المحتوى الرئيسى

ليلة حزينة فى البحيرة: تشييع جثامين 7 أطفال غرقوا فى ترعة المحمودية

11/12 23:05

شهدت قرية «مرسى بلبع» التابعة لمركز دمنهور، فى البحيرة ليلة حزينة وتحولت شوارعها إلى سرادق عزاء كبير، بعد أن فقدت القرية 7 أطفال فى عمر الزهور تتراوح أعمارهم ما بين 7 إلى 8 سنوات، عقب سقوط «توك توك» كان يقلهم فى ترعة المحمودية، ووسط غضب الأهالى وحزنهم على فقدان الأطفال، التزمت أسر الضحايا الصمت، كما لو أنهم لم يستوعبوا الكارثة التى حلت بهم، فمنهم من رفض الجلوس بالمنزل لتلقى العزاء، وآخرون ذهبوا أمام ترعة المحمودية محل الحادث ينظرون إلى المياه فى مشهد أبكى جميع الأهالى بالقرى المجاورة لهم.

الآلاف شاركوا فى جنازة ضحايا «التوك توك».. والمسلمون والمسيحيون أقاموا الصلاة على الضحايا

يسرى تعلب، عامل بشركة كهرباء زاوية غزال، أكد أن الأهالى توجهوا إلى مشرحة المستشفى التعليمى بدمنهور عقب الحصول على تصاريح الدفن، وخرجوا فى مشهد جنائزى مهيب لدفن جثامين الأطفال التى ضمت طفلين مسيحيين، وأمام المقابر أقيمت صلاة الجنازة على الجميع، اليوم، دون النظر إلى ديانة أو مِلة، حيث اجتمع أهالى الضحايا على دفن أبنائهم فى وقت واحد، وخرجت السيارات التى تبعها الآلاف من أهالى القرى المجاورة لدفن جثامين الأطفال فى مسقط رأسهم بقرية «مرسى بلبع». إهمال يدفع ثمنه المواطن.. عبارة لخص بها أهالى عزبة شعبان التابعة لقرية زاوية غزال رؤيتهم لكارثة غرق 7 تلاميذ فى ترعة المحمودية بالبحيرة، مؤكدين أن الطريق المؤدى إلى قرية «مرسى بلبع» مسقط رأس الضحايا، هو أهم أسباب حدوث الكارثة، بسبب التنفيذ العشوائى للحفر الخاصة بشركة الغاز، وأوضح الأهالى أن سائق «التوك توك» حاول الهرب من زحام الطريق، وأثناء عودته للخلف سقط فى ترعة المحمودية، بالإضافة إلى أن التوك توك غير مرخص ولا يحمل سائقه رخصة قيادة، مثله مثل مئات المركبات التى تعمل بعيداً عن عيون الرقابة داخل القرى والعِزب.

سامح الخازندار، أحد أهالى زاوية غزال، وشاهد عيان، أكد أن الإهمال هو المتهم الأول فى كارثة غرق 7 تلاميذ بالمحمودية، بعد أن قامت شركة الغاز بتنفيذ أعمال حفر بطريق «زاوية غزال مرسى بلبع»، دون التنسيق مع الوحدة المحلية لتوفير طريق بديل لسير السيارات والتكاتك التى تعتبر وسيلة المواصلات الأساسية للموظفين والطلاب والتلاميذ خلال رحلتهم من وإلى عملهم ومدارسهم، ولم تراع الوحدة المحلية مئات المواطنين المارين بهذا الطريق يومياً، وتركت شركة الغاز تقتطع منتصف الطريق لتعوق حركة المرور، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل زادت أعمال الحفر على الوقت المحدد له، لخلافات مالية بين المقاولين وشركة الغاز.

شاهد عيان: سائق «التوك التوك» حاول الهرب من الزحام لتوصيل الأطفال لمنازلهم فسقط فى المياه

وأضاف: «فوجئنا بصراخ وهرج أمام عزبة شعبان، وهرولنا مسرعين خلف الأصوات، لنجد مئات المواطنين يقفون أمام ترعة المحمودية، ومنهم من خلع ملابسه ونزل إلى المياه فى رحلة بحث، وبالسؤال علمنا بسقوط توك توك بمياه الترعة وبه أطفال صغار، قمنا على الفور بالاتصال بالشرطة التى حضرت بصحبة سيارة الإنقاذ النهرى، وعلى الفور نزل منها ضفادع بشرية غاصوا فى المياه لاستخراج جثامين الأطفال الضحايا، وأمام ذلك حضر صيادون بترعة المحمودية لمساعدة فرق الإنقاذ بمراكبهم، فيما نزل شباب القرى المجاورة ممن يجيدون السباحة إلى المياه لالتقاط جثامين الأطفال، وعلى مدار أكثر من 3 ساعات متواصلة تم استخراج جثامين الأطفال وتمشيط المنطقة بالكامل تحسباً لوجود آخرين.

وقال محمد عبدالتواب، مهندس كهرباء، إن المأساة الحقيقية عاشها أهالى الضحايا خلال فترة انتشال الجثامين حيث لم يستوعبوا الموقف إلا بعد الدفن وتلقى العزاء، ولعل ما زاد من الكارثة هو أن 6 من الأطفال الذين غرقوا كل 2 منهم شقيقان، وهم «حبيبة وأميرة إبراهيم فتحى محمد، ماريو ونيفين ملاك زكى مترى، ملك وروان مرشدى دربالة»، وتابع: رأيت 2 من أسرة الطفلين «ماريو ونيفين» لم أحدد هويتهما بالضبط، يجلسان أمام ضفة المحمودية موقع الحادث الأليم، وكأنهما يتكلمان مع المياه لتخرج لهما أطفالهما، وظلا على هذه الحالة حتى حضر ذووهم محاولين إعادتهما إلى منزلهما، فيما ترك والد الطفلين «حبيبة وأميرة» العزاء فى المنزل وسط حالة حزن شديد، وذهب إلى مكان بعيد عن تجمع الأهالى».

فيما قرر منصور زعلوك، وأحمد رشوان، وكيلا النائب العام، برئاسة المستشار معتز حجاج، مدير نيابة مركز دمنهور بالبحيرة، وبإشراف المستشار أحمد فوزى، المحامى العام الأول لنيابات وسط دمنهور، حبس «فهمى.ل.س» مقيم بمركز دمنهور، سائق «التوك توك» المتسبب فى مصرع 7 تلاميذ غرقاً جراء انقلابه بترعة المحمودية بمركز دمنهور، 4 أيام على ذمة التحقيقات.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل