسطينية، قال المحللون إنهم يتوقعون أن يتم بناء خطة للسلام بوضع حل ما يسمى بالدولتين، والذى كان لب جهود صنع السلام لسنوات مضت.

وقال جيسون دي غرينبلات، كبير مفاوضي البيت الأبيض “لقد قضينا الكثير من الوقت للاستماع إلى الاسرائيليين والفلسطينيين والقادة الإقليميين خلال الأشهر القليلة الماضية”.

وأضاف “اشتركنا معهم للمساعدة في التوصل إلى اتفاق سلام دائم. لن نضع جدولاً زمنياً وهميا لتطوير أو عرض أي أفكار محددة ولن نفرض اتفاقا مبهماً. هدفنا هو التسهيل، وليس إصدار الأوامر، من أجل التوصّل إلى اتفاق سلام دائم لتحسين العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين ولضمان نشر الأمن في جميع أنحاء المنطقة”.

وقرر ترامب، الذي يعتبر نفسه صانعاً لهذا الاتفاق، أن يتبنى هذا التحدي عندما تولى منصبه في يناير الماضي، وهو مفتون بفكرة النجاح حيث فشل السابقون عن تحقيقه.

وتعهد بجهود هذا الاتفاق لغاريد كوشنر، صهره وكبير مستشاريه. وعلى الرغم من أن جهوده المبذولة لم تقابل بالترحيب، إلا أن ثقة ترامب بأحد أقاربه وتوكيله لمعالجة القضية قدمت انطباعاً عن جدية الرئيس الأميركي في إحلال السلام داخل المنطقة.

ويرى فريق ترامب أن بلورة هذه المجموعة من العوامل تدل على أن الوقت قد حان لإحلال السلام وإنهاء الصراع الطويل بين الفلسطينيين والإسرائليين. فضلاً عن أن الدول العربية أصبحت الآن أكثر استعدادا لحل النزاع، وذلك لإعادة تركيز الاهتمام على إيران التي تعتبر تهديدها للأمن القومي العربي الأولوية الكبرى، ويتسق ترامب في تصنيف البراغماتية الإيرانية الخطر الأكبر في العالم.

ومن هذا المنطلق وبعد أن تيقنت الدول العربية والولايات المتحدة للمساع الإيرانية في تهديد الاستقرار وبث الفتنة بزرع الإرهاب عن طريق اذرعتها بالمنطقة، بات ضروريا التوصل إلى إحلال السلام بالمنطقة أمام تصاعد الخطر الإيراني. ولذلك بحثت مصر عن وساطة جدية لإنهاء الانقسام بين الفرقاء الفلسطينيين تمهيدا لجهود سلام ستكون أكثر جدية هذه المرة.

وتوسّطت مصر في المصالحة بين محمود عباس، الذي يرأس الضفة الغربية، وحماس التي تسيطر على غزة، وهي صفقة من شأنها أن تعزز السلطة الفلسطينية كممثل للشعب الفلسطيني. وقد استدعت المملكة العربية السعودية عباس إلى الرياض لمناقشة أهمية التوصل إلى اتفاق.

وقال نمرود نوفيك، زميل في منتدى السياسة الإسرائيلية عمل مستشارا للسياسة الخارجية لرئيس الوزراء السابق شيمون بيريز والذي تفاوض حول اتفاقات أوسلو في التسعينات من القرن الماضي “تبدأ النجوم في الاتحاد لترسم الطريق. لكن يبقى السؤالان قائمان؛ وهما: هل سيوافق رئيس الوزراء نتنياهو على الاستمرار بعقد هذه الصفقة؟ أو هل سيقوم الرئيس ترامب بتقديم خطة تستحق رأس المال السياسي المطلوب”.

ومع ذلك، لم يتضح بعد موقف كلا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو الرئيس الفلسطيني عباس من أجل بدء جولة جديدة للتفاوض. حيث يواجه نتنياهو تحقيقات فساد وضغط من حزب اليمين في تحالفه بعدم تقديم تنازلات، في حين أن عباس يواجه معارضة قوية بين ناخبيه.

وتتفاقم الشكوك، خاصة بين أولئك الذين أمضوا سنوات يكافحون من أجل التغلب على نفس تحديات صنع السلام في ظل وجود نفس العقبات التي تحيل دون تحقيقه. وناقش الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ومساعدوه طرح رؤيتهم للتوصل لاتفاق خلال العام الماضي، لكن هذه الرؤية اصطدمت بحزمة من المبادئ العامة، بالتزامن مع نفاذ للوقت المتاح قبل انتهاء فترة رئاسته.

وقال فيليب جوردون، منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط تحت قيادة أوباما “لا يوجد هناك شيء جديد حينما يتعلق الأمر بالسلام في الشرق الأوسط. عندما تدخل في هذه التفاصيل، ستجد نفسك واقفا أمام اعتراضات قوية من كلا الجانبين. فإذا لم يرغبوا هم أنفسهم بحل الأزمة، فقد ينتهي بهم الأمر إلى مبادئ غامضة، ولكن كما رأينا، حتى هذه المبادئ الغامضة تتجاوز ما ترغب الأطراف في تبنّيه واعتقاده”.

وتقول تمارا كوفمان ويتس، مسؤولة بوزارة الخارجية في عهد أوباما، إن “القادة الإسرائيليين والفلسطينيين مقيّدون بشدة، ليس فقط من قبل ائتلافات حكوماتهم ولكن من قبل الجمهور”.

وأضافت “من الصعب على هؤلاء القادة السياسيين حتى لو رغبوا في تقديم تنازلات كبيرة أن يقوموا بها في ظل هذه الظروف”.

ويضم فريق الخطة الرئيسي المكوّن من أربعة أعضاء؛ جاريد كوشنر وغرينبلات ودينا باول، نائبة مستشار الأمن القومي، وديفيد فريدمان، السفير الأميركي في إسرائيل.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل